اخبار عمان

وسط مخاوف من مذبحة مروعة.. الاحتلال الإسرائيلي يقتحم مستشفى الشفاء

الاحتلال يقول إنه يستهدف “جزءا معينا” من المستشفى

قوات الاحتلال تقول إن فرقا طبية وناطقين باللغة العربية يشاركون في العملية

حماس تحمل الاحتلال والرئيس الأمريكي المسؤولية الكاملة عن اقتحام المجمع الطبي

السلطة الفلسطينية تعتبر الاقتحام “جريمة بحق الإنسانية”

غزة الوكالات

اقتحم جيش الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الشفاء بقطاع غزة في وقت مبكر اليوم الأربعاء، زاعما دون دليل وجود حركة حماس بداخله وطالب جميع أعضاء الحركة في المستشفى بالاستسلام، على حد ادعائه.

وقبل ذلك بأقل من ساعة، حوالي الساعة الواحدة صباحا بالتوقيت المحلي (2300 بتوقيت جرينتش)، قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة إن قوات الاحتلال أبلغت المسؤولين في القطاع بأنها ستقتحم مجمع مستشفى الشفاء “خلال دقائق”.

وأضاف “الاحتلال لم يحدد هل سيدخل المجمع هو قال إنه سيتم خلال الدقائق اقتحام مجمع الشفاء الطبي ولكن كيفية الاقتحام وآلية ونوايا الاقتحام لا نعلم”. 

وتابع القدرة قائلا “أبلغنا اللجنة الدولية للصليب الأحمر وما طلبه الاحتلال حتى يكون لدى الجميع الحذر بعدم التواجد”.

وقال الدكتور منير البرش مدير عام وزارة الصحة في غزة لقناة الجزيرة إن القوات الإسرائيلية اقتحمت الجانب الغربي من المجمع الطبي. وأضاف أن هناك انفجارات كبيرة ودخل الغبار إلى المناطق التي هم فيها مشيرا إلى اعتقاده بوقوع انفجار داخل المستشفى.

وبعد مرور خمسة أسابيع منذ بدأت إسرائيل حربها على غزة، أصبح مصير مستشفى الشفاء مثار قلق دولي بسبب تدهور الأوضاع فيه. وأثارت محنة المدنيين في غزة دعوات لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية.

وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان “تعمل قوات الجيش ضد منظمة حماس الإرهابية في جزء معين من مجمع الشفاء الطبي حيث تستند هذه العلمية إلى معلومات استخباراتية وحاجة عملياتية”. وأضاف “تضم قوات الجيش الإسرائيلي فرقا طبية ومتحدثين باللغة العربية خضعوا لتدريبات محددة للاستعداد لهذه البيئة المعقدة والحساسة بهدف عدم إلحاق أي ضرر بالمدنيين”.

وتزعم قوات الاحتلال دون برهان أن حماس لديها مركز قيادة تحت مستشفى الشفاء، وتصفه بأنه الأكبر في غزة، وتستخدم المستشفى والأنفاق الموجودة تحته في العمليات العسكرية واحتجاز الأسرى. وتنفي حماس ذلك.

وصرح المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر لشبكة سي.إن.إن بأن المستشفى والمجمع كانا بالنسبة لحماس “محورا مركزيا لعملياتها وربما حتى القلب النابض وربما حتى مركز الثقل”.

وقالت الولايات المتحدة أمس الثلاثاء إن لديها معلومات مخابراتية تدعم هذه الاستنتاجات.

من ناحيتها، قالت حماس اليوم الأربعاء إن “تبني البيت الأبيض والبنتاجون لرواية الاحتلال الكاذبة والزاعمة باستخدام المقاومة لمجمع الشفاء الطبي لأغراض عسكرية كان بمثابة الضوء الأخضر للاحتلال لارتكاب المزيد من المجازر بحق المدنيين”. 

وأضافت “نحمّل الكيان المحتل وقادته النازيين الجدد والرئيس بايدن وإدارته كامل المسؤولية عن تداعيات اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي”. 

وشنت القوات الإسرائيلية معارك شرسة في الشوارع ضد مقاتلي حماس خلال الأيام العشرة الماضية قبل أن تتقدم إلى وسط مدينة غزة والمنطقة المحيطة بمجمع الشفاء الطبي.

وتعهدت إسرائيل بتدمير حماس ردا على هجوم الحركة عبر الحدود عليها في السابع من أكتوبر . وتقول إسرائيل إن حماس قتلت 1200 شخص في الهجوم واحتجزت أكثر من 240 أسيرا.

وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة إن “قوات الاحتلال الإسرائيلي ترتكب جريمة جديدة بحق الإنسانية والطواقم الطبية والمرضى بحصارها وقصفها لمجمع الشفاء الطبي”.

وأضافت في بيان “نحمل قوات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الطاقم الطبي والمرضى والنازحين في مجمع الشفاء الطبي”.

* ظروف قاسية

وقال القدرة “نتحدث عن قرابة 650 من الجرحى والمرضى والأطفال، نتحدث عن قرابة هذا العدد أيضا من الطواقم الطبية، من خمسة إلى سبعة آلاف نازح داخل مجمع الشفاء الطبي من الأطفال والنساء والمسنين وعوائل بأكملها في كافة أرجاء مباني مجمع الشفاء الطبي والآن حالة من الذعر بين هؤلاء جميعا، الواقع صعب للغاية”. 

وتقول حماس إن جميع هؤلاء محاصرون داخل المستشفى تحت نيران متواصلة من القناصة والطائرات المسيرة الإسرائيلية. وأضافت الحركة أن 40 مريضا لقوا حتفهم في الأيام القليلة الماضية في ظل نقص الوقود والمياه والإمدادات.

وبقي 36 طفلا من جناح الأطفال حديثي الولادة بعد وفاة ثلاثة منهم. وبدون وقود للمولدات اللازمة لتشغيل الحضانات، تُبذل أقصى الجهود الممكنة للحفاظ على أجسام الأطفال دافئة مع وضع كل ثمانية معا على سرير.

وقال القدرة إن المحاصرين في المستشفى حفروا مقبرة جماعية أمس الثلاثاء لدفن المرضى الذين توفوا وإنه لا توجد خطة لإجلاء أطفال خدج (ناقصي النمو) رغم إعلان إسرائيل عرضا لإرسال حضانات متنقلة.

وقال القدرة إن هناك نحو 100 جثة متحللة بالداخل ولا توجد وسيلة لإخراجها.

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إنه منزعج للغاية من “الخسائر الفادحة في الأرواح” في المستشفيات. وأضاف المتحدث للصحفيين “باسم الإنسانية، يدعو الأمين العام إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”.

ويقول مسؤولون طبيون في غزة إنه تأكد استشهاد أكثر من 11 ألفا في الضربات الإسرائيلية، حوالي 40 بالمئة منهم أطفال، وحصار عدد هائل آخر تحت الأنقاض.

وأصبح حوالي ثلثي سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة بلا مأوى، وغير قادرين على الفرار من المنطقة التي ينفد فيها الغذاء والوقود والمياه الصالحة للشرب والإمدادات الطبية.

* قانون دولي

ويقول مسؤولون في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن استهداف إسرائيل لمستشفى الشفاء يثير تساؤلات حول كيفية تفسيرها للقوانين الدولية المتعلقة بحماية المنشآت الطبية وآلاف النازحين اللاجئين إليها.

والمستشفيات هي مبان محمية بموجب القانون الإنساني الدولي. لكن مسؤولي الأمم المتحدة قالوا إن المزاعم بأن مستشفى الشفاء يستخدم أيضا لأغراض عسكرية أدت إلى تعقيد الوضع لأن ذلك من شأنه أيضا أن ينتهك القانون الدولي.

والمنشآت الطبية المستخدمة في أعمال تلحق ضررا بالعدو، والتي تجاهلت تحذيرا بالتوقف عن القيام بذلك، تفقد الحماية الخاصة التي تتمتع بها بموجب القانون الدولي.

وقال عمر شاكر مدير مكتب هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين قبل الاقتحام الإسرائيلي إنه حتى لو ثبت أن حماس تستخدم المستشفيات في العمليات العسكرية، فإن القانون الدولي يتطلب توجيه تحذيرات فعالة قبل الهجمات.

وأضاف شاكر أن هذا يعني أن الناس هناك بحاجة إلى مكان آمن للذهاب إليه وطريقة آمنة للوصول إلى هذا المكان. 

وتابع أن هذا “أمر مقلق للغاية لأنه عليك أن تتذكر أن المستشفيات في غزة تؤوي عشرات الآلاف من النازحين”. 

وزعمت إسرائيل في بيان اليوم الأربعاء أنها أمهلت سلطات غزة 12 ساعة لوقف الأنشطة العسكرية من داخل المستشفى، مضيفة “للأسف لم يحدث ذلك”.

وقال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في بيان صدر في 30 أكتوبر بشأن الهجمات على المواقع المحمية مثل المستشفيات إن إسرائيل “ستحتاج أيضا إلى إثبات التطبيق السليم لمبادئ التمييز والحيطة والتناسب”.

وأضاف أنه على الرغم من إمكانية فقدان وضع الحماية بموجب القانون الدولي، فإن “عبء إثبات فقدان الحماية يقع على عاتق من يطلقون النار أو القذائف أو الصواريخ”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *