اخبار الأردن

هذا تهجير قسري.. وحجة بعض معارضي وقف اطلاق النار تعكس قصر نظرهم

جو 24 :

قالت الملكة رانيا العبدالله، إنه “يجب أن تكون هناك دعوة جماعية لوقف إطلاق النار في غزة”.

وأضافت الملكة رانيا في مقابلة مع قناة CNN: “أعلم أن بعض المعارضين لوقف اطلاق النار يقولون إن ذلك سيساعد حماس، وأشعر أنهم في هذه الحجة يؤيدون ويبررون موت آلاف المدنيين، وهذا أمر يستحق الشجب من الناحية الأخلاقية، كما أنه يعكس قصر النظر وغير عقلاني”.

وتابعت الملكة: “كما قلت من قبل، إذا تمكنت من القضاء على حماس بأكملها، فماذا بعد؟ السبب الجذري لهذا الصراع هو الاحتلال غير القانوني، الانتهاكات الروتينية لحقوق الإنسان، والاستيطان غير الشرعي، والاستهتار بقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي. إذا لم نعالج هذه الأسباب الجذرية، فيمكنك قتل المقاتلين ولكنك لا تستطيع قتل القضية، لذلك سوف تظهر على أنقاض هذه المباني المدمرة مجموعة أخرى أكثر إصرارا وأكثر اندفاعا للقيام بما فعلته حماس”.

وقالت الملكة رانيا: “أعتقد أن اسرائيل بحاجة إلى أن تدرك مرة واحدة وإلى الأبد أنها إذا أرادت أمنها، فإن الطريق الأضمن هو من خلال السلام، كما تعلمون، أقوى جيش أو أجهزة استخبارات أكثر قدرة أو القبة الحديدية أو الجدار العازل، هذا لن يحمي أمن اسرائيل بقدر السلام، وأعتقد أن هذا المسار الذي يجب علينا اتباعه”.

وأشارت الملكة رانيا إلى أنه “إذا أردنا التأكد من أننا لن نكون في هذا الوضع مرة أخرى، علينا أن نسأل أنفسنا كيف وصلنا إلى هنا؟ إذا كان العنف يحول بين الفلسطينيين وبين مستقبل أفضل، فإنهم هم أنفسهم سيحاربون هذا العنف”.

وقالت الملكة: “هناك ما يقرب (10) آلاف شخص قُتلوا، نصفهم تقريبا من الأطفال، وخلال الأسابيع الأربعة الماضية في غزة، قُتل ثمانية أضعاف عدد الأطفال الذي قُتلوا خلال العشرين شهرا من الحرب الأوكرانية، وقد وصفت اليونيسف غزة بمقبرة الأطفال، وهذه ليست مجرّد أرقام، كلّ واحد من هؤلاء الأطفال كان بمثابة كلّ شيء لشخص ما، كما أن هناك مسمّى في غزة (طفل جريح ليس لديه عائلة على قيد الحياة)”.

وتساءلت الملكة رانيا: “كم من الناس يجب أن يموتوا قبل أن يستقيظ ضمير العالم؟ أم أنه خامل إلى الأبد عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين؟”

وقالت الملكة رانيا، إنه “بعد مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، 70% منهم نساء وأطفال، فإن ادعاء الإسرائيليين أنهم يحاولون حماية المواطنين بصراحة إهانة لعقل الشخص”.

وأضافت الملكة رانيا: “عندما يُطلب من (1.1) مليون شخص مغادرة منازلهم أو يكونوا تحت خطر الموت، فإن هذا ليس حماية للمدنيين وإنما تهجير قسري، وقد قالت وكالات الأمم المتحدة ووكالات أخرى إنه لا يوجد مكان آمن في غزة، حتى تلك المناطق التي طلبوا من الناس اللجوء إليها ويطلقون علينا مناطق آمنة، تعرّضت للهجوم أيضا، فلا يمكن الاكتراث بأوامر الإخلاء التي تُرسل عبر الانترنت أو على التلفاز، مع العلم أنه لا يوجد كهرباء في غزة منذ بداية هذه الحرب”.

وتابعت الملكة: “لا أظن أن أوامر الإخلاء هذه هي لصالح المدنيين في غزة. إنهم ليسوا الجمهور المستهدف، وإنما بقية العالم، فهي محاولة من إسرائيل لإضفاء الشرعية على أفعالها”.

وأشارت الملكة إلى أنه “فيما يتعلّق بالدروع البشرية، أعتقد أننا بحاجة إلى الرجوع للقانون الدولي، وبالتأكيد فإن استخدام الدروع البشرية يعدّ جريمة، ولكن حتى لو عرّض أحد الجانبين مدنيا للأذى، فإن هذا المدني يبقى يحقّ له الحصول على الحماية الكاملة بموجب القانون الانساني الدولي، وهذا هو المعيار الدولي ولا تُستثنى منه أي دولة، لذلك، فقبل إطلاق أي رصاصة أو اسقاط أي قنبلة، تقع على عاتق الدولة مسؤولية تقييم المخاطر التي تهدد حياة المدنيين، وإذا كان ذلك الخطر غير متناسب مع الهدف العسكري فهو يعتبر غير قانوني”.

وتطرقت الملكة رانيا إلى ما شهده مخيم جباليا بالقول: “في مكان مثل جباليا، أحد أكثر زوايا غزة اكتظاظًا، ومع كون غزة واحدة من أكثر مناطق الأرض اكتظاظًا، الوفيات بين المدنيين ليست عرضية، إنه استنتاج محسوم، وهذا يجعلها جريمة حرب”.

وأدانت الملكة رانيا معاداة السامية والإسلاموفوبيا في حديثها، مشيرة إلى أنه “أمر غير مقبول أبدًا، وليس من المبرر أبدًا مهاجمة شخص ما بناءً على معتقداته السياسية، وأريد أن أذكّر الجميع بأن اسرائيل لا تمثّل كلّ الشعب اليهودي في جميع أنحاء العالم، اسرائيل هي وحدها المسؤولة عن جرائمها”.

وتابعت بالقول: ” لدينا تاريخ طويل من التعايش السلمي. إذًا، الأمر لا يتعلق بالدين، بل بالسياسة. وما رأيناه في السنوات الأخيرة هو استخدام تهمة معاداة السامية كسلاح من أجل إسكات أي انتقاد لإسرائيل”.

كما أضافت: ” لذا فإن المدافعين أو المؤيدين لإسرائيل الذين لا يستطيعون الدفاع عن تصرفات إسرائيل أو سلوكها، يعودون إلى إنهاء المحادثة من خلال مساواة انتقاد إسرائيل بمعاداة السامية. اسمحوا لي أن أكون واضحة جدًا. كونك مؤيدًا للفلسطينيين لا يعني أنك معادٍ للسامية، وكونك مؤيدًا للفلسطينيين لا يعني أنك مؤيد لحماس أو مؤيد للإرهاب”.

وأنهت الملكة رانيا تعليقها قائلة: “أعتقد أن إسرائيل تستحق أكثر من مجرد الدعم غير المشروط من حلفائها. أعتقد أنها تستحق بعض الحقائق غير المريحة، لأنك إن كنت صديقًا حقيقيًا فإنك تدعم صديقك عندما يكون على حق، ولكنك تخبرهم أيضًا حين يتجاوزون الخط”.

تابعو على google news


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *