اخر الاخبار

“الفطاير”.. وليمة العيد الموروثة في حوران

يترافق عيد الأضحى، مع طقوس وعادات وتقاليد وتحضيرات اعتاد عليها الأهالي، يرافقها الشعور بالبهجة والفرح، في اليوم الذي يعد مناسبة دينية واجتماعية في سوريا.

في الوقت الذي تغيب فيه القدرة على تأمين أدنى احتياجات الأسرة، تسعى عائلات محافظة درعا لخلق أجواء تشعرهم بعيد الأضحى الموافق لليوم، الأربعاء 28 من حزيران، عبر تحضيرات منزلية لما هو متاح وقليل التكلفة مقارنة بغيره.

ونشطت تحضيرات الفطائر في مدينة درعا وقرى المحافظة، إذ تعد من الأطعمة الشعبية القديمة التي اشتهرت بها المحافظة الجنوبية، وهي واسعة الانتشار في مدنها وأريافها، وتعتمد على مكونات من أرض حوران كالقمح وزيت الزيتون.

ولا تزال العديد من الأكلات التراثية تحافظ عليها نساء درعا ويتفنن بعملها، ومن بينها الفطائر، ولربة المنزل حرية اختيار حشوتها تبعًا للظروف المالية والمواد المتوفرة، سواء بالسبانخ أو اللحمة أو الكشك.

وتصنع الفطائر لمائدة الإفطار أو الغداء، خاصة في التجمعات العائلية والمناسبات والأعياد.

قديمًا، كان لتحضير الفطائر طقوس خاصة، حيث تجتمع نساء الحي لصناعتها، فعملها يتطلب جهدًا كبيرًا، لكن حاليًا باتت ربة المنزل تصنعها بسهولة أكثر، لتوفر  معدات لم تكن موجودة سابقًا.

وتصنع الفطائر على الغاز، ولا بد أن يوجد في كل بيت “الفرن الحوراني”، وتتم صناعته على يد أبنائها في المنطقة الصناعية، وتتوارث بعض العائلات هذه المهنة.

تحضير الفطائر لعيد الأضحى في مدينة درعا جنوبي سوريا- 28 من حزيران 2023 (/ سارة الأحمد)

كشك وسبانخ ولحمة

تصنع النساء في درعا مادة الكشك، ويحتفظن بها كمؤونة طوال العام، ويستخدمنها في حشوة الفطائر.

والكشك، هو عبارة عن برغل يتم وضع اللبن الرائب عليه لعدة أيام حتى يتشرب به ويملح، وبعد ذلك يقرص الى أقراص كبيرة على قماشة بيضاء تحت الشمس لعدة أيام، ومن ثم تصنع منه ربة المنزل قطعًا صغيرة “مدحبرة”.

حين ترغب ربة المنزل بصناعة الفطائر، تحضر الحشوة منذ الليل، فلتحضير فطائر السبانخ مثلًا تُقطع السيدة السبانخ وتفركها وتعصرها، وتقطع البصل وتطبخه ثم تضيفه على السبانخ، وتضع دبس الرمان والليمون عليه.

وبالنسبة لفطائر الكشك، تنقعها النساء بالماء من الليل حتى الصباح، وبعضهن بعصير البندورة، ثم يُفرم البصل والبندورة، ويُحضر العجين على شكل كرات وتمد على “الكارة” الي يفرد العجينة عليها.

و”الكارة” عبارة عن عدة أقمشة تصنعها ربة المنزل على شكل دائري.

وبعد فرد العجينة على “الكارة”، تضع النساء الحشوة عليها ثم تغلقها بعجينة أخرى، وهنا يتفنن بمدها بالحجم الذي يرغب به، ويتم وضعها في الفرن، وبعد استوائها تُدهن بزيت الزيتون وتؤكل مع اللبن أو تشرب معها الشاي .

ولا تختلف طريقة تحضير الفطائر المحشوة باللحمة عن سابقاتها، سوى بتوفير مادة اللحم.

وتتبادل العائلات أطباق الفطائر أو غيرها من التحضيرات، في ثقافة موروثة اعتاد عليها أبناء المنطقة.

اقرأ أيضًا: حورانيات يتمسكن بـ”المكدوس” واللبن “المدحبر” مؤونة للشتاء

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *