اخبار عمان

سقطت الأسطورة.. وانكشفت الأقنعة | جريدة الرؤية العمانية

 

زين بن حسين الحداد

[email protected]

 

نجحت المقاومة بإمكانيات محدودة وبسيطة في ضرب أقوى جيوش العالم عتاداً وتجيهزا وسمعة، فكان أكثر المتفائلين يظن في بداية الهجوم أنها عملية عابرة ستنتهي في ساعاتها الأولى بحكم فارق القوة بين المعسكرين، ولكن ماحدث كان عكس التوقعات حيث فشل الاحتلال في استعادة مافقده من أراضٍ وامتد القتال إلى أيام وربما يستمر إلى أسابيع وهو الذي يخافه الصهاينة أن يحدث نظرا لتوقف مظاهر الحياة وعجلة الاقتصاد حتى تهاوت البورصة والعملة، وكل دقيقة إضافية تزيد من معاناة المحتل.

نتيجة

بعيدا عن النتيجة النهائية للمعركة وما سيحدث لاحقًا من إيجابيات وسلبيات، والتي مازال التقدم فيها للمقاومة عسكريا وأخلاقيا إلا أن أحداث السبت أسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، أمام الإرادة الشعبية التي لا يكسرها شيء. وما سقط من هيبة وسمعة اشتغل عليها العدو إعلاميا 75 عاماً لا يمكن إرجاعه أبدا.

كارثة إنسانية

إنَّ ما نشاهده من هيجان لا إنساني وانفلات أخلاقي من قادة الاحتلال يؤكد حجم وقوة الألم والقهر الذي أصابهم، جعلهم يتجاوزون كل الخطوط الحمراء مع أكبر تجمع سكاني في العالم بانتهاكهم لحقوق الإنسان فلم يسلم طفل أو مسعف أو صحفي من الإعدامات الجماعية والتطهير العرقي غير المسبوق. ناهيك عن القطع التام للكهرباء والماء والغذاء بهدف إسقاط معنويات الحاضنة الشعبية للمقاومة وهو الذي يؤكد عجز الاحتلال عن مواجهة المقاومة.

أوهن من بيت العنكبوت

إن الدعم اللامحدود الذي تقدمه أمريكا ودول الغرب بإرسال القطع البحرية والإمدادات العسكرية وتقديم الضوء الأخضر للقيام بجرائم الحرب بلا حساب، والدعم الإعلامي اللامتناهي، يؤكد ضعف وهوان هذا الكيان الهش الذي ظل يسقط أمام أي أزمة وعقبة يواجهها، وعجز عن التعامل مع الموقف. فإذا كانت إسرائيل قوة عظمى فلماذا كل هذا الدعم الدولي اللامسبوق! دعم لم تحصل عليه حتى أوكرانيا في مواجهة الوحش الروسي.

الأكتوبريون..

استنسخت المقاومة عنصر المباغتة والمفاجأة في حرب أكتوبر كما فعلت مصر قبل 50 عاماً. وكان سعد الدين الشاذلي أحد أهم قادة الجيش المصري وحرب أكتوبر وهو الذي أكد في عدة مقابلات أن خطته بُنيت على نقاط ضعف الاحتلال وهي إطالة مدة الحرب وخسارة القوة البشرية بالمعسكر الصهيوني، وهو ما يتحقق الآن.

طُعم الممر الآمن

السعي الصهيوني مستمر لإخلاء سكان غزة وتهجير أهلها إلى العريش في سيناء المصرية وهي خطة قديمة تتجدد وتطرح مع كل صراع، وهي خطوة أخيرة لإنهاء ما تبقى من القضية، فهل يبتلع أهل فلسطين والمصريون طُعم خطة الممر الآمن! الممر يجب أن يكون معبرا إلى الداخل لا إلى الخارج.. إخلاء غزة من السكان كارثة وتراجع لكل التضحيات السابقة، كل من يمرر هذه الخطة وهو يعلم خطورتها إما ساذج أو خائن. سيناء للمصريين وغزة وكل فلسطين للفلسطينيين.

انكشاف الأقنعة

أن يقف العالم الغربي بوجهه القبيح أمر متوقع وليس مستغربا ولكن أن يقف العربي المسلم في صف الصهاينة إما بالتثبيط والإرجاف أو بالاصطفاف مع العدو قلبا وجهدا ولسانا هو النفاق الذي لا شك فيه، ولا يخلو زمان من الخونة والمنافقين، ومن وجهة نظري انكشاف هذه الأوجه هو انتصار آخر للمقاومة لنعلم الطيب من الخبيث فهنيئا لمن ثبت على عقيدته السليمة والعار لمن خان وانقلب.

ماذا أفعل؟

يعتقد البعض أنه غير قادر على نصرة القضية الإسلامية! بل يمكن فعل الكثير والكثير كلا حسب اختصاصه وأدواته. إن الهاتف الذي بين يديك هو وسيلة وسلاح مهم يمكنك المشاركة به من خلال زيادة الوعي العالمي وكشف كذب آلة الإعلام الصهيوني وبفضح جرائمه. وعليك أن تساهم في زرع أهمية القضية في قلوب الأجيال والصغار وتعليمهم أنّ الوقوف معها شرف وشجاعة خصوصا مع توقف الكهرباء والإنترنت في قطاع غزة.

أسبوع للتاريخ

مانشاهده هذا الأسبوع سيخلده التاريخ مئات القصص والمواقف العجيبة وهي نتاج الثقة بالله والتوكل عليه، علما بأنه يوجد في غزة أعظم سلاح في العالم هو سلاح الإيمان بالله، الصابر فيها مأجور وصاحب قضية ومبدأ، والمقتول فيها شهيد، هي القضية التي لا خسارة لأصحابها مهما تغيرت السيناريوهات والنتائج. وستبقى فلسطين حرة طال الزمن أو قصر.

“فلسطين حرب انتصر فيها أصحابها قبل أن تبدأ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *