اخبار تركيا

بينها مشروع يهمّ أكبر حقل بحري للغاز في إسرائيل.. أبرز المشاريع التي علّقتها أنقرة مع تل أبيب بسبب حرب غزة

اخبار تركيا

أعلنت تركيا مؤخراً تعليقها العديد من مشاريع الطاقة المشتركة مع إسرائيل بسبب تصعيد الأخيرة هجماتها على قطاع غزة، فيما أعلنت مصادر في أنقرة إلغاء وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي ألب أرسلان بيرقدار، زيارة مرتقبة له إلى إسرائيل للسبب نفسه.

يأتي ذلك بعد إدانة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في خطاب أمام نواب حزبه في البرلمان يوم الأربعاء، العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، معلناً إلغاء زيارة رسمية لتل أبيب كانت مجدولة مسبقاً، قائلاً إن “إسرائيل استغلت نوايا تركيا الحسنة، وإنه لن يذهب إلى إسرائيل مثلما كان مخططاً، وأضاف أن الهجمات الإسرائيلية على غزة ودعم هذه الهجمات يصل إلى حد الاغتيال والمرض العقلي”، في إشارة إلى الدعم الغربي للاحتلال الإسرائيلي.

وقال الرئيس التركي إن “الدموع التي يذرفها الغرب من أجل إسرائيل نوع من الاحتيال”، وأكد أن بلاده ستواصل استخدام كل الوسائل السياسية والدبلوماسية والعسكرية اللازمة، لوقف هذا العدوان.

وفي تقرير لها، رصدت صحيفة “Akşam” التركية، الخميس،أبرز مشاريع الطاقة التي علقتها تركيا مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة.

الصحيفة قالت إن تركيا أوقفت خطط التنقيب مع إسرائيل عن الغاز في البحر المتوسط، فضلاً عن خطط تصدير الغاز إلى أوروبا.

وكان من المفترض أن يُجري وزير الطاقة والموارد الطبيعية، ألب أرسلان بيرقدار، زيارة إلى إسرائيل لمناقشة مشروعات التنقيب عن الغاز وإنشاء خطوط الأنابيب، إلا أنه ألغى الزيارة حسب المعلومات التي تم الحصول عليها من مصادر وزارة الطاقة والموارد الطبيعية، بحسب ما نقله تقرير لـ “عربي بوست”.

وكانت قناةi24newsالإسرائيلية ذكرت في أواخر أغسطس/آب الماضي أن إسرائيل تبحث إنشاء خط أنابيب إلى تركيا لزيادة الصادرات الإسرائيلية من الغاز إلى أوروبا، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمر بأن يتولى فريق مشترك من الوزارات دراسة البدائل المطروحة لتعزيز صادرات إسرائيل من الغاز.

ربط إسرائيل بخطوط الغاز التركية الأوروبية

وكان أحد الخيارات التي بحثتها إسرائيل هو إنشاء خط أنابيب تحت الماء من تركيا إلى أكبر حقل بحري للغاز الطبيعي في إسرائيل، “ليفياثان”. وتتضمن الخطة نقل الغاز إلى تركيا، ومن ثم إلى دول جنوب أوروبا، لتقليل اعتماد تلك الدول على خط الأنابيب الروسي. ويرمي خط الأنابيب المقترح إلى ربط خط الأنابيب التركي الأوروبي الرئيسي باحتياطيات الغاز في إسرائيل، والدول المجاورة؛ مثل مصر والإمارات.

جاءت هذه الخطوات آنذاك في سياق التحسن الذي شهدته العلاقات التركية الإسرائيلية بعد انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لولاية رئاسية أخرى. وكان من المقرر أن يلتقي نتنياهو الرئيسَ التركي لاستكمال المحادثات بشأن نقل الغاز إلى أوروبا.

وذكر موقعALMonitorالأمريكي في 5 أكتوبر/تشرين الأول، أن وزير الطاقة التركي يعتزم زيارة إسرائيل لإجراء محادثات بشأن نقل الغاز الإسرائيلي إلى تركيا، وأنه قال لقناة NTV التركية: “نعتزم مناقشة هذه المسألة وجهاً لوجه مع وزير الطاقة الإسرائيلي والشركات العاملة في هذا المجال”. ونقل الموقع عن مصدر رفيع في وزارة الطاقة الإسرائيلية قوله إن الزيارة مقررة، لكن الموعد لم يُحدد بعد.

وأشار الموقع الأمريكي آنذاك إلى أن بيرقدار ووزير الطاقة الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أجريا محادثات هاتفية بهذا الشأن في أوائل سبتمبر/أيلول، وأن المناقشات تواصلت في اجتماع بين الوفدين التركي والإسرائيلي على هامش قمة الجمعية العامة للأمم المتحدة في 19 سبتمبر/أيلول.

كانت لدى تركيا تطلعات طويلة الأمد لنقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا عبر خط أنابيب يمتد جزء منه عبر البحر الأبيض المتوسط. وقد صرح بيرقدار بُعيد تعيينه وزيراً للطاقة في يونيو/حزيران إلى أن نقل الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى أوروبا أحد أولويات أنقرة في سياق رغبتها في التحول إلى مركز عالمي لنقل الغاز.

تركيا ترفع وتيرة خطابها تجاه إسرائيل

تطور الخطاب الرسمي التركي تجاه الحرب في غزة بعد خطاب الرئيس التركي الأخير؛ حيث أوضح موقف بلاده بالكامل تجاه حركة حماس ودافع عن علاقة أنقرة معها، بوصفها حركة تحرر وطني ضد الاحتلال، على عكس ما تسعى أمريكا لفرضه على دول المنطقة، وهو إدانة حماس وربط أفعالها بـ”تنظيم داعش”.

وترجمة لهذه التصريحات، قالت وسائل إعلام تركية إنه بُعيد خطاب أردوغان، اجتمع وزير الخارجية التركية، هاكان فيدان، بقيادات من حركة حماس في إسطنبول، لتأكيد الموقف التركي من الدفاع عن الحركة، بعدما زعمت وسائل إعلام إسرائيل أن أنقرة طالبت في 7 أكتوبر/تشرين الأول قيادات حماس بمغادرة أراضيها كي لا يتم وضع أنقرة في موقع حرج.

ومنذ بداية الحرب، اكتفى الخطاب التركي خلال الأيام الأولى بإدانة “الخسائر في أرواح جميع المدنيين” والتأكيد على “الاتصال مع جميع الأطراف المعنية للمساعدة في إنهاء النزاع”.

لكن بعد قصف إسرائيل للمستشفى المعمداني في قطاع غزة الذي أدى لاستشهاد نحو 500 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، قال الرئيس التركي إن “القصف الإسرائيلي هو رد غير متناسب، ويصل إلى حد المذبحة”. ودعا إسرائيل إلى وقف هجماتها على قطاع غزة التي ترقى إلى حد التطهير العرقي والإبادة الجماعية.

وكانت تركيا قد سعت مع نهايات عام 2020 لتحسين علاقاتها مع عدد من الأطراف الإقليمية، التي شهدت علاقاتها معها توتراً وتراجعاً خلال السنوات الماضية، ومن بينها إسرائيل؛ حيث قررت أنقرة الإفراج عن الزوجين الإسرائيليين المحتجزين في إسطنبول وفتح صفحة جديدة مع إسرائيل، ومقابل ذلك زار الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ، تركيا وسط استقبالٍ رسمي حافل.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، التقى أردوغان رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على هامش الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة؛ حيث بحثا تطوير العلاقات السياسية والاقتصادية، بحسب ما أعلن حينها بيان للرئاسة التركية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *