اخبار عمان

قال اذهبي | جريدة الرؤية العمانية

 

 

مريم الشكيلية

 

قال اذهبي: فقد افلت يدي وأدرت ظهري.

تصلب صوتي وانفجر دمعي.. وارتعش نبضي وذبل وجهي وكل شيء في داخلي إلا صوتي يتردد بصدى أين أذهب؟

كانت ساعة بمقاس ألف ساعة تمطرني بكلماتك حتى لم أقوَ على المسير وحالتي كحال كلماتي أزحف لأخرج من وابل رشقك بفوهة قلمك الذي صوبته نحوي حين كانت كلماتك رصاصا حيا يخترق نبضي.

أيقنت الآن وللمرة الأولى أن كل تلك الأحاديث وتلك الإبجديات المزخرفة التي كنت توصلها عبر ذبذبات سلك وهمي كانت الوهم الأكبر.

كل ما شعرت به التباس وصلني عن طريق الخطأ كانت أحرف تسللت إليَّ تائهةً لم تستدل طريقها.. فالآن أعيدها إليك بكامل اشتعالها وبشرائطها المنسقة.

أقف الآن على أعتاب ذاك الحديث الذي هوى بي إلى أسفل الجرف وأحاول أن استحضر كل حرف منه لأعيد تركيب الحقيقة الكاملة واكتشاف السراب الذي خيم كسحابة فوق رأسي كل هذه المدة.

الآن ومع القليل من الجهد أصبحت أستطيع أن أكتب سطراً من تلك الليلة التي خرجت منها فاقدة للأبجدية ومن كل مفردة عرفتها.

القليل من الجهد أتكي على قلمي لأكتب لك شيئاً من ملامح تلك اللحظات التي أعتقدت أنني لم أستطع أن أزرعها على صفيح ورق ملتهب.

لطالما كان حضورك موقدا لكل الخيبات التي تعثرت بها وكنت أظن أن يديك متشبثتان بفرح وأن ملامح كلماتك هي الظل العاكس لوجهي.

لم أكن أعلم أن يديك تفلت بمشيئتك وأنك تقف فوق أرض رخوة لا تشبهني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *