ترندات

“لويس فيتون” تغضب اللوبي الصهيوني بسبب قميص يحمل ألوان علم فلسطين

وقد طرحت دار الأزياء الشهيرة القميص للبيع بسعر 650 يورو (850 دولارا)، وكتب في وصفه “يتميز هذا القميص بتصميمه العصري مع تفاصيل مميزة، ضمن مجموعة الموسم. يتميز بقصّة مستقيمة كلاسيكية، مما يجعله مريحا وسهل الارتداء في الحياة اليومية”.

وزعمت مواقع إسرائيلية أن القميص يحمل أيضا علامة السهم الأحمر المقلوب، الذي تستخدمه حركة المقاومة حماس في مقاطع الفيديو التي تستعرض ضرب الأهداف العسكرية الإسرائيلية.

غضب إسرائيلي

وأثار القميص غضبا واحتجاجا لدى عدد من نشطاء اليمين المتطرف وآخرين يعدّون وجوها بارزة بالبروباغندا (الدعاية) الصهيونية في فرنسا، إذ طالبوا الشركة بتوضيح نيتها وراء ذلك.

وكتب الشرطي والناشط اليميني المتطرف برونو أتال عبر حسابه على إكس أن “العالم العربي وحده سيستمر في الشراء من لويس فيتون، العالم الحر سيقاطعهم”.

واحتج المسؤول عن منظمة إلينت فرانس المختصة بتعزيز العلاقات بين إسرائيل وأوروبا أرييه بن سمحون قائلا “هل تعلمون أن المثلث على شكل شريحة بطيخ هو رمز مؤيدي حركة حماس (..) ربما لا تعرفون ألوان علم دولة فلسطين غير المعترف بها”.

من جهته، زعم رجل الأعمال غريغوري زاوي أن دار لويس فيتون تعاونت مع ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية ومنعت اليهود والكلاب من دخول متاجرها، وأضاف “اليوم يعودون إلى أحبائهم الأول”.

وفي تعليق آخر، كتب أحد الناشطين “ربما تكون لويس فويتون علامة تجارية مشهورة في الدول العربية الغنية بالنفط، وهم يحاولون جني الأموال من هذا الصراع من خلال عرض السلع التي تجذب المستهلكين”.

وجاء رد بعض المتابعين من الداعمين لإسرائيل بأن تصميم القميص الجديد هو نتاج الصمت عن تصميم الكوفية الفلسطينية الذي أطلقته لويس فيتون قبل 3 أعوام.

في المقابل، دافع آخرون عن لويس فيتون واعتبروا قميصها الجديد جميلا جدا، لأنه يحمل ألوان فلسطين، حتى وإن لم تصرح الشركة بذلك إلا أن الأمر يستحق فعلا اقتناءه فقط لهذا السبب، حسب المدون حكيم ميمون.

وكتبت الناشطة سارة بن سوس: “لويس فيتون، أحسنتم”، بينما كتبت الناشطة منيرة مون “البطيخ هو الرمز الذي استخدمه الفنانون الفلسطينيون منذ عام 67 عندما احتلت إسرائيل الضفة الغربية وغزة والقدس الشرقية ثم حظرت استخدام العلم، بينما حماس لم تكن موجودة بعد (أنشئت عام 1987)”.

هل اعتذرت دار لويس فيتون؟

ونقلت مواقع إسرائيلية، عن تقرير لموقع آي 24 نيوز، أن الجدل الأخير “دفع الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية سيدني توليدانو إلى توضيح أن التصميم كان صدفة غير مقصودة، ويتم اتخاذ خطوات لإزالته من البيع”، غير أن التقرير المشار إليه تم حذفه، والقميص لا يزال معروضا على الموقع الرسمي لدار لويس فيتون.

الكوفية الفلسطينية

في عام 2021، واجهت شركة لويس فويتون هجوما عنيفا من حركات وأفراد داعمين لإسرائيل، لبيعها وشاحا مستوحى من الكوفية الفلسطينية التقليدية، واتهمت دار الأزياء الفاخرة باتباع سياسات غير محايدة وداعمة لفلسطين.

طرحت العلامة التجارية الفاخرة الوشاح المصنوع من القطن والصوف والحرير الناعم مقابل 705 دولارات، وفسرت دار الأزياء الفرنسية التصميم على موقعها عبر الإنترنت بأنه “مستوحى من الكوفية الكلاسيكية ومزخرفة بتوقيعات الدار”.

بيلا حديد ولويس فيتون

وفي يناير/كانون الثاني 2023، تعرضت دار الأزياء الفرنسية الفاخرة للانتقادات من قبل المدافعين عن إسرائيل لتوظيفها عارضة الأزياء بيلا حديد لتكون وجه تعاونها الجديد مع الفنانة اليابانية الشهيرة يايوي كوساما في ضوء مواقفها الداعمة لفلسطين.

بعض منشورات بيلا حديد الداعمة لفلسطين على إنستغرام تم حجبها (مواقع التواصل)

وبيلا حديد عارضة أزياء عالمية من أصل فلسطيني تستخدم حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي لنشر جرائم الاحتلال الإسرائيلي، كما شاركت في عدد من المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية على مدار سنوات مضت.

وقبل أسابيع صدرت أغنية إسرائيلية تحمل اسم “حربو ضربو”، دعت الأغنية إلى قتل الداعمين للقضية الفلسطينية، وخصصت أسماء مثل عارضة الأزياء الأميركية من أصل فلسطيني بيلا حديد، والمغنية دوا ليبا المعروفتين بموقفهما الداعم للشعب الفلسطيني ضد ما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

البطيخ رمزا للمقاومة

ظهر البطيخ كرمز فلسطيني لأول مرة بعد حرب عام 1967، عندما سيطر جيش الاحتلال على الضفة الغربية وقطاع غزة ومنعت الحكومة الإسرائيلية رفع العلم الفلسطيني علنا، واعتبر رفعه جريمة جنائية في غزة والضفة الغربية.

استخدم الفلسطينيون فاكهة البطيخ، لتجاوز ذلك المنع، لأنها عند تقطيعها تحمل نفس ألوان العلم الوطني الفلسطيني (الأحمر والأسود والأبيض والأخضر)، ولم يكن ذلك هو السبب الوحيد، لكن لارتباط فاكهة البطيخ بأرض فلسطين، حيث اشتهرت فلسطين بزراعة البطيخ قبل نكبة 1948.

مع بدء الاحتلال، جلب المستوطنون معهم بذورا مختلفة عما وجد في فلسطين وأغرقوا الأسواق ببطيخ من إنتاجهم، ليخرج البطيخ الفلسطيني من المنافسة، لكن المزارع الفلسطيني استطاع التمييز بين بطيخ فلسطين وبطيخ المستوطنين، فكانوا يحتفظون بالبطيخ الفلسطيني ويرمون بالآخر دبابات الاحتلال، واستمر البطيخ حتى اليوم رمزا للمقاومة.

وفي روايات تاريخية أخرى، فإن الفلسطينيين لجؤوا إلى تقطيع البطيخ، وترك الشرائح المقطعة على النوافذ وأمام الأبواب في أوقات الحروب والتوترات للتحايل على منع رفع العلم الفلسطيني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *