اخر الاخبار

المطران عبد الساتر احتفل بالذبيحة الإلهية في الفنار: لم نعد نرى الآخر ولا نصغي إليه |

إستمع للخبر

احتفل راعي أبرشيّة بيروت المارونيّة المطران بولس عبد الساتر بالقدّاس الإلهي في كنيسة السيّدة في الفنار، عاونه فيه خادم الرعيّة الخوري كميل افرام والخوري جورج عازار، بمشاركة المتقدّم بين الكهنة في قطاع ساحل المتن الخوري بيار أبي صالح والقيّم العام الأبرشي الخوري جورج قليعاني، وبحضور حشد من أبناء الرعيّة.

وبعد الإنجيل المقدّس، ألقى المطران عبد الساتر عظة جاء فيها:

“أشكر للخوري كميل افرام خادم الرعيّة ولمعاونه الخوري جورج عازار دعوتهما لي للاحتفال وإيّاكم بالقدّاس الإلهي في الأحد الأوّل بعد عيد انتقال أمّنا مريم بالنفس والجسد إلى الملكوت السماوي. هذا العيد الذي يأتي ليذكِّرنا بحقيقة أساسيّة في إيماننا المسيحي وهي أنَّ الربّ يسوع بتجسّده وموته وقيامته انتصر على كلِّ موت فينا وأنّنا به سنقوم بعد موتنا، كما مريم العذراء، بكليَّتنا، وندخل ملكوت السماوات لنشاركه مجده ونحيا في قلب الله الآب برفقة الأبرار والصدّيقين وأهلنا الذين سبقونا. وجودي بينكم، أنتم إخوتي وأخواتي، في هذا المساء وفي هذه الكنيسة المباركة، هو سبب فرح كبير لي وشكرٍ للربّ على نعمه.

إخوتي وأخواتي، كم من مرّة ننسى السماء ونغرق في همومنا ومصاعبنا؟ وكم من مرّة نتلهّى عنها بطموحاتنا ومشاريعنا؟ وكم من مرّة نخسرها بسبب نزواتنا وصراعاتنا؟ ترانا نقضي الساعات الطوال في الكدِّ لأجل زيادة ممتلكاتنا وسلطتنا مع أنّنا متيقنّون أنّ الكفن لا جيوب له وأنّ سلطتنا وسطوتنا تموتان معنا وتصيران ذكرى سيّئة وأحيانًا كثيرة سبب لعنة لنا. نتخاصم وجيراننا وحتى مع أهل بيتنا من أجل زعيم، أو عقيدة حزبيَّة وحتى من أجل مقعد بلديّ. نقتل بعضنا البعض جسديًّا أحيانًا ومعنويًّا من أجل كمشة تراب أو من أجل إرث لن يبقيا لنا بل سيصيران لغيرنا، ونخسر السماء.
إخوتي وأخواتي، يبدو لي وكأنَّ هذا الزمان الذي نعيش فيه قد جعل همَّه أن يُنسينا السماء. فها هو يُلهينا عنها بما يخترعه من حواسيب وهواتف ذكيّة وتطبيقات، من دون نفي منفعتها أحيانًا. ترانا نقضي الزمن الطويل في تفحّص حياة الآخرين التي تُنشر أمامنا في صور وتعليقات سطحيّة في معظم الأوقات. وترانا نطأطئ رؤوسنا في الطريق وفي البيت وفي حضور الآخرين أمام شاشات هواتفنا ونفتح عيوننا واسعة لئلّا نفوّت شيئًا ممّا يُرمى به إلينا عليها. ما عدنا نرى الآخر ولا نصغي إليه. وما عدنا نسهر ونتسامر ونحكي أفراحنا وأحزاننا. وما عدنا نرفع رأسنا وننظر إلى السماء. اعتدنا المأساة والموت والمعجزة فما عدنا نهتزّ لها أو نضطرب أمامها. صرنا نقضي الساعات الطوال متجمّدين وصامتين، نعيش في عالمنا الإفتراضيّ الذي يغيِّبنا عن عالمنا الحقيقي. وننسى ونخسر السماء.

وفي ختام القدّاس، تمّ تكريم الأخت نهى قاعي بمناسبة اليوبيل الذهبي لخدمتها في رهبنة العائلة المقدّسة الفرنسيّة وبمناسبة مرور ٤٦ عامًا على خدمتها في رعيّة السيّدة الفنار، كما تمّ تقديم أيقونة العذراء لصاحب السيادة الذي التقى بعدها أبناء وبنات الرعيّة في صالون الكنيسة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *