اخر الاخبار

أعضاء من البرلمان العربي في دمشق.. زيارة معنويات

التقى رئيس النظام السوري بشار الأسد، أمس الأحد، وفدًا من الاتحاد البرلماني العربي في دمشق، وذلك في إطار زيارة بدأها الوفد إلى سوريا قادمًا من العراق.

وبحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، ضمّ الوفد رئيس الاتحاد البرلماني العربي ورئيس البرلمان العراقي، محمد الحلبوسي، والأمين العام للاتحاد، ورؤساء مجلس النواب في الإمارات والأردن وفلسطين وليبيا ومصر، إضافة إلى ممثلين لمجلس نواب سلطنة عمان ولبنان، اللذين حضرا مؤتمر الاتحاد، السبت، نفسه في بغداد.

رؤساء البرلمانات الذين وصلوا دمشق، يمثلون دولًا لديها علاقات مسبقة مع النظام السوري، أو تقف على الحياد بشأن ما يحصل في سوريا، إذ عبروا عن مواقفهم القديمة نفسها من النظام السوري.

الزيارة جاءت استجابة لمقترح قدمه رئيس البرلمان العربي، محمد الحلبوسي، إذ دعا خلال مؤتمر اتحاد البرلمان العربي في دورته الـ 34 المنعقد في بغدادـ إلى اتّخاذ قرار نهائي بشأن “عودة سوريا إلى الحاضنة العربية”.

وأكّد الحلبوسي، على ضرورة العمل على استقرار سوريا و”إعادتها إلى محيطها العربي”.

من هو الحلبوسي؟

يعتبر محمد ريكان حديد علي الحلبوسي سياسي عراقي، وشغل العديد من المناصب في البلاد، من بينها رئيسًا مجلس النواب العراقي السابق، ومحافظًا لمحافظة الأنبار سابقًا.

وسبق أن أثيرت تساؤلات حول علاقة الحلبوسي بإيران خصوصًا بعد زياراته المتكررة إلى طهران، التي تضاربت مع تصريحات له اتهم بها الميليشيات الموالية لإيران بزعزعة أمن العراق.

الباحث الأكاديمي والمحلل السياسي العراقي كاظم ياور، قال ل، إن أصحاب المناصب العليا في العراق بشكل عام متأثرون بشكل أو بآخر بالسياسة الإيرانية، إذ لا يمكن حصر هذا التأثر بالحلبوسي على وجه الخصوص.

وأضاف أن الزيارة التي أجراها الحلبوسي إلى سوريا مؤخرًا لا يمكن حصرها بكونها مرتبطة بالسياسة الإيرانية في العراق وسوريا فحسب، إنما هو توجه من الواضح أنه خيار عربي جديد فضل “الانفتاح على التعاطي مع النظام السوري”.

وفي الوقت نفسه قال ياور، إن مواقف الحلبوسي لا يمكن أن تحدد توجه العراق بشكل كامل من التعاطي مع القضية السورية، أو حتى أي قضية سياسية خارجية.

وبالنظر إلى منصب الحلبوسي كرئيس للبرلمان العراقي، والبرلمان العربي، فهو منصب ذو “طبيعة شعبية”، إذ يتطلب تفاعلًا شعبيًا معه حتى يمكن القول عنه إنه يمكن أن يحدث تغييرًا، وهو ما لا ينطبق عليه الأمر بالنسبة للشعب العراقي، خصوصًا أن الشعب العراقي كان من الشعوب التي استقبلت لاجئين سوريين خلال السنوات الماضية، وهم بعيدون عن الحالة التي يحاول الحلبوسي تمثيلها اليوم.

 برلمانيون آخرون

سبق أن سجلت جميع الدول التي وافقت على إرسال أعضائها في “البرلمان العربي” مواقف مؤيدة لعودة النظام السوري إلى جامعة الدول العربية ممثلًا عن سوريا، بعد أن علّق وزراء الخارجية العرب عضوية النظام السوري في الجامعة، غداة اجتماع طارئ عُقد في العاصمة المصرية القاهرة في تشرين الثاني 2011.

وبداية من الإمارات التي كانت أولى المطبعين مع النظام السوري عندما أعادت فتح سفارتها في سوريا عام 2018، بعد سنوات من من تصريحاتها التي طالبت النظام السوري بالتنحي، كما كانت طرفًا بدعم فصائل المعارضة المسلحة في سوريا.

تبع الإمارات في الزيارة الأخيرة، برلمانيون أردنيون كانوا ضمن وفد “البرلمان العربي” الذي زار سوريا، وهو ترتيب الأردن أيضًا من حيث الترتيب الزمني للدول المطبعة مع النظام السوري، إذ طبعت الأردن علاقاتها عام 2020، خلال اتصال هاتفي بين الملك الأردني ورئيس النظام السوري بشار الأسد.

إضافة إلى أعضاء في البرلمان من المثلين عن فلسطين، ولبنان، ومصر وليبيا، وعمان.

ما البرلمان العربي؟

تعود فكرة إنشاء “مؤسسة تمثيلية شعبية” تحت مظلة “جامعة الدول العربية” إلى منتصف خمسينيات القرن الماضي، حين تقدمت أمانة الجامعة عام 1955 بمقترحات لتعديل ميثاقها، بحسب الموقع الرسمي للبرلمان العربي.

ومن هذه المقترحات إضافة هيئة جديدة على شكل “جمعية شعبية”، ولم تتم الاستجابة لهذا المقترح آنذاك، غير أن فكرة إنشاء البرلمان ظلت مطروحة على بساط البحث والتداول لسنوات لاحقة.

وعقب سنوات أنشىء البرلمان بقرار من مجلس جامعة الدول العربية حمل رقم (292) في الدورة السابعة عشر التي عقدت في العاصمة الجزائرية، الجزائر في نيسان 2005.

ومن أهداف البرلمان العربي، بحسب ما جاء في نظامه الداخلي:

  • إقامة نظام عربي يكون فضاءًا لممارسة الشورى، والحرية، والتعددية، والديمقراطية وحقوق الإنسان.
  • المشاركة الفاعلة في رسم السياسيات العربية المشتركة، وإقامة نظام عربي متكامل يحقق العدالة الاجتماعية، ويعزز التطورات التي تشهدها الأمة العربية.
  • تحقيق التكامل الاقتصادي والتكافل الاجتماعي والتنمية المستدامة، وصولًا إلى تحقيق الوحدة العربية.
  • المشاكرة الفاعلة في تكوين وعي للشعوب العربية بمسيرة العمل العربي، والمساهمة في تعزيز الأمن والسلم في المنطقة العربية.

ومن صلاحيات البرلمان، تقديم التوصيات ومشاريع القرارات لجامعة الدول العربية حتى يجري التصويت عليها لاحقًا.

إلى جانب بنود أخرى وردت في نظامه الداخلي، عن صلاحياة أعضاءه بـ”إبداء الرأي” فيما يتعلق بالقضايا العربية.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *