اخبار عمان

أضواء منسية تعرفها ميرابيلا (5)

 

 

 

مُزنة المسافر

ميرابيلا ميرابيلا.

كان بضع صِبية يركضون وسط حي فقير في المدينة.

تبعني أحدهم.

وقال لي أنه معجب كبير بالفيلم الذي مثلت فيه.

وأنه إن كان الحبيب لن يدعني أذهب وشأني.

وسيتمسك بي.

 

ابتسمت، وقلت له أننا انهينا تصوير الفيلم.

قال بفرح كبير: هل يمكنه أن يراني وأنا أمثل.

 

وصرت أرى الكثير من المعجبين أمام موقع التصوير.

يصطفون ويقدمون لي الوررود.

والبعض يطلب مني توقيعاً معيناً.

فأوقع طبعاً باسمي الجديد.

ميرابيلا.

 

وكان باولو يفرح أكثر حين يرى هذا الإهتمام.

ويقول أن باقي المنتجين باتوا يدفعون أكثر.

وأنه صار لنا شركاء بفضلي.

 

وصار دوري أكثر تعقيداً يوماً بعد يوم.

وصرت أرى بريق الدنيا.

لأول مرة.

حين جعلني باولو أقود سيارة فارهة وسط حي فقير.

وأتعرف هناك طبعاً في الفيلم.

على رجل أحلامي.

 

واختار باولو هذه المرة شاباً غريباً.

لا يتذكر النصوص.

وينسى كل شيء.

 

مما جعل باولو يراني أكثر احترافاً.

هكذا أطلق علي.

محترفة.

 

وكنت أقضي المساءات أحفظ السيناريو كاملاً.

فكنت أردده أمام المرآة.

 

لم تقل لي أنك مفلس ومعدم.

اه، أنت تكذب.

لم يكن في جيبك شئ.

هل ستدعوني للعشاء هذه المرة؟.

 

كنت أرفض أي دعوة عشاء من جارتي.

لأن علي أن أدعي أنني مشغولة للغاية.

وأن النجمة المشهورة لا يمكنها أن تخرج مع الناس العاديين.

 

وحين كنت اصعد المتروبوليتانا.

اختار الأحياء الراقية.

واتمشى وحيدة بين الأزقة.

ولا اكترث إن رأني أحد.

أنني وحيدة.

وليس بجانبي أحد.

 

وأعود للمنزل باكراً.

واعتدت أن أصحو مع شروق الشمس.

في الليالي الصيفية.

وحين يأتي الخريف.

 

أتذكر الضيعة وأتذكر السنابل.

والكروم.

والحقول الممتدة.

والبركة الكبيرة التي كنت اغطس فيها قبل انقضاء الصيف.

 

خرجت لأتمشى قليلاً.

وأنتابني شعور أن اتصل بأليتشيه من الهاتف العمومي.

فوضعت النقود.

وضغطت بقوة على الأزرار المتهالكة.

 

لم أعلم ماذا تفعل أليشيه في اللحظة.

لكنني تمنيت أن ترفع الهاتف.

عبرت عن فرحها واشتياقها لسماع صوتي.

 

قالت لي إن صوتي صار أجمل.

أطلقت ضحكة كبيرة.

وقلت لها مازحة: اسمعيني وأنا أقول بضع عبارات من السيناريو الذي احفظه.

 

أثنت أدائي وأضافت أنها شاهدت الفيلم في البلدة.

لكن في الضيعة لم يراه أحد.

وأنها تنتظر الفيلم الجديد.

بفارغ الصبر.

وأنها ستزورني في المدينة قريباً.

 

خشيت أن اسألها أكثر عن الناس في الضيعة فاكتفيت بأمي وأبي وجدتي.

وغمرني إحساس عارم أن اسأل سؤالي الأخير.

ترددت لكن لاحقاً تملكتني الشجاعة.

 

وسألتها:

وكيف هو جوليو؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *