اخر الاخبار

خاص| دبلوماسيون: مصر تواجه ضغوطا من واشنطن وتل أبيب لتنفيذ المؤامرة الإسرائيلية

كتب : أحمد عبد الرحمن

تزداد الهمجية الإسرائيلية في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء والشيوخ الفلسطينيين يومًا بعد يومًا، ما دفع مصر إلى فتح معبر رفع لاستقبال الجرحى والمصابين من غزة جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.

وأكد خبراء على هامش حوارهم لجريدة «بلدنا اليوم» أن مصر تواجه ضغوطًا من واشنطن وتل أبيب لتنفيذ المؤامرة الإسرائيلية لإبادة الفلسطينيين وعدم إسعافهم، لتصفية القضية الفلسطينية وسط إصرار مصري على إقامة الدولة الفلسطينية، ورفض إجبار الفلسطينيين على التهجير القسري وعمليات إعادة التوطين.

وطالبوا بتشكيل قوة عربية لوقف إطلاق النار أو التوصل لهدنة إنسانية تسمح بالتقاط الأنفاس وتمهد لوساطة عربية مع إسرائيل لإغاثة الفلسطينيين، بالتنسيق مع منظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والأمم المتحدة؛ لإرغام تل أبيب على وقف مؤامرة إبادة الشعب الفلسطيني.

سفير مصر السابق بفلسطين: الوضع في غزة تجاوز فى خطورته الحدود


وقال أشرف عقل، سفير مصر السابق بفلسطين، إن الدولة المصرية تواجه ضغوطًا كبيرة من الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الغربية للعمل ضد مصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطيني وبما يفيد دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف عقل في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الوضع في فلسطين تجاوز في خطورته الحدود على الرغم من العلاقات العربية مع إسرائيل والتطبيع معها.

وأشار أن سفير مصر السابق بفلسطين، أن مصر تؤكد على رفض السلوك العسكري الإسرائيلي لغزة وحصارها بقصد الإبادة، لافتًا أن بعض الدول العربية لا تجرؤ على مواجهة إسرائيل لوقف القصف بعد إدانة المقاومة وعملياتها ضد إسرائيل من بعديد من الدول العظمى.

وتابع أن إسرائيل مدعومة من الغرب وواشنطن ما دفعها لتجاوز جميع الحدود، مؤكدًا أن العالم العربي يريد للفلسطينيين البقاء في أراضيهم، وحل مشكلاتهم وفق المبادرة العربية والموقف العربي المتكرر في جميع القمم العربية.

وقال إن الجانب المصري يرفض بشكل قاطع عمليات الإبادة للشعب الفلسطيني في غزه وغيرها، ويصر على إقامة دولة فلسطينية وفق القمم العربية السابقة على أرض فلسطين، ويترتب على ذلك رفض الخطة الإسرائيلية بإجبار الفلسطينيين على الهجرة إلى مصر والأردن.

وأكد أن تهجير الشعب الفلسطيني يؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية،لافتًا أن موافقة مصر علي هذا المخطط تعد مشاركة في الجريمة وتصفية القضية.

وذكر أن مصر رفضت وأدانت السلوك الإسرائيلي المناقض للقانون الدولي الإنساني، مطالبًا الحكام العرب باستخدام أوراقهم مع الولايات المتحدة وإسرائيل؛ لوقف العمليات الجوية واستخدام الأسلحة المحرمة ضد الفلسطينيين .

وأوضح أن القيادة المصرية لوحت في مجلس الأمن الدولي، بسلوك عربي جماعي خاصة من الدول المعترفة بإسرائيل لسحب الاعتراف بدولة الاحتلال الإسرائيلي، موضحًا أن سحب الاعتراف على الرغم من معاهدات السلام الموقعة أمر مشروع.

وعلل السبب إلى أن الاعتراف كان التزامًا على الدولة العربية مقابل السلام الذى يجب أن تبديه إسرائيل، وتعمل على التسوية السياسية في فلسطين، مضيفًا:”وليس كما يروج البعض أن سحب الاعتراف غير مشروع لأن دولة الاحتلال لم تخل بالعلاقات الثنائية بينها وبين الدول العربية المطبعة معها”.

وأكد أن مصر تصر على فتح معبر رفح بشكل دائما، ما دفع دولة الاحتلال على الموافقة لتجنب الصدام بين القاهرة وتل أبيب، مطالبًا بتشكيل قوة عربية لإدخال المساعدات الإنسانية لضحايا الهمجية الإسرائيلية بالقوة في حال استمرار التعنت الإسرائيلي بعدم إدخال الوقود.

ودعا إلى إنشاء لجنة عربية لمتابعة المسائل العاجلة مثل وقف إطلاق النار أو هدنة إنسانية تسمح بالتقاط الأنفاس والتمهيد للوساطة العربية مع إسرائيل وإغاثة الفلسطينيين، مطالبًا باللجوء لمنظمات حقوق الإنسان والصليب الأحمر والأمم المتحدة؛ لإرغام إسرائيل على وقف مؤامرة إبادة الفلسطينيين.

وقال إن تشكيل قوة عربية سيواجه تحديات أكبر منها، ما يترتب عليه أن الأمل فى حل جميع الأزمة الفلسطينية، ومواجهاتها سيظل ضعيفًا، مرجعًا ذلك أنه ليس فى جراب القمة الكثير من أوراق الضغط على إسرائيل، بسبب استماتة واشنطن مع إسرائيل لاقتلاع المقاومة وإنهاء ظاهرة غزة.

وأضاف سفير مصر بفلسطين:” ويعتقد أن أبو مازن رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية سعيد بهذه التطورات خاصة إذا أقنعته إسرائيل بأن القضاء على حماس يسمح له بمد السلطة إلى غزة”.

أستاذ العلوم السياسية: دور مصر في دعم القضية الفلسطينية رياديا ومحوريا

وبدوره، قال الدكتور حامد فارس، أستاذ العلوم السياسية، إن دور مصر في دعم القضية الفلسطينية رياديًا ومحوريًا ولا يمكن أبدًا المزايدة عليه، فالقيادة السياسية المصرية تعتبر فلسطين قضية القضايا أو قضية مصرية بامتياز.

وأضاف فارس في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن الدولة المصرية تتحرك بشكل كبير في إطار العمل على وقف إطلاق النار بشكل دائم في قطاع غزة بعد ما نجحت وقفزت خطوات كبيرة في حلحلة المشهد الإنساني المعقد، وتمكنت من ممارسة دورها الكبير في الضغط على الأطراف الدولية والجانب الإسرائيلي وقامت بفتح معبر رفح من ناحية الجانب الفلسطيني.

وأكد أستاذ العلوم السياسية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تسعى بكل قوة إلى خنق قطاع غزة ولكن الدولة المصرية ومن خلال رؤية حديثة ودؤوبة تحركت في هذا الإطار وهذا ليس بجديد، مشددًا على عدم نجاح أي دولة في العالم لوقف الاعتداءات المتكررة على قطاع والتوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين تل أبيب والمقاومة الفلسطينية سوى مصر.

وأشار الدكتور حامد فارس إلى أن مصر تسعى مع شركائها الإقليميين والدوليين خلال الفترة المقبلة إلى الوصول إلى وقف إطلاق نار ثم تثبيت وقف إطلاق النار.

وتابع أستاذ العلوم السياسية، أن عملية طوفان الأقصى كانت كاشفة لدور كبير تقوم به الدولة المصرية، ووضعت له عنوان رئيسي في هذه المرحلة وهو أن مصر لم ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية؛ لأنها مؤمنة بأن إحلال السلام في الشرق الأوسط هو بإقامة دولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وتنفيذ مبدأ حل الدولتين.

وأكد أن مصر حذرت العالم وكل القوى الدولية والإقليمية مرارًا وتكرارًا من استمرار هذا النهج أحادي الجانب منذ أن قامت سلطات الاحتلال بتعطيل عمل السلطة الفلسطينية باقتطاع أكثر من 150 مليون دولار من أموالها، وزيادة سلطة الاحتلال، وتكرار الاقتحامات على الأحياء الفلسطينية، وتوسيع رقعة المستوطنات لمحاولة تغير الطابع الديمغرافي للأقصى.

وأشار إلى أن مصر أدركت خطورة الوضع في 7 من أكتوبر، وتحركت بشكل كبير لخفض التصعيد، وقامت بإحياء القضية الفلسطينية من خلال مسار سياسي حقيقي وهو قمة القاهرة السلام التي شاركت بها 31 دولة و3 منظمات دولية.

وأضاف أنه على الرغم من قصر المدة ما بين الدعوة وما بين انعقاد القمة إلا أن حجم هذه المشاركة الكبير ما هو إلا دلالة على مكانة مصر السياسية الكبيرة لدى المجتمع الدولي والمنظمات الدولية.

سمير فرج: استقبال مصر للجرحى الفلسطينيين لا يتعارض مع رفضها للتهجير القسري


وبدوره قال اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، إن استقبال مصر للجرحى والمصابين الفلسطينيين يأتي في إطار دورها الريادي، ولا يتعارض مع رفضها القاطع لسياسة التهجير التي يعتزم الاحتلال تنفيذها.

وأضاف فرج في تصريحات خاصة لجريدة «بلدنا اليوم» أن فتح معبر رفح لاستقبال المصابين والجرحى يعد بداية انفراجة للأزمة الإنسانية التي تحدث داخل الأراضي الفلسطينية.

وأكد المفكر الاستراتيجي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تتبع سياسة الأرض المحروقة للتوغل داخل قطاع غزة، مؤكدًا على نجاح التصدي المقاومة الفلسطينية في التصدي للهجوم البري الذي تشنه إسرائيل، مدللًا على ذلك أن الفصائل الفلسطينية تستخدم 500 كم أنفاق لمهاجمة قوات الاحتلال. 

اقرأ أيضًا| خاص| دبلوماسيون وعسكريون: قرار مجلس الأمن بشأن غزة «سلبي».. وحزب الله يزيد الصراع اشتعالًا

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *