اخبار عمان

سالم بن مسلّم: وزارة العمل تعكف على تأسيس المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب

 

 

◄ وكيل “العمل”: تطوير آلية وطنية واضحة تعمل على اكتشاف الموهبة في مختلف المراحل

◄ الحوسني: الملتقى منصة مثالية لتحقيق نقلة نوعية في بناء القدرات وإدارة المواهب

 

مسقط اخبار عمان

رعى سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة العمل للعمل لتنمية الموارد البشرية صباح الإثنين ملتقى القدرات وإدارة المواهب الذي يستمر لمدة يومين.

وتركّز محاور الملتقى على تحارب إدارة المواهب بالمؤسسات المحلية لنقل الممارسة في المؤسسة الحكومية، والاطلاع على تجارب بناء القدرات والاستفادة منها، وكذلك الاطلاع على المقاييس الدولية وفي تشخيص المواهب وتطبيقها عمليا والتحديات والفرص التي تواجه العمل، واستعراض المنظومة الوطنية ومقياس ومضة الإبداع وكيفية تطبيقه، واستعراض دور الموهبة في تنمية المواطنة وتوصيف إدارة المواهب في القطاع الحكومي.

وقال وكيل وزارة العمل للعمل لتنمية الموارد البشرية إن التطوّرات المُتلاحقة في النُظم الاقتصاديّة العالميّة وفي التكنولوجيا أدت إلى إحداث تنوّعٍ وتعدُدٍ في المصادر الّتي تستند عليها المؤسسات في القطاع الحكومي والخاص من أجل التّطوّر والنّمو في ظلّ المُنافسة الشّديدة الّتي أجبرت جميع المؤسسات على ضرورة مواكبتها والتّماشي معها، لذا ظهرت عدّة موضوعات لها أبعاد وتشعّبات كثيرة، وتُدرَس من زوايا مُختلفة، وأصبحت المؤسسات بحاجةٍ مُلحّةٍ إلى العُنصر البشريّ والاستثمار به. وأضاف أن هذا الاستثمار تجسّد فيما يُسمى بإدارة المواهب البشريّة؛ حيث انتشر هذا المُصطلح في بداية تسعينيّات القرن الماضي حينما أصبحت المُنافسة عاليةً جدًا، فكانت بعضُ المؤسسات تعمل على استقطاب الموظفين أصحاب الكفاءات والمهارات والمؤهّلات العاليّة، فيما تُحاول مؤسسات أخرى المُحافظة على موظّفيها ذوي الكفاءة وتطويرهم.

وتابع سعادته في كلمة له أن في العصر الحديث أصبحت إدارة المواهب جزءًا أساسيًا من نُظم الإدارات الحديثة، واستراتيجية أساسية لتطوير وتغيير المؤسسات، وتُعَدّ الموهبة واحدة من العوامل الرّئيسيّة التي تستند إليها المؤسسات في قطاعات العمل المختلفة لتحقيق رؤيتها الاستراتيجيّة في القرن الحادي والعشرين، الذي يتّسم بالتنافسيّة العالية والتّغيرات السّريعة، لذلك أولت المنظمات المعاصرة اهتمامًا شديدًا للموارد البشرية وخاصة ذات الكفاءة والموهبة والأداء العالي، باعتبارها المعيار الأهم للتقدم والتفوق، فأصبح من يمتلكها اليوم يمتلك المزايا التنافسية التي تضعه في الطليعة.

وأشار إلى أن استراتيجيات إدارة الموارد البشرية على مستوى الأداء المؤسسي في مطلع الألفية الثالثة في رؤيتها ورسالتها ركّزت على العنصر البشري النوعي، وما يمتلكه من مهارات ومواهب، باعتباره الغاية والوسيلة بالوقت ذاته، فاهتمت بوجوده كقوة لا يمكن تقليدها،وتوجهت بشدة للتركيز على إدارة مواهبه والانتقال فيها من رد الفعل إلى الاستباقية، من خلال المبادرة في اكتشاف واستقطاب واختيار وتعيين وتنمية وإدارة أداء الموهوبين.

وأكد سعادته أن إدارة المواهب هي عملية استراتيجية يقوم بها قسم الموارد البشرية لضمان الاحتفاظ بالقوة العاملة المتميزة. وجذب المزيد من الموظفين أصحاب الكفاءات، والعمل على تطويرهم وتحفيزهم، وذلك يكون مع مراعاة الأهداف التنظيمية، والهدف الرئيس يكون إنشاء قوة عاملة على المدى البعيد. وأشار سعادته إلى أن وزارة العمل تقوم حاليا بتأسيس المنظومة الوطنية لبناء القدرات وإدارة المواهب وتطوير آلية وطنية واضحة تعمل على اكتشاف الموهبة في مراحلها المختلفة بدءًا من محاضن التربية ومؤسسات التنشئة، وصولًا الى بناء القدرات والكفاءات وتأسيس نظام وطني موحد لتنمية وتطوير كفاءات وطنية ذات قدرات ومهارات ديناميكية منافسة محليًا وعالميًا.

وأوضح أنه لتحقيق ذلك كان لا بُد من إيجاد ممارسة إدارة المواهب في التقسيمات التنظيمية لمؤسسات القطاع الحكومي، فالموهبة هي الرصيد الي تعتمد عليه الأمة في بلوغ التقدم الحضاري المنشود، والتوجه لإدارة المواهب في المؤسسات الحكومية له ما يبرره؛ حيث إن هناك العديد من الشواهد التي تؤكد على أنها تحمل في طياتها تمكين المؤسسة من التعامل مع بيئة التنافس التي تتسم بسرعة التغيير، وعلى توفير العاملين الذين يتميزون بالكفاءة لقيادة وإدارة التغيير والتطوير في المؤسسة.

وأكد سعادته أن هذا الملتقى يسلط الضوء على أبرز التجارب المحلية في قطاع الشركات الحكومية في مجال بناء القدرات ورعاية الموهوبين بغية الاستفادة من تلك التجارب وتطويعها بما يتناسب مع مؤسسات القطاع الحكومي، والتعرف عن قرب على بعض المقاييس الخاصة بتشخيص الموهوبين.

من جهته، ألقى الدكتور غالب بن سيف الحوسني الرئيس التنفيذي للموارد البشرية في الشركة العمانية للاتصالات “عمانتل” كلمة قال فيها إن هذا الملتقى المتميز يُعد منارة للمعرفة والتطوير لتطوير الموارد البشرية في سلطنة عُمان؛ حيث يجتمع خبراء ومتخصصون وقادة أفكار لتبادل الخبرات وتطوير استراتيجيات فعّالة لبناء جيل جديد من المهنيين المتميزين. وأضاف الحوسني إننا أمام فرصة فريدة لنشهد تبلور رؤية “عمان 2040” من خلال هذا الملتقى، والذي يُمثل منصة مثالية لنناقش كيف يمكن للتعاون المشترك أن يُسهم في تحقيق نقلة نوعية في مجال بناء القدرات وإدارة المواهب.

وأضاف أن هذا الملتقى ليس مجرد تجمع؛ بل هو مختبر للأفكار، وحاضنة للمبادرات الرائدة التي ستُسهم في تحديث وتطوير قطاع العمل في عمان. وأشار الحوسني بأن من خلال جلسات هذا الملتقى سيتم التطرق إلى مواضيع حيوية مثل أحدث الاتجاهات في إدارة المواهب، استراتيجيات التطوير المهني، ودور التكنولوجيا في تعزيز كفاءة العمل والإنتاجية.

وشدد الحوسني على أن التحديات التي نواجهها اليوم تتطلب منا التفكير خارج الصندوق وتبني نهج مبتكرة لتطوير واستقطاب المواهب الفذة، مشيرًا إلى أهمية توظيف مخرجات هذا الملتقى في تطوير سياسات وبرامج تعليمية وتدريبية تتناسب مع متطلبات العصر. وقال: “لدينا فرصة ذهبية لنبني جسور التعاون بين الأكاديميات والصناعة، ولنرسي قواعد لبيئة عمل تشجع على الابتكار وتقدير الكفاءات”. وتابع القول: “الطريق أمامنا مليء بالفرص والتحديات، ويتوجب علينا استغلال هذه الفرصة لنضع معًا خارطة طريق واضحة نحو مستقبل يُعزز من قدراتنا البشرية ويُسهم في تحقيق نمو اقتصادي مستدام”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *