اخر الاخبار

أمريكا تعترف بقتل مدني في إدلب بدلًا من قيادي بـ”القاعدة”

اعترفت القوات الأمريكية أنها قتلت مدنيًا بدلًا من قيادي في تنظيم “القاعدة”، بعد عام من استهدافه في بلدة قورقانيا شمالي إدلب، معتبرة أن ما حصل كان خطأ.

وقالت القيادة المركزية الأمريكية، الخميس 2 من أيار، إن القوات الأمريكية أخطأت في تحديد الهدف المقصود، وإن المدني لطفي حسن مسطو، أصيب وقُتل بدلًا من ذلك. 

وذكرت أن التحقيق الذي فتحته إثر الحادثة يتضمن معلومات سرية لا يمكن مشاركتها علنًا، لكن التحقيق خلص إلى أن الضربة تمت وفقًا لقانون النزاعات المسلحة بالإضافة إلى سياسات وزارة الدفاع والقيادة المركزية الأمريكية. 

وأضافت أن التحقيق كشف عن العديد من القضايا التي يمكن تحسينها، وأن واشنطن ملتزمة بالتعلم من هذه الحادثة، وتحسين عمليات الاستهداف لديها للتخفيف من الأضرار المحتملة على المدنيين.

ماذا حدث؟

استهدف طيران مسيّر أمريكي، في 3 من أيار 2023، لطفي حسن مسطو في بلدة قورقانيا، وبعد ساعات ذكرت القيادة المركزية الأمريكية في بيان، أنها استهدفت “قياديًا بارزًا” في تنظيم “القاعدة” شمال غربي سوريا (دون تحديد المكان بدقة)، واعدة بتقديم تفاصيل أكثر.

الدفاع المدني السوري” استجاب للحادثة خلال دقائق، وقال بعد حوالي ساعة عبر “فيس بوك”، إن الرجل قُتل بقصف صاروخي من طائرة مسيّرة مجهولة الهوية، استهدفه في أثناء عمله برعي الأغنام.

حصلت على شهادات محلية حينها، تشير إلى أن الشخص الذي استهدفه الطيران مدني ولا ينتمي لأي فصيل، ولم يشارك بالعمل العسكري في سوريا، ويبلغ 56 عامًا، وهو متزوج ولديه 11 من الأبناء، وهو من أهالي بلدة قورقانيا ومعروف فيها.

وكان لطفي يملك مكبسًا لتصنيع القرميد، ثم عمل في تربية الدواجن ورعي الأغنام، وليس لديه أي مشكلات سابقة، ولم يحمل أي سلاح، بحسب شهادات من أقرباء له وأهالي القرية ل.

تواصلت مع القيادة المركزية الأمريكية منذ 4 من أيار 2023، للتعليق على معلومات تفيد بأن الرجل مدني ولا ينتمي لأي فصيل، والحصول على توضيحات عن ارتباطه بالتنظيم، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا الخبر.

لا تعويض في سوريا

في تقرير سابق أعدته عن الحادثة، قال مدير “المركز السوري للعدالة والمساءلة”، محمد العبد الله، إن وجود العائلة في الشمال لا يمنع من اتخاذ إجراء قانوني، إذ يمكن تعيين محامٍ عن بُعد مقيم في أمريكا، ورفع دعوى على وزارة الدفاع الأمريكية مثلًا.

وأوضح العبد الله ل أن المشكلة تكمن بأن التعاطي في مثل هذه الحالات هو تعاطٍ إداري وليس قضائيًا، باعتبار أنه يُطلب فتح تحقيق بالحالات، وحاليًا هناك تحقيق بدأ في هذه الحادثة، ثم يتم اتخاذ قرار بحسب النتائج.

وأضاف العبد الله أن الشكوى بهذه الحالة هي شكوى مدنية وليست جزائية، ولذلك أكبر ما يمكن الحصول عليه (في مثل هذه الحالات) هو التعويض وإصدار رسائل اعتذار، بعد أن يتم البت في الحالة ومراجعة معلومات الضربة والمعلومات الاستخباراتية والتنفيذ وغيرها، وتقرير ما إذا كانت الضربة صحيحة أو خاطئة.

ونوّه العبد الله إلى أن القوات الأمريكية في حال استهدفت الرجل المدني بناء على وجود شبهة (مثلًا فرار القيادي وبقاء المدني)، أو بناء على معلومات استخباراتية خاطئة، فالقضية مبنية على قصد ملاحقة هدف مشروع، ولا تعد قضية جنائية إنما مدنية.

وذكر مدير المركز الحقوقي، أن المشكلة هي أن وزارة الدفاع الأمريكية لم تنشئ برنامج تعويضات واعتذار في سوريا، لذلك كانت المطالب حاضرة منذ سنوات بتعويض ضحايا الضربات، خاصة شمال شرقي سوريا، خلال محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وقال العبد الله إن من غير الواضح ما إذا كانت وزارة الدفاع الأمريكية تتبع السياسة التي أسستها وأنشأتها، إذ نشرت سابقًا سياسة خاصة بها متعلقة بموضوع الضحايا المدنيين في النزاعات، وعندما يكون الجيش الأمريكي منخرطًا، يُطلب من وزارة الدفاع أن تبت في هذه الحالات خلال 90 يومًا من وقوعها، وبالتالي عليها فتح تحقيق والتأكد إن كان هناك انتهاك أو لا، وإصدار اعتذار وتعويض.


المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *