اخبار عمان

غزة تتشافى | جريدة الرؤية العمانية

هند الحمدانية

 

فلتسمحي بالرحيل يا حبيبتي..

ولتنفضي ما تبقى من همسك وأمسك..

من ذكريات منك لن تكتفي..

فلتسمحي بالرحيل..

وعلى سلم الوعد.. كوني وارتقي

الخوف في غزة لم يعد خيارا..

لا ذنب فيها..

لا خمول..

لا عار…

وكل من فيها بدا شجاعا..

مستعدا.. مغوارا..

فلتسمحي بالرحيل يا غزتي..

ولتقبلي الموت كيفما يشاء..

واستقبلي…

الأشلاء والأجزاء والأحشاء..

واستقبلينا دونما أسماء..

هناك تحت الطوب..

ودونما غطاء..

هناك في الأرجاء…

في الكيسة السوداء..

فتشي…

واستقبلي هدية السماء….

ولتسمحي بالرحيل يا غزة الإباء..

واحد..اثنان..

مئة.. مئتان..

ألف.. ألفان..

ثمانية…

هل أكتفيتم بهذه الأكفان..

أم نطلب من معبر رفح شاحنة…

غرزة.. غرزتان…. عشرة

آهٍ يا خيط… آهٍ يا إبرة..

غرسوها في جبهتك الصغيرة..

يا طفلتي اليتيمة.. المستجيرة..

عائلة بجيرانها… عائلات

قرى بأكملها ومستشفيات

كم نحتاج برأيكم؟!

حتى تكتفوا من شبابنا..

ومن متاجر المسك التي

 فتحتموها من دمائنا..

تخاطبني أنا؟!!!

لا.. لا…لا… لست أنت

أخاطب الذين أوهموني أنني منهم وهم مني

أخاطب الجموع التي عرفتهم ولم يعرفوني

هيا… شاهدوني.. تعرفوا علي…

لأنني لم أعد أنا..  ذاك الصغير..

وأن الحجارة في كفوفي أصبحت نفير..

خفت.. وتوجعت…

بكيت وتألمت..

من بعدها تعلمت ..

تأقلمت..

الحجارة في يدي انقلبت طيارة..

شراعية أو مسيرة…

ودموعي قنابل حارقة..

 صواريخ بعيدة المدى وقصيرة..

شاهدوني الآن..

هل عرفتموني؟!!

أنا الطوفان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *