اخبار الأردن

الموت جوعا.. صدمة في السودان بعد وفاة شقيقتين في أحد أرقى أحياء الخرطوم

عمّ الغضب مواقع التواصل في السودان إثر إعلان “لجنة مقاومة الخرطوم”، وفاة امرأتين بسبب الجوع والعطش، جراء الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

ونعت لجنة مقاومة الخرطوم عبر حسابها بتويتر، زبرفينت يقفيان، وهي سودانية من أصل أرمني تعمل في السفارة الأمريكية بالسودان، وشقيقتها زفيار.

وكشفت اللجنة أن الشقيقتين توفيتا يوم الأحد 11 يونيو/ حزيران داخل منزلهما في شارع 51 بحي الخرطوم 2، الذي يعتبر من أرقى أحياء العاصمة، بعد معاناة مستمرة مع الجوع.

وألمحت لجنة المقاومة إلى أن الحي الذي يضم منزل الراحلتين، يقبع تحت حصار قوات الدعم السريع منذ بداية الاشتباكات بين الجانبين.

وأشارت إلى أنه لم يتم دفن الجثتين حتى الآن، ولم يتمكن أحد من الوصول إلى منزلهما بسبب منع قوات الدعم السريع الدخول إلى المنطقة.

في هذا السياق، أشارت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) إلى قصة مواطن بريطاني يدعى عبد الله شلقمي، أصيب برصاص قناصة واضطر إلى ترك زوجته علوية رشوان التي تم العثور عليها ميتة جوعًا، رغم أن منزلهما لا يبعد سوى أمتار قليلة من البعثة الدبلوماسية البريطانية في الخرطوم.

وأثار خبر وفاة الشقيقتين بهذه الطريقة في قلب الخرطوم، صدمة كبرى وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي.

وكتب المدون أسامة أبو القاسم “يا أخوانا كيف يعني يموتوا من الجوع والعطش؟ مستحيل”، وقالت علا عطية إن “الشعب السوداني خارج المعادلة، الفقر والجوع والاستبعاد من الحياة له، أما السلطة والثروة فهي ركيزة المعادلة لكل من المؤسسة العسكرية والدعم السريع”.

وقال المدون هشام عبد المجيد إن “السفارة الأمريكية قامت بعملية تدل على انعدام الإنسانية، حيث أجلت الدبلوماسيين الأمريكيين وعائلاتهم ومعهم قططهم وكلابهم، وتركت الموظفين المحليين في مرمى النيران”.

وكتبت مأوى حماد “لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، ربنا يرحمهما، ياربي كم ناس زيهم في البيوت ما قادرين يطلعوا. ربنا يفرجها عليهم”.

وعلق الناشط محمد عبد الرحمن “ناس بتموت جوع وعطش ويتمنع من مليشيا الدعم السريع حتى مواراتهم الثرى، ويحدثونك عن هدنة ناجحة! لا حول ولا قوة إلا بالله”.

ودون هشام الدين أحمد بغضب على البيان “وأنت كلجنة مقاومة ليه ما عملتو حاجة غير نقل الأخبار، ما لكم ما مديتوهم بالمياه والغذاء؟”.

ويوما بعد آخر يتناقص عدد سكان الخرطوم التي أصبح معظم مساكنها مهجورًا، حيث يعاني السكان من نقص في المواد الغذائية الأساسية.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد حذر من تعرض أكثر من مليوني سوداني للجوع خلال الأشهر المقبلة نتيجة الحرب الدائرة في البلاد.

يُشار إلى أن 19 مليون شخص (41% من سكان السودان) أصبح من المحتمل أن يواجهوا صعوبة في الحصول على وجبة واحدة في اليوم، مقارنة بـ15 مليون شخص العام الماضي، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي.

ونقلت وكالة الأناضول أنه من المحتمل نفاد الخبز والوقود في أي وقت، في ظل غياب تدفق المواد الغذائية والخدمات.

وقالت نقابة أطباء السودان في وقت سابق، إن معظم المواد التموينية نفدت في الأسواق، محذرة من كارثة غذائية وشيكة إذا لم يتم إيصال المواد الغذائية. وأشارت إلى سرقة مباني منظمة الغذاء العالمي، حيث تمت سرقة المخازن و3 عربات تابعة للمنظمة وعربة وقود.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *