اخبار عمان

السعودية تُشيد بالدور الفعّال لسلطنة عُمان في دعم أنشطة “اليونسكو” وصون التراث العالمي

◄ العيدروس: عُمان تزخر بإرث تاريخي وثقافي غني يستحق أن يُسجّل على “القائمة العالمية

◄ نُثمِّن جهود “اليونسكو” في حماية وصون التراث الطبيعية والثقافي في أرجاء العالم

◄ نجاح باهر للسعودية في تنظيم الاجتماع العالمي على مدار 15 يومًا

◄ التعاون بين السعودية وعُمان ومصر عزز من التأثير العربي على القرارات

◄ إدراج 47 موقعًا جديدًا على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي

1199 عنصرًا من 168 دولة مُدرجة على قائمة “اليونسكو” للتراث العالمي

◄ تسجيل موقع “تل السلطان” الفلسطيني على قائمة اليونسكو “إنجاز تاريخي”

 

اخبار عمان خاص

أشاد سعادة المهندس محمد بن يوسف العيدروس رئيس الوفد السعودي في لجنة التراث العالمي الـ45 الموسعة التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” بدور سلطنة عُمان في تعزيز أدوار المنظمة الدولية ودعم جهود حماية التراث العالمي.

وقال العيدروس في حوار خاص تنشره “اخبار عمان” إن سلطنة عُمان تزخر بإرث تاريخي وثقافي غني يستحق أن يُسجّل على “القائمة العالمية”، مثمنًا في الوقت ذاته جهود السلطنة خلال اجتماع الدورة الحالية التي عُقدت في المملكة العربية السعودية خلال سبتمبر الماضي، وحققت فيها المملكة نجاحًا باهرًا في تنظيم الاجتماع العالمي على مدار 15 يومًا.



سعادة المهندس محمد بن يوسف العيدروس

وامتدح العيدروس جهود “اليونسكو” في حماية وصون التراث الطبيعية والثقافي في أرجاء العالم. وشدد العيدروس على أن المملكة العربية السعودية مُلتزمة ببناء وتسهيل المزيد من المنصات الدولية للتعاون المفتوح والابتكار، لافتًا إلى أن التعاون بين السعودية وعُمان ومصر عزز من التأثير العربي على القرارات خلال اجتماعات هذه الدورة.

وإلى نص الحوار..

 

 

** من خلال رئاستكم لوفد المملكة العربية السعودية في لجنة التراث العالمي.. كيف تنظرون إلى دور سلطنة عُمان في لجنة التراث العالمي؟

سلطنة عُمان قامت وتقوم بدور فعّال من خلال عضويتها في لجنة التراث العالمي ولديها 5 مواقع على قائمة التراث العالمي، إضافة إلى عدد من المواقع على القائمة التمهيدية، وهي تتمتع بإرث تاريخي وثقافي غني ويستحق أن يُسجّل ضمن الموروث الإنساني العالمي؛ مما يسهم في تنمية السياحة الثقافية العُمانية والعربية. ويسرني أن أتوجه بالشكر للوفد العُماني وأخص بالذكر رئيس الوفد ومندوب السلطنة الدائم لدى اليونسكو سعادة الدكتور حمد الهمامي إلى لجنة التراث العالمي؛ حيث كان هناك تعاون وتنسيق وموائمة بين الوفد السعودي والوفد العُماني والوفود العربية الشقيقة حيال القرارات المطروحة وملفات الترشيح، وقد انعكس ذلك على ظهور الدول العربية بصورة مشرفة كدول داعمة للحفاظ على التراث العالمي؛ كونها تتمتع بوجود الكثير من الأصول الثقافية والتاريخية والأثرية والتراثية.

 

12029421.jpg

 

** لاحظنا خلال الفترة الماضية توجه المنطقة لاستضافة الفعاليات العالمية بعد أن كانت حكرًا على دول معينة.. ما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لكم؟

نجحت كل القطاعات الثقافية في المملكة في استقبال الحدث الثقافي العالمي من خلال تنظيم فعاليات الدورة الـ45 الموسعة للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونيسكو، والتي عُقدت في الفترة من 10 15 سبتمبر الماضي بالرياض. ويأتي ذلك في ظلِ دعمٍ غير محدودٍ تحظى به القطاعاتُ الثقافيةُ من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظهما الله، والتي تعكس الزخم المتصاعد الذي حققته خطة التحول الثقافي المنبثقة عن رؤية “السعودية 2030” والتي دعت إلى تعزيز التنوع الثقافي والتنمية الاجتماعية والثقافية من خلال الاستثمار في القطاعات الثقافية والعلمية والسياحية.

 

** ما الذي يمكن أن تُضيفه هذه الاجتماعات إلى الأجندة الإقليمية والسعودية بشكل خاص؟

نُثمِّن جهود منظمة اليونسكو، وكافّة المراكز الدولية للإسهام في حماية وصون التراث الطبيعي والثقافي في أرجاء العالم، وإطلاق الممكّنات التنموية للتربية والثقافة والعلوم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

ونعتبر هذه الدورة استثنائية بامتياز؛ فهي أهم تجمع ثقافي عالمي تُعتمد فيه المواقع التي تُسجل في قائمة التراث العالمي في اليونسكو. والمملكة تفتخر باستضافتها لهذه الدورة التي تم التحضير لها في فترة قياسية وبجاهزية عالية، فهي أول دورة تنعقد حضوريًا بعد فترة انقطاع لسنوات طويلة؛ الأمر الذي جعل عدد ملفات الترشيح المقدمة 50 ملفًا وهو رقم قياسي على مستوى الدورات السابقة. إضافة إلى الأعمال والملفات الأخرى التي نوقشت في هذه الدورة، ولذا تم تمديد فترة هذا الاجتماع لتكون 15 يومًا بدلًا عن 10 أيام، وقد نجحت المملكة نجاحًا باهرًا في إعداد وتنظيم هذا الاجتماع العالمي في فترة قياسية مما أبهر الحضور والوفود المشاركة وأظهر مدى استعداد المملكة لاستضافة كبرى الفعاليات والمؤتمرات العالمية وبكل جدارة اقتدار ونتطلع لاستضافة اكسبو 2030.

وباعتبارنا مضيفين، فقد قام الوفد السعودي بالترحيب بالوفود المشاركة ومناقشة سبل تقديم الدعم لملفاتهم والتنسيق مع الدول الأعضاء والجهات الاستشارية وأمانة لجنة التراث العالمي بشأنها للوصول إلى صيغ توافقية ملائمة من النواحي الفنية بهدف الوصول إلى الهدف الأسمى وهو المحافظة على التراث الثقافي العالمي وحمايته وعرضه بأفضل الوسائل الممكنة مع الالتزام بالمعايير العالمية المتبعة في هذا المجال.

اجتماعات اليونسكو.jpg

 

وقد شارك في هذه الدورة 195 من الدول الأعضاء والجهات الاستشارية والمنظمات غير الربحية ذات العلاقة واليونسكو مثلها أكثر 3000 ممثل ومشارك ومراقب، وقد رحبت بهم حكومة المملكة العربية السعودية ومؤسساتها الداعمة، حيث أتيحت لنا الفرصة لمشاركة ثراء الثقافة والضيافة والتراث السعودي مع العالم.

وتُظهر استضافة الدورة الخامسة والأربعين الموسعة للجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو الزخم المستمر لخطة التحول الثقافي في المملكة العربية السعودية لرؤية “المملكة 2030″، والتي تدعو إلى التنوع الاقتصادي، وتشجع التنمية الاجتماعية والثقافية. ولا شك أن عقد مثل هذا الحدث الكبير، الذي يتضمن التنسيق العالمي بشأن المحافظة على التراث العالمي، وخصصت اللجنة المنظمة مكانًا رئيسيًا للمؤتمرات على مساحة 4450 مترًا مربعًا يتسع لنحو 4000 مشارك أكبر مكان خالٍ من الأعمدة في المملكة، ومساحة إضافية تشمل 3 قاعات ومواقع للمعارض لاستقبال أكثر من 37 فعالية جانبية، ومعرضًا على مدار أسبوعين، وأكثر من 60 برنامجًا ثقافيًا وجولات إرشادية لتزويد الضيوف بتجارب فريدة في التراث والثقافة والتقاليد والاحتفالات السعودية.

 

** في ضوء ما تمخضت عنه أعمال الاجتماعات.. ما أبرز نتائج هذه الدورة؟

تكمن أهمية هذه الدورة في أننا أكدنا مجددًا التزام المملكة ببناء وتسهيل المزيد من المنصات الدولية للتعاون المفتوح والابتكار والحوار بين المختصين في هذا المجال، حيث قدمت المملكة مشروع قرار إلى لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو خلال أعمال دورتها الـ45 الموسعة التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض يقترح تشكيل مجموعة عمل مفتوحة تضم كل من يرغب من الدول التي اعتمدت اتفاقية 1972 ويهدف القرار إلى قيام هذه المجموعة بدراسة التوازن في قائمة التراث العالمي لإعطاء أولوية للدول التي ليس لديها مواقع أو الأقل تمثيلا على القائمة؛ حيث تم اعتماد مقترح المملكة بالإجماع والتوصية بأن يشكل فريق العمل المفتوح برئاسة السعودية بما يرشحها لقيادته بغض النظر عن استمرارها أو عدمه كعضو في لجنة التراث العالمي.

وأودُ الإشارة هنا إلى أن هذا الحدث كان له وقع على المستوى الإقليمي؛ حيث أظهر اهتمام الدول العربية بالتراث العالمي وتعاونها مع المجموعات الأخرى على مستوى قارات العالم للحفاظ على الموروث العالمي للأجيال القادمة؛ إذ إن الدول العربية ممثلة في اللجنة من خلال وفد المملكة العربية السعودية ووفد سلطنة عُمان ووفد دولة قطر ووفد جمهورية مصر العربية تفاعلت باحترافية عالية وتنسيق وتعاون مع باقي الوفود حيال دعم الملفات والوصول إلى توافقات بشأن المواضيع المطروحة للنقاش؛ مما رفع مستوى الوجود والتأثير العربي على القرارات، وهو ما أكسب المجموعة العربية التقدير والشكر على الجهود المبذولة والتي ساعدت في نجاح الاجتماع.

وقد أدرجت اللجنة في دروتها لهذا العام 47 موقعًا جديدًا في قائمة اليونسكو للتراث العالمي ووافقت على توسيع مساحة 5 مواقع، حيث تحظى هذه المواقع بأعلى درجات الحماية المخصصة للتراث العالمي، ويمكنها أيضًا الاستفادة من فرص جديدة للمساعدة التقنية والمالية التي تقدمها اليونسكو، ويرتفع بذلك العدد الإجمالي للعناصر المدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي إلى 1199 عنصرًا من 168 بلدًا.

اليونسكو.jpg

 

ونظرت لجنة التراث العالمي في حالة صون 263 موقعًا من المواقع المدرجة أصلًا في قائمة التراث العالمي. وشارك في أعمال هذه الدورة للجنة التراث العالمي التي عُقدت في الرياض ممثلون عن الدول الـ195 الأطراف في اتفاقية التراث العالمي، وكذلك ممثلون عن 300 منظمة تقريبًا من منظمات المجتمع المدني، وقد فكر هؤلاء الممثلون في كيفية التصدي للصعوبات العالمية الكبيرة التي يواجها التراث من اضطرابات مناخية أو تنمية حضرية أو ضغط ديموغرافي أو نزاعات مسلحة أو سياحة جماعية.

وعرضت اليونسكو أيضًا دراسات وحلولًا مبتكرة من أجل الصون والإدارة وإذكاء وعي الجمهور، مثل مشروع “الغوص في ثنايا التراث” الذي سوف يتيح لعموم الجمهور من هنا وحتى عام 2025 استكشاف مواقع التراث العالمي عبر الإنترنت.

وخُصِّص تمويل دولي بقيمة إجمالية تبلغ 336000 دولار أمريكي لـ6 مواقع للتراث العالمي تقع في كوت ديفوار وغانا ومصر وهايتي وجزر مارشال وسري لانكا، بغية دعم قيام مشاريع محلية للصون؛ وقد استفاد أكثر من 30 موقعًا من مثل هذه المساعدات المالية خلال عامَي 2022 2023 التي زاد مجموعها عن مليون دولار أمريكي.

 

** ما تعليقكم على إدراج عددٍ من المواقع العربية على قائمة التراث العالمي لـ”اليونسكو”؟

بالفعل أزاحت هذه الدورة الستار عن العديد من المواقع؛ إذ يُعد الوطن العربي موطنًا للتراث الغني والتنوع الثقافي ووجهة تتضمن العديد من المواقع التراثية المؤهلة للتسجيل في قائمة التراث العالمي، التي تمثل حضارات عريقة دلت عليها الاكتشافات الأثرية الحديثة، فهي تضم 93 مواقعا للتراث العالمي لليونسكو. كما حققت المملكة مكسبًا كبيرًا بإدراج اللجنة خلال هذه الدورة “محمية عروق بني معارض”، والتي تقع على الحافة الجنوبية الغربيّة للرُّبع الخالي، وتضم عددًا من التشكيلات الأرضية والمواطن الفطريّة الطبيعية لقائمة التراث العالمي، وتمثل أول موقع تراث عالمي طبيعي في المملكة يسجل على قائمة التراث العالمي.

ولا يسعنا في المملكة العربية السعودية إلّا أن نُهنئ الأشقاء في دولة فلسطين بالإنجاز التاريخي بتسجيل موقع “تل السلطان” الفلسطيني في قائمة للتراث العالمي وقد جرت عملية تسجيله بسلاسة وبالإجماع، والتهاني أيضًا موصولة للأشقاء في تونس بإدراج موقع ” جزيرة جربة” ضمن قائمة التراث العالمي، كما أن نُهنئ أنفسنا في المملكة بتسجيل “محمية عروق بني معارض” ضمن قائمة التراث العالمي؛ لتنضم إلى 6 مواقع سعودية مُدرجة سابقًا على قوائم لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *