اخر الاخبار

إدلب.. ارتفاع الأسعار يحول دون دعوات الإفطار في رمضان

يشعر محمود بالضيق لافتقاده اللمة العائلية التي اعتادها حول مائدة الإفطار في شهر رمضان هذا العام، وكان يأمل أن يتمكن من دعوة إخوته للإفطار على سفرة تلم شمل العائلة، لكن ضيق حالته المادية وارتفاع الأسعار حالا دون ذلك.

وقال محمود السالم (41 عامًا) المقيم في مدينة إدلب، إنه هُجّر إلى الشمال السوري برفقة شقيقيه قبل سبعة أعوام، ويقيم كل منهم في مدينة، بسبب ظروف عملهم، لذلك يقتنصون المناسبات للاجتماع وإحياء الجو الأسري.

وذكر ل أن مأدبة الإفطار العائلية تقليد نشأ عليه، يعزز التآلف بين أفراد الأسرة وصلة الرحم، واعتاد الاجتماع خلال رمضان مع إخوته على الإفطار مرة على الأقل في منزل كل منهم، لكن هذا العام لم يجتمعوا لارتفاع الأسعار وتكاليف التنقل.

وأوضح محمود أن أجرته تبلغ وسطيًا نحو 150 دولارًا أمريكيًا في الشهر، يحصل عليها من عمله على سيارة الأجرة، بينما تبلغ تكلفة إعداد وليمة إفطار لشقيقيه 40 دولارًا، أي أجرة عمله لثمانية أيام، وهو مبلغ كبير لا يستطيع تحمله إلى جانب احتياجات العائلة الأساسية.

وتبلغ تكلفة إعداد طبق متواضع للإفطار في شهر رمضان لأسرة من خمسة أشخاص 200 ليرة تركية (6.5 دولار أمريكي)، أي ضعف أجرة عمال المياومة، بعيدًا عن وجود اللحوم في هذه الوجبة.

ويعد شهر الصيام فرصة لاجتماع الأسر على مائدة الإفطار، وتوجيه دعوات للأصدقاء والأقرباء لخلق جو وطقس ودود، لكن الوضع الاقتصادي المتردي قلّص من قدرة الأشخاص على توجيه الدعوات.

أسعار مرتفعة

قبيل شهر رمضان الذي بدأ في 11 من آذار الماضي، ارتفعت أسعار معظم السلع، بينما بقيت أجور العمال على حالها، وتصل الأجرة يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، بينما وصل حد الفقر المعترف به إلى 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.

يبيع عبد الرحمن موسى الخضراوات في إدلب، وقال ل، إن أسعارها في رمضان كانت صادمة، لافتًا إلى أن تكلفة إعداد صحن “السلطة” قارب أجرة العامل بالمياومة، وبلغت نسبة الارتفاع أكثر من 30% عن السعر الطبيعي، ما أدى إلى تراجع المبيعات بنسبة 50% مقارنة بشهر رمضان عام 2023.

وبلغ سعر كيلو البطاطا، وهي مادة رئيسة يعتمد عليها الفقراء لإعداد الطعام، 14 ليرة تركية، وكيلو البندورة 20 ليرة تركية، والخسة 15 ليرة، وكيلو الخيار 40 ليرة تركية، وكيلو الباذنجان 35 ليرة، وكيلو الفليفلة وصل إلى 70 ليرة تركية.

وبحسب رصد لأسعار أبرز السلع الغذائية، فإن سعر ليتر الزيت النباتي 40 ليرة تركية بعد أن كان 35 ليرة، وكيلو الأرز ارتفع من 28 ليرة إلى 33 ليرة، ويباع كيلو “الفريكة” بـ50 ليرة.

ويبلغ سعر الكيلوغرام من لحم الخروف 400 ليرة تركية، ومن لحم العجل 300 ليرة، أما الفروج الذي كان بديل اللحوم فوصل سعر الكيلو منه إلى 80 ليرة تركية.

ووصل سعر “المعروك” صغير الحجم إلى 15 ليرة تركية، ويتراوح ليتر المشروبات الرمضانية من عرقسوس وتمر هندي بين 10 و15 ليرة، بينما بلغ أرخص نوع من الحلويات 75 ليرة تركية.

وتضم مناطق شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، منهم 2.9 مليون نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

وفي 28 من شباط الماضي، أطلق “المجلس الإسلامي السوري” نداء لإغاثة السوريين، خاصة في مناطق شمال غربي سوريا، ودعا المغتربين السوريين لصرف الزكاة وصدقات الفطر لأهلهم وذوي أرحامهم في سوريا، فهم الأولى بالمعروف، وهم في شدة كبيرة وضيق، وفق “المجلس”.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *