اخبار الإمارات

شجرة ترفض الموت.. تتحول إلى «عرش سلام» بأنامل إماراتية

في رسالة تحمل مضامين جمال الطبيعة والثبات والاستدامة وإعادة التدوير، نجح الفنان التشكيلي، الشيخ علي المعلا، في تقديم قطعة فنية فريدة صُنعت من بقايا شجرة يزيد عمرها على 150 عاماً.

وتحمل القطعة الفنية عنوان «عرش السلام»، إذ استغرق إنجازها 15 ألف ساعة، لتصبح من أكبر عناصر جذب المشاركين في مؤتمر المناخ (كوب 28)، إذ تستقطب كثيرين يحرصون على معرفة قصة «شجرة ترفض الموت»، والتقاط الصور التذكارية بجوارها.

معانٍ كثيرة

وأوضح الشيخ علي المعلا لـ«الإمارات اليوم»، أن «عرش السلام»، تعد القطعة الفنية الأكبر من نوعها في العالم، وتتميز بالهيكل الكبير والتفاصيل الكثيرة التي تحمل العديد من المعاني، مشيراً إلى أنه وجد هذه القطعة من شجرة يزيد عمرها على 150 عاماً، في جزيرة جاوة الإندونيسية قبل 10 سنوات، وجاء بها إلى دولة الإمارات، وبدأ تشكيلها لتصل إلى مراحلها النهائية التي تُعرض حالياً في «المنطقة الخضراء» بـ«كوب 28» في مدينة إكسبو دبي.

وأضاف أنه يعتمد في صناعة معظم أعماله الفنية على مواد معاد تدويرها، كرسالة للعالم حول أهمية العمل بمفاهيم الاستدامة والمحافظة على البيئة، مشدداً على أن أيدي الفنان، يمكن أن تصنع من هذه المواد قطعاً فنية فريدة بعد أن كانت تذهب إلى مكبات النفايات.

حول التصميم

ولفت مبدع «عرش السلام» إلى أن العمل يتميز بتصميمه وتفاصيله الفريدة، وبهيكله الكبير الذي يعود للشجرة التي تطلّب العمل فيها تكوين فريق عمل يضم تسعة فنيين من ذوي الخبرة في مجالات عدة، كالحدادة والنحت والفايبرغلاس والصباغة، لإخراجها قطعة فنية مبهرة، وذلك بعد قضاء 15 ألف ساعة عمل في عملية إعادة التدوير لتضرب مثلاً رائعاً في الاستدامة لبقايا الأشجار.

وتابع الشيخ علي المعلا: «يحكي (عرش السلام) حياة الطبيعة والزمن الذي مر عليها، فهذه الشجرة قررت أن تعيش كقطعة فنية مذهلة لتتحول إلى عرش يجسد جمال الطبيعة والثبات والاستقرار، مع الاحتفاظ بالتفاصيل الطبيعية والنمط الفريد للون، وشكل العروق، ليكون رمزاً للقوة والصمود في وجه التحولات والمتغيرات، وقد ساعد شكل التفاف الجذور في تجسيد شعور الاحتواء والأمان والسلام أينما وُضعت».

وأكمل: «تم تزويد هذه القطعة الفنية بعجلات للحركة وبرافعة هيدروليك مثبّتة في جوف القطعة، لحركة الانخفاض والارتفاع ولسهولة الشحن والتنقل».

وذكر أن الشجرة بعد تحويلها إلى عمل فني تعتبر وكأنها عادت مرة أخرى للحياة، وأصبحت تمتلك عوامل جذب فنية أكبر، ما يعني أن الإبداع يعيد صياغة الحياة بطرق أخرى، خصوصاً أنها كانت في طريقها إلى الحرق أو النفايات.

• 15000 ساعة عمل استغرقها تنفيذ «عرش السلام» حسب مبدعه.


علي المعلا:

• القطعة الفنية تستقطب كثيرين يحرصون على معرفة قصة «عرش السلام» والتقاط الصور التذكارية بجواره.

• الفن يعيد صياغة الحياة بطرق أخرى، خصوصاً أن بقايا الشجرة كانت في طريقها إلى الحرق أو النفايات.


سيرة فنان محب للبيئة

يحمل الفنان التشكيلي الشيخ علي المعلا، شغفاً يمزج بين الحرف اليدوية الإماراتية التقليدية، وجماليات التصميم المعاصر، وترك علامة بارزة في عالم تصميم الأثاث أيضاً. ويتم الاحتفاء بإبداعاته لأناقتها وابتكارها وأهميتها الثقافية، ما يجعله شخصية بارزة في مشهد الفن والتصميم النابض بالحياة في دولة الإمارات.

وفي عام 2000 حصل على دبلوم في الهندسة المعمارية والتصميم الداخلي.

كما يوظف الشيخ علي المعلا، إبداعه من أجل الاستدامة، إذ يركز على إعادة التدوير وتحويل المواد المستهلكة إلى فن راقٍ، وتصميمات تنشد ترك بصمتها الصديقة للبيئة.

وتعكس أعماله اندماجاً متناغماً بين التقاليد والحداثة، ويقدّم منظوراً فريداً، لاسيما في تصاميم تطمح للوصول إلى العالمية.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *