اخر الاخبار

إيران أوقفت هجماتها في سوريا والعراق.. رسالة أمريكا وصلت

قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها ترحب بتوقف الهجمات ضد قواتها في سوريا والعراق منذ نحو عشرة أيام، مرجعة سبب توقف الهجمات إلى الضربات التي وجهتها في سوريا والعراق مطلع شباط الحالي.

وقالت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” سابرينا سينغ، الخميس 22 من شباط، خلال مؤتمر صحفي لم يكن هناك أي هجوم على القواعد الأمريكية منذ 4 من شباط، مشيرة إلى أن بلادها ترحب بعدم وقوع أي هجمات.

وأرجعت سينغ توقف الهجمات إلى الضربات الأمريكية التي نفذتها الولايات المتحدة في سوريا والعراق، معتبرة أن الهجوم أرسل رسالة “قوية جدًا” لإيران.

وأضافت أن الولايات المتحدة ستواصل توجيه رسائل من هذا النوع إذا لزم الأمر، وستفعل ذلك في الوقت والمكان الذي تختاره.

سابرينا سينتغ شددت على أن إيران تمول جماعات مسلحة في اليمن والعراق وسوريا، إذ قالت إنه من المؤكد أن لإيران بصماتها وراء الدعم، سواء كان ماليًا أو تدريبيًا أو تجهيزًا.

الرسالة الأمريكية وصلت

وأصدر “المركز العربي واشنطن دي سي” للأبحاث تقريرًا قدم قراءة الباحث غريغوري أفتانديليان للتصعيد في سوريا سوريا والعراق بين واشنطن وطهران، وجاء فيه أنه على الرغم من ادعائها بأنها لا تسيطر على الميليشيات الشيعية في العراق وسوريا، يبدو أن إيران أثرت على هذه الجماعات للتوقف عن توجيه المزيد من الضربات.

وجاء هذا التوقف بعد ضربات أمريكية طالت 85 هدفًا ضد هذه الميليشيات ردًا على هجوم استهدف القوات الأمريكية في الأردن.

ويرى أفتانديليان أن واشنطن أرسلت رسالة إلى طهران مفادها أن إيران نفسها قد تكون الهدف التالي، ما ترك شعورًا بالقلق لدى المسؤولين الإيرانيين من أن ضربة أمريكية لبلادهم قد تؤدي إلى زعزعة استقرار النظام، خاصة وأن هناك بالفعل كراهية واسعة النطاق تجاهه من قبل شرائح عديدة من المجتمع الإيراني.

ولا يريد المسؤولون الإيرانيون اختبار الفرضية القائلة بأن الهجوم الأمريكي من شأنه أن يثير اضطرابات جماعية داخل الجمهورية الإسلامية، وهم يدركون أن قدراتهم العسكرية لا تضاهي قدرات الولايات المتحدة.

الباحث أضاف أنه لكل هذه الأسباب، لم تكن هناك هجمات للميليشيات على أفراد عسكريين أو قواعد أمريكية في العراق وسوريا منذ 4 من شباط، على الرغم من أن “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) زعمت أن قوة ميليشيا موالية لإيران ضربت إحدى قواعدها في سوريا ما أسفر عن مقتل ستة من مقاتليها.

ولطهران سبب ثان لإيقاف هذه الهجمات، بحسب التقرير، وهو أنها تريد أن تستمر المناقشات الأمريكية العراقية حول انسحاب القوات الأمريكية بطريقة منظمة، وربما تعتقد أن الضربات والضربات المضادة سيكون لها تأثير في بقاء الولايات المتحدة لوقت أطول.

ويرى الباحث غريغوري أفتانديليان أن هدف إيران النهائي يتلخص في تقليص الوجود الأمريكي في المنطقة، وإذا لم تتمكن من القيام بذلك بالعنف، فربما ترى أن السماح للدبلوماسية بالنجاح هو الخيار الأفضل التالي.

اقرأ أيضًا: ما أسباب تجنب الصدام المباشر بين أمريكا وإيران

الانسحاب بحكمة

خلال فترة رئاسته، اعتبر دونالد ترامب الوجود الأمريكي في شرق سوريا غير ضروري بعد أن فقد تنظيم “الدولة الإسلامية” سيطرته الإقليمية، واتضح ذلك بعد مكالمة هاتفية في تشرين الأول 2019 مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعترض على الشراكة الأمريكية مع قوات كردية محظورة في تركيا، أمر ترامب بسحب القوات الأمريكية من منطقة كردية، بحسب ما نقلته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية.

وفي كانون الثاني الماضي، نقل موقع “المونيتور” الأمريكي عن مصادر مطلعة على مناقشات لتحديد آلية وتوقيت الانسحاب من سوريا (لم تسمّه) أن وزارة الدفاع الأمريكية طرحت خطة لحلفائها السوريين في “قسد”، للدخول في الحملة ضد تنظيم “الدولة” بالشراكة مع النظام السوري.

وأضاف أن هذه الخطة جاءت كجزء من مراجعة متجددة لسياسة الولايات المتحدة في سوريا والتي تجري حاليًا في وزارة الخارجية الأمريكية، والتي تم استغلالها من قبل تركيا، الحليف الرئيسي لحلف شمال الأطلسي (ناتو).

القراءة التي قدمها غريغوري أفتانديليان، تناولت هذه التسريبات على أنها مؤشرات على أن الولايات المتحدة تعيد تقييم سياساتها في سوريا معتبرًا أن الانسحاب الأمريكي قادم لا محالة، إذ لا يمكن أن تبقى أمريكا في المنطقة للأبد.

وأضاف أنه من غير المرجح أن تدعم إدارة بايدن سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا قبل الانتخابات الرئاسية في تشرين الثاني المقبل، لأن مشهد تخلي الولايات المتحدة عن الكرد السوريين يمكن أن يكون له نفس التأثير خلال الانسحاب من أفغانستان، وفي الوقت نفسه من الممكن أن يتمكن بايدن من سحب القوات بعد الانتخابات، وإذا عاد ترامب إلى الرئاسة، فإن هذا الانسحاب يكاد يكون مؤكدًا.

ويرى الباحث أن مجموعة من العوامل تدعم توجه واشنطن نحو الانسحاب، أولها الخطر الذي يحدق بجنودها في سوريا والعراق في ظل الهجمات المتكررة التي تطالها، إلى جانب أنها لا ترغب بدخول حرب واسعة مع إيران، كما أنها قد ترغب بكسب ود تركيا، ولربما يكون الانسحاب الأمريكي من سوريا بمثابة مقايضة لقرار أنقرة الأخير بالموافقة على قبول عضوية السويد في “الناتو”.

إيران ترغب بانسحاب واشنطن

أبدت الولايات المتحدة الأمريكية علمها حول نية إيران وميليشيات وكيلة لها في المنطقة، بدفع قوات التحالف للانسحاب من سوريا والعراق، في وقت مبكر من بداية تصاعد الاستهدافات هذه المجموعات للقواعد الأمريكية في سوريا والعراق.

وقال السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون“، العميد بات رايدر، خلال مؤتمر صحفي مسجل، في 27 من تشرين الثاني 2023، إن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.

وأضاف أن الجماعات الموالية لإيران تطمح منذ مدة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.

ومنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، في 7 من تشرين الأول 2023، وصل عدد الهجمات على القواعد الأمريكية في سوريا والعراق إلى ما يقرب من 170 هجومًا، بحسب ما قالته نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” سابرينا سينغ خلال مؤتمر صحفي.

عقب هجمات أمريكية

وفي 2 من شباط الحالي، قالت واشنطن، إنها ضربت 85 موقعًا يضم مراكز القيادة والسيطرة ومنشآت المخابرات، ومرافق تخزين أسلحة تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، قال عقب الاستهدافات نفسها، إن بلاده ضربت أهدافًا من شأنها أن تؤثر على قدرة الميليشيات الموالية لإيران على شن ضربات مستقبلية ضد الأمريكيين، بحسب مؤتمر صحفي مسجل نشره “البيت الأبيض“.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تقدر أن إيران هي التي صنعت الطائرة من دون طيار التي هاجمت القاعدة الأمريكية.

وجاءت الهجمات الأمريكية ردًا على هجوم بطائرة مسيّرة في 28 من كانون الثاني الماضي، أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين في نقطة عسكرية تعرف باسم “لبرج 22” على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *