اخر الاخبار

قلعة الفوسفات .. قرية أم الحويطات القديمة مزار سياحي جذاب فى سفاجا

تروي قرية أم الحويطات القديمة قصة طويلة من الحياة النابضة بالنشاط والحركة، إذ كانت مركزاً لاستخراج الفوسفات منذ عام 1902 على يد الإنجليز، حيث تحوى على كميات هائلة من هذه المادة الحيوية، أطلق عليها الكثيرون اسم “قلعة الفوسفات”، وكانت تجذب آلاف العمال المصريين الذين استقروا فيها وأسسوا حياة جديدة هناك.

على مر الزمن، شهدت القرية تطورًا لافتًا، حيث أنشئت مدارس ومساجد ومستشفى لخدمة المجتمع المزدهر، قضى أجيال عديدة في عملية استخراج الفوسفات، وكانت القرية مركزًا حيويًا لأهالي الصعيد الذين توجهوا إليها بحثًا عن فرص العمل والاستقرار.

لكن بالتدريج، مع تقدم الزمن وتطور الظروف الاقتصادية والاجتماعية، صدر قرار بإنشاء قرية أم الحويطات الجديدة لتكون البديل الجديدة للقرية القديمة، تحت قرار من حكومة الدكتور عاطف عبيد، تم نقل سكان القرية القديمة إلى القرية الجديدة، مما أدى إلى تجاوز القرية القديمة وتهجيرها لاحقًا.

يؤكد إبراهيم جعيز، من أهالي مدينة سفاجا، أن تأسيس قرية أم الحويطات القديمة جاء بجهود الإنجليز لاستغلال مواردها الطبيعية، وبخاصة احتياطيات الفوسفات الهائلة، ولمدة عقود، كانت القرية تعج بالحياة والنشاط الاقتصادي، ولكن مع تأميم الشركات والمناجم في الستينات، بدأ تراجع حضور القرية تدريجيًا حتى أصبحت مهجورة تمامًا في منتصف التسعينات.

وبينما تحولت القرية إلى مزار سياحي جذاب، ما زالت آثارها ومعالمها القديمة باقية، تستقطب الأطلال والبقايا مئات الزوار من محبي رحلات السفاري الصحراوية، الذين يسعون للوقوف على آثار الماضي العريق للمنطقة، تتيح رحلات السفاري للسياح فرصة التجول داخل شوارع القرية المهجورة، حيث يمكنهم زيارة مدرسة أم الحويطات القديمة، وصعود مئذنة المسجد، واستكشاف مناجم الفوسفات والأنفاق التاريخية.

وفي تحول غير متوقع، انتقل الاهتمام الاقتصادي لأهالي المنطقة من استخراج الفوسفات إلى قطاع السياحة. استطاعوا إحياء تاريخ قريتهم من خلال تعريف السياح الأجانب بتراثها الغني وأمجادها السابقة. وأصبحت القرية مزارًا سياحيًا يُشاهد منه لحظات الغروب والشروق، ويقدم الفرصة للسياح لمعرفة أسرار النجوم والكواكب في الليل الصحراوي.

على الرغم من الأمل الذي عاشه أهالي القرية في العودة للاستخراج مرة أخرى، إلا أن الواقع الاقتصادي قد غيّر طبيعة العمل في المنطقة. تحولت الدفة إلى العمل في قطاع السياحة، الذي أصبح يوفر فرص عمل جديدة ومصدرًا جديدًا للدخل، بالإضافة إلى أن السياحة قد أعادت

للقرية هيبتها القديمة، فهي تظل شاهدة على تاريخها العريق وأهمية دورها الاقتصادي في الماضي.

في الختام، يبقى مزار أم الحويطات القديمة مكانًا فريدًا يستحضر الماضي العريق للمنطقة ويرسم صورة واضحة عن تاريخها الحافل بالنشاط الاقتصادي والثقافي. ورغم تحولها لمزار سياحي، فإن بقايا القرية القديمة تعكس حياة كانت تنبض بالنشاط والحيوية، وتظل مكانًا يحمل ذكريات وأحداثًا استثنائية في تاريخ مصر الحديث.

المصدر: صدى البلد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *