اخبار عمان

“معًا نتقدم”.. وجلسات حوار المستقبل

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

للعام الثاني على التوالي ينعقد ملتقى “معًا نتقدم” والذي يضع المواطن في قلب رؤية “عُمان 2040″، يُقيِّم ويُحلِّل ويقترح ويُناقش ويطرح الرؤى المستقبلية من أجل عُمان المستقبل، ويشارك في تشكيل محاور التنمية المستقبلية، ويلتقي مع صناع القرار ليحاورهم في المراحل المنجزة من اخبار عمان، والوقوف على ملامح القادم منها، ويتعرف على المستوى الذي أنجز إلى هذه اللحظة، في بيئة تشاركية لم يكن فيها طرفًا مستمعًا فقط بل هو المحور الأساسي في الملتقى، والذي أقيم من أجله.

ما ميز ملتقى هذا العام هي الجلسات الحوارية التي أقيمت، ولعلني أركز بشكل أساسي على الجلسة الحوارية التي شارك فيها صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم الموقر وزير الثقافة والرياضة والشباب، حيث إنها من أهم الجلسات التي أحتوى عليها الملتقى، وتكمن أهميتها لارتباطها بشريحة هامة من شرائح المجتمع ألا وهي شريحة الشباب، الذين هم عماد الأمم ومن يعول عليهم في تحقيق الرؤى المستقبلية ومن توضع من أجلهم الخطط الاستراتيجية التنموية، ولذلك كان الإقبال كبيرًا على هذه الجلسة من المسجلين في الملتقى، وهذه الرغبة ما هي إلا انعكاس للطموحات والآمال التي يراها أبناء المجتمع في شخص سُّموه، والنظرة المستقبلية المملوءة بالتفاؤل .

جاءت الجلسة في مجملها عامرة بالأطروحات التي غاصت في واقع ومستقبل هذا القطاع، ومدى تحقيق مستهدفات رؤية “عُمان 2040” في هذا الجانب إلى هذا الوقت، واتضحت ملامح المرحلة القادمة والمشاريع التي نفذت وما سوف ينفذ في القادم، وتم التطرق للتحديات التي تواجه القطاع في جميع جوانبه، وعرضت المقترحات التي يمكن لها حلحلة الوضع القائم، والتحرك والمضي قدمًا في تنفيذ الخطط الاستراتيجية، وكيفية متابعة هذا التنفيذ حتى يخرج المشروع كما خُطط له، وهذا أمر مهم للغاية؛ حيث يمثل التنفيذ تحديًا في حد ذاته.

واستمع صاحب السمو للأطروحات بكل اهتمام، وكان رد سموه مفصلًا على كل طرح؛ بل إن الطرح أتسم بالوضوح والشفافية دون وجود تحفظات خاصة فيما يتعلق بالمشاريع الاستراتيجية المستقبلية، وهو أمر بالغ الأهمية لما يمثله من متطلبات للمرحلة الجديدة من مراحل النهضة المتجددة؛ حيث لا بُد من إشراك المجتمع في جميع القرارات والمواضيع التي تخصهم بالدرجة الأولى، والشفافية هي التي يجب أن تكون عنوان المرحلة القادمة، ولابد من أن يكون هذا النهج الذي سارت عليه الجلسة هو تأسيس لمرحلة مختلفة من التواصل بين المسؤول والجمهور؛ بل إنَّ سياسة الانغلاق لن تكون سوى مُعيق ومعطل لتحقيق معدلات النمو والتطور التي تنشدها الاستراتيجات الوطنية، خصوصًا مع جيل بات يملك الوعي الكبير ويستطيع أن يدرك ما يدور حوله بشكل يدعو للفخر، وربما ما شهده الملتقى من مداخلة إحدى بناتنا الطالبات خير شاهد على إمكانيات هذا الجيل.

إنَّ سياسة الحوار المباشر بين المسؤولين وأفراد المجتمع هي نوع من العصف الذهني الذي يحدث من خلاله استمطار للأفكار تكسب المشاريع الاستراتيجية فرصة أكبر للنجاح، وذلك لما ينتج عنها من مراجعة شاملة وتغذية راجعة تساهم في إيجاد حلول متعددة للتحديات وتجويد منهجيات العمل وتوقع لمستقبل التطبيق وبالتالي القدرة على الحفاظ بدرجة كبيرة على استمرارية المشاريع التنموية المنفذة وعدم تعرضها للفشل والتوقف وارتفاع الكلف المصاحب للتحديات التي تحدث أثناء التطبيق.

لقد خرجت الجلسة الحوارية لصاحب السمو وزير الثقافة والرياضة والشباب بفوائد كبيرة، فمن خلالها تعرف الحاضرون على العديد من المشاريع الخاصة بالقطاع وبشيء من التفصيل مثل المدينة الرياضية وموقعها والمشاريع التطويرية لقطاعي الثقافة والرياضة، والنظرة المستقبلية للمنشآت الحالية، وكذلك تعرف سموه على ما يؤرق شباب الوطن من تحديات خاصة وأن رؤية “عُمان 2040” جعلت من هذا القطاع ذا أولوية وطنية، وصيغت مستهدفات هذه الأولوية؛ بما يحقق طموح شباب الوطن وتمكينهم بالشكل الذي يجعلهم مساهمين في الارتقاء بهذا الوطن ووضعه في المكانة التي يستحقها.

إنَّ استمرار هذه الجلسات ضرورة تنموية ونهج يجب أن يستمر مع ضرورة انتقاء الكفاءات الوطنية التي يمكنها أن تقدم آراءً ومقترحات تسهم في تعظيم الاستفادة من هذه اللقاءات، والتي يمكن أن تقوم بعرض تجارب خاصة في مجالات متعددة تكون نواة لأفكار تعمل على النهوض بهذا القطاع الحيوي، خاصة وأن صاحب السمو ذي يزن بن هيثم آل سعيد، أصبح أيقونة وطنية للشباب العُماني، وعليه تُعقَد الكثير من الآمال والطموحات من أجل عُمان المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *