اخر الاخبار

كيف يعزز انضمام السويد من استراتيجية “الناتو” الدفاعية

اقتربت السويد بعد طريق طويل ومفاوضات صعبة، من إنهاء إجراءات انضمامها لـ”حلف شمال الأطلسي” (الناتو)، بعد موافقة المجر على طلب الأولى.

ويبدو للوهلة الأولى أن السويد التي اشتهرت بحيادها لعقود، هي وحدها المستفيدة من هذه الخطوة، خاصةً مع مخاوفها من التحركات العسكرية الروسية.

إلا أن الحلف بدوره سيستفيد من انضمام ستوكهولم، التي عرفت بحيادها السياسي لعقود طويلة.

ووافقت معظم دول “الناتو” على طلب السويد بعد تقديم الطلب في أيار 2022، لكن تركيا والمجر أخرتا العملية بسبب عدم رضاهما عن دعم السويد لـ”الانفصاليين” الكرد وانتقادها للحكومة المجرية.

راديو “rfi” الفرنسي نشر، الخميس 7 من آذار، تحليلًا، قال فيه إن الحلف “يحاول إعادة تنظيم دفاعاته على الجبهة الشمالية لأوروبا”.

وأوضح التحليل أن للسويد موقعًا استراتيجيًا، على مفترق الطرق بين الشرق (روسيا) والغرب (الاتحاد الأوروبي)، وتملك طرقًا واسعة وشبكة سكك حديدية متطورة.

وعلى عكس جارتها النرويج، العضو في الحلف، فإن السويد دولة مسطحة لا جبلية، ورغم أن الأولى تطل على مضائق بحرية ونقطة وصول ممتازة للتعزيزات البحرية، إلا أنها غير قابلة للنقل البري.

ويشير التحليل إلى أنه من الممكن أن تصبح السويد دولة محورية للـ”ناتو” في شمال أوروبا، باعتبارها منطقة عبور وقاعدة لوجستية، يمكن الانطلاق منها للدفاع عن فنلندا، التي تملك حدودًا مباشرة مع روسيا.

كما أن انضمام السويد يعني وصولًا مباشرًا لدول الحلف إلى بحر البلطيق.

وقامت السويد بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط جدار برلين في 1989، بتخفيف قواتها العسكرية، لكنها عادت للقلق مع قيام روسيا بضم شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014.

ورفعت حينها السويد من ميزانيتها العسكرية وفتحت قواعد عسكرية جديدة.

وبالإضافة للموقع الاستراتيجي، فإن للسويد قدرات مميزة في الصناعات العسكرية الدفاعية، وتعد منتجًا رئيسيًا للأسلحة.

وتشمل هذه الأسلحة الذخائر الحربية وطائرات المراقبة، ودبابات ورادادرا، بالإضافة لامتلاكها ترسانة من الأسلحة المتطورة بما في ذلك طائرات جريبن العسكرية، المشابهة لطائرات رافال الفرنسية.

كما تملك السويد غواصات من الصعب رصدها، وطرادات بحرية من نوع “فيسبي” التي لها مواصفات التخفي المرتفعة.

ونجحت ستوكهولم بالحصول على موافقة تركيا والمجر للانضمام إلى “الناتو” بعد مفاوضات صعبة استمرت منذ أيار 2022.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *