اخبار الإمارات

روسيا تفقد نفوذ الموالين لها في اليابان

رغم الحرب الروسية الأوكرانية الدائرة، مازالت جماعات الضغط الموالية لروسيا جزءاً من المشهد السياسي في الدول الغربية، حيث يدعو سياسيون ورجال أعمال إلى إقامة علاقات أوثق مع موسكو، ولم تكن اليابان استثناءً، كما يتحدث الموالون لروسيا عن السلوك الاستفزازي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، والسياسة الأوكرانية المضللة تجاه روسيا. ورغم ذلك، فإن هذه الأصوات بدأت تتراجع أخيراً، بحسب الباحث السياسي ومنسق برنامج الشؤون الدولية في جامعة تيمبل الأميركية في اليابان، جيمس براون.

وقال براون في تحليل نشره موقع مؤسسة «كارنيغي» لأبحاث السلام، إن السياسات الموالية لروسيا بلغت ذروتها في اليابان خلال العقد الثاني من القرن الحالي، أثناء ولاية رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي الثانية. وكانت سياسة آبي تجاه روسيا تنطلق عبر محركين، الأول هو تاريخه العائلي، حيث كان والده شينتارو آبي وزيراً للخارجية خلال الفترة من 1982 إلى 1986، ويعتبر تطبيع العلاقات بين اليابان والاتحاد السوفييتي أهم إنجاز في حياته، وبالتالي كان شينزو يحاول المضي على خطى والده.

أما المحرك الثاني، فكان اقتناع شينزو آبي بأن العلاقات الأوثق مع روسيا ستساعد في إبعاد الأخيرة عن الصين، وتقلص النفوذ الصيني في المنطقة، وهو ما كان يعتبره التهديد الرئيس للأمن القومي لليابان.

ولم يكن آبي السياسي الياباني الوحيد الصديق لروسيا، وإنما تضم القائمة رئيسي وزراء سابقين آخرين. وقد تأثرت سياسات رئيس الوزراء الأسبق يوكيو هاتوياما المؤيدة لروسيا بتراث أسرته. فقد كان والده إيشيرو هاتوياما رئيساً لوزراء اليابان خلال الفترة من 1954 إلى 1956، ووقّع إعلاناً مشتركاً مع الاتحاد السوفييتي لاستعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وكما يحب أن يتذكر الناس، كان سوزوكي أول سياسي أجنبي يستقبله بوتين في أبريل 2000، بعد أن أصبح الأخير رئيساً لروسيا. وفي عام 2015 عينه آبي مستشاراً غير رسمي للسياسة الروسية. وفي حين يمكن للوهلة الأولى تصور أن روسيا لديها مؤيدون أقوياء في اليابان، فالواقع غير ذلك، حيث إن عددهم بات محدوداً، ونفوذهم ضعيف للغاية، ويتراجع بمرور الزمن.

وبعيداً عن تدهور صورة روسيا في اليابان، بسبب حربها في أوكرانيا، تعتبر المصالح الاقتصادية هي المحرك الرئيس لأي جماعات ضغط.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *