93 ألف زائر في الأسبوع الثاني من “مد جزر”.. والفعاليات المتنوعة ترسخ التاريخ البحري العماني
صحار خالد الخوالدي سعيد الهنداسي
يُواصل مهرجان شمال الباطنة البحري “مد جزر” فعالياته المتنوعة بمنتزه المنيال بولاية صحار، عبر إقامة العديد من الأنشطة خلال الفترة الماضية لإبراز المعالم التاريخية والتراثية البحرية، بالإضافة إلى الحفلات الفنية والإنشادية والمسرحية، وسط حضور واسع من الزائرين وتفاعل كبير وسط أجواء احتفالية.
وبلغ عدد الزوار في الأسبوع الثاني 93 ألف زائر، في حين بلغ عدد الزوار في الأسبوع الأول ما يزيد عن 82 ألف زائر.
وضمن مسابقة الولايات التي خصصت في الأسبوع الماضي لولاية شناص، شهد الأسبوع الثالث مشاركة ولاية صحم ليسطر أبناؤها ملحمة تاريخية وثقافية بعنوان “مركب الميمون” لتتنوع الفعاليات والفنون الشعبية الرجالية والنسائية، في ظل استعراض أدوات الصيد وتاريخ الحياة البحرية بمصاحبة الفرق الحماسية التي قدمت مجموعة من أنغامها وسط تفاعل كبير من زوار المهرجان.
وشهد المهرجان هذا الأسبوع مشاركة فرقة المعاني الإنشادية بقيادة بدر الحارثي، والتي قدمت مجموعة من الأناشيد الدينية بمناسبة الإسراء والمعراج، حيث تغنى المنشدون بصفات نبي الرحمة وتفاصيل هذه الرحلة والعبر المستفادة منها.
كما تضمنت فعاليات المهرجان البحري تنظيم بطولة لكرة القدم الشاطئية والتي لاقت إقبالا واسعا من مختلف الفئات في أجواء من الحماس والتنافسية، بالإضافة إلى تعريف الزوار بأهم الحرف التقليدية البحرية التي كان يمارسها الآباء والأجداد وحكايات ومغامرات ربابنة البحر واستعادتهم لذكريات الماضي الجميل.
ولم تخل أجواء المهرجان من الفعاليات الموجهة للأطفال، حيث استمتع الأطفال بالألعاب الشعبية التي كان لها رواج قديما في المجتمع العماني، وشاهدوا وسائل النقل القديمة واستمتعوا بركوبها في أجواء من السعادة والأفراح.
وأقيم في هذا الأسبوع حفلة فنية بألحان يمنية، بمشاركة الفنان اليمني عمار الشيخ وابنته آيات عمار، لإمتاع الحضور بمجموعة منوعة من الأغاني اليمنية والألحان الجميلة، وسط حضور كبير أشاد بروعة الأداء ورددوا مع الفريق اليمني أجمل الأغاني.
وأحيت الفنانة العمانية هدى الخنبشي أمسية فنية على المسرح المفتوح في المهرجان، قدمت فيها عددا من الأغاني الوطنية والأغاني المخصصة لولاية صحار، والأغاني التراثية القديمة التي تفاعل معها الحضور.
وبعد الحفل الغنائي قالت الفنانة هدى الخنبشي: “أنا سعيدة جدًا لتفاعل الجمهور الذي أرسل له كل التحية والتقدير، وأثبت بأنه جمهور له ذائقة مميزة وراقية ومتفاعل مع الأغاني الجميلة، يشجعني للاستمرار والمشاركة في حفلات أخرى مستقبلا”.
وفي جانب آخر، أقيمت عدد من سباقات التجديف وسباقات الغادوف، بالإضافة إلى كرنفال بحري لعدد من القوارب تحمل أعلام السلطنة والأعلام التي استخدمت قديما من قبل النواخذة أثناء الرحلات البحرية، كما أقيمت مسرحية سيرة النوخذة التي حكت طريقة وأسلوب النوخذة في التعامل قديما مع البحارة.
ونظّم مكتب محافظ شمال الباطنة بقاعة جامع السلطان قابوس بولاية صحار الندوة التاريخية “الموروث البحري بمحافظة شمال الباطنة”، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ محمد بن عبدالله البوسعيدي والي صحار، وبمشاركة وحضور عدد من أعضاء المجلس البلدي بمحافظة شمال الباطنة وعدد من المتخصصين والمهتمين بالتاريخ البحري في سلطنة عُمان.
وتناولت الندوة عددًا من المحاور التاريخية من خلال أوراق العمل المقدمة، حيث قدم سعيد بن عبدالله الفارسي الباحث في التراث الثقافي غير المادي ورقة عمل بعنوان “الموروث الشعبي البحري لمحافظة شمال الباطنة”، تحدث فيها عن مفهوم الموروث الشعبي وقسمه إلى موروث شعبي مادي وغير مادي.
وقال: “الموروث المادي يمكن حفظه والاهتمام به كترميم القلاع والحصون، أما الموروث غير المادي فإنه قد يختفي ويموت بموت كبار السن من النواخذة”، مقدما نبذة عن عناصر الموروث الشعبي وصوره وأحداثه وتطبيقاته في البيئة الساحلية لشمال الباطنة.
