اخر الاخبار

ما الذي تريده روسيا من سلطنة عمان بعد لقاءات ومشاورات أمنية؟ وطن

وطن لقاءات عمانية روسية في مسقط دار خلالها مشاورات أمنية وحديث عن ما وصف بالتحديات والتهديدات التي تواجهها المنطقة، وهو ما قد يدعو للتساؤل عن ما تريده روسيا من سلطنة عمان بعد الزيارات الأخيرة.

يشكل موقع عمان الاستراتيجي المطل على عدة بحار أهمية كبيرة لروسيا ويجعلها مهمة أمنياً، وبحسب تقرير لموقع الخليج أون لاين لعبت سياسة السلطنة في الحياد الإيجابي دوراً في جعلها مهمة لمختلف الدول.

وخلال الزيارات الأخيرة لمسؤولين روس بارزين مع عمانيين تمت مناقشة قضايا العلاقات الثنائية بين موسكو ومسقط والأدوار الفاعلة للبلدين في المسائل الدولية والإقليمية.

وما دفع موسكو لفتح قنوات تواصل مع عدة جهات من بينها دول الخليج حربها التي تخوضها ضد أوكرانيا والتي وضعتها في مواجهة مع الغرب والولايات المتحدة وباتت محاصرة تحت العقوبات المختلفة.

وتمثلت اللقاءات بين عمان وروسيا باستقبال ولي عهد السلطنة ذي يزن بن هيثم بن طارق الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف.

وإلى جانب ذلك اللقاء عقد باتروشيف لقاء آخر مع وزير المكتب السلطاني الفريق أول سلطان بن محمد النعماني ناقش فيه الطرفان العديد من مجالات الاهتمام والسياسات التي تهم البلدين وفق ما نقلته وكالة الأنباء العمانية.

لقاء روسي عماني في مسقط

ملفات حساسة بين موسكو ومسقط

ومن أبرز الملفات الحساسة التي ناقشتها تلك اللقاءات المهمة بالنسبة لسلطنة عمان ولروسيا على حد سواء: “الملف الإيراني، الملف اليمني وملف المصالحة الخليجية الإيرانية”.

وبحسب ما نقله موقع الخليج أون لاين عن رئيس جمعية الصحفيين العمانية محمد العريمي “تسعى مسقط وموسكو إلى استقرار المنطقة، وضمان تدفق التجارة وتدفق الاستثمارات والنفط عبر البحار والممرات المائية التي تشرف عليها السلطنة”.

ويرى العريمي أن التنسيق الأمني بين مسقط وموسكو مهم للغاية مع تعدد المشاريع الإقليمية والدولية والسعي لاستقرار المنطقة، وضمان تدفق التجارة وتدفق الاستثمارات والنفط عبر البحار والممرات المائية التي تشرف عليها عمان.

تاريخ العلاقات الروسية العمانية

لكن العلاقات بين الطرفين لم تكن بالمستقرة دائماً ففي ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت العلاقات الدبلوماسية بين الاتحاد السوفييتي وعُمان فاترة بسبب دعم الاتحاد للميليشيات المتمردة على الحكم في السلطنة.

ودعم الاتحاد السوفييتي ما يسمى حركة تمرد في محافظة ظفار عن طريق جبهة ماركسية للفترة بين 1962 1976، وكان يأمل أن يصل الشيوعيّون إلى حكم السلطنة.

لكن السلطنة سنة 1991 كانت أول دولة تعترف بروسيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وجرى اتصال نادر بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والسلطان هيثم بن طارق فيما كان زار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد زار عُمان سنة 2022.

عقد لافروف لقاء مع نظيره العماني بدر البوسعيدي والتقى آنذاك بالسلطان هيثم بن طارق وخلال تلك اللقاءات تم التأكيد على الجهود الدولية لإنقاذ اتفاق إيران النووي المبرم في 2015 حسبما نقله موقع المونيتور.

ملفات حساسة بين موسكو ومسقط
لقاء بين مسؤولي عمان ومسقط

ماذا تريد روسيا من سلطنة عمان؟

وبحسب ما ذكره الصحفي الروسي ديميتري بريجع فإن روسيا بعد العقوبات التي تعرضت لها بسبب حربها ضد أوكرانيا تحتاج إلى قنوات تواصل لم تتخذ موقفاً سلبياً تجاهها في تلك العملية ومن ضمنهم سلطنة عمان التي تنهج نهج الحياد في الصراعات الإقليمية والدولية.

وتسعى روسيا بالدرجة الأولى إلى تحقيق استفادة اقتصادية من السلطنة إلى جانب فوائد عسكرية وأمنية تكمل فيها سلسلة التوازنات الإقليمية حيث توطد علاقاتها بدول أخرى مثل الصين وكوريا الشمالية وإيران لمواجهة آثار السياسات الغربية ضد سلوكها الذي يوصف بالعدواني في المنطقة.

يذكر أن العريمي لفت إلى أن سلطنة عمان ترحب بأي تنسيق أمني مع أي دولة لتحقيق استقرار المنطقة، حيث تمتلك أيضاً علاقات إيجابية مع إيران ومع كل دول الخليج وهو ما يجعل الأرضية متاحة لأي تعاون روسي عماني في الفترة المقبلة.

دور عماني مهم في ملفات عديدة

وكانت سلطنة عمان قد ساهمت في الملف اليمني بالتعاون مع السعودية، وبقضايا أخرى من خلال مجلس التعاون الخليجي.

كما كان للسلطنة دور في ملف الرهائن، وحل كثير من القضايا في هذا الملف الشائك.

وبحسب العريمي تعد سلطنة عمان وسيطاً مقبولاً لدى جميع الدول، وكان لها دور في إعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية.

وتعد عمان ذات مركز اقتصادي مهم فهي مصدرة للنفط والغاز، وتتضمن اكتشافات مستمرة في الغاز، وتستطيع أن تستفيد من التبادل التجاري مع روسيا وفق ما ذكره رئيس جمعية الصحفيين العمانية محمد العريمي.

وكانت روسيا قد صنفت سلطنة عمان صديقة للبنوك والمضاربين إلى جانب دول عربية أخرى فضلاً عن تسهيلات أخرى تتعلق بالتأشيرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *