اخر الاخبار

رغم خفض الأسعار.. شلل في سوق الهواتف برأس العين

– رأس العين

شهدت أسعار الهواتف في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة انخفاضًا ملحوظًا خلال الأسابيع الماضية، رافقه تراجع في الطلب والشراء.

وبحسب ما رصده مراسل، فإن قلة الطلب على الهواتف دفعت أصحاب المحال إلى تخفيض أسعارها، لكن ذلك لم يحرك السوق الذي وصفه بائعون بأنه “جامد ومشلول”.

التقت عددًا من سكان رأس العين وسألتهم عن إمكانية شراء هاتف جديد، وكانت الإجابات متقاربة، إذ اعتبر قسم منهم أن الهاتف الجديد رفاهية، بينما عزا آخرون عزوفهم عن الشراء للوضع المعيشي الصعب، وعدم قدرتهم المالية.

ياسين المهدي، وهو من سكان مدينة رأس العين، ذكر أنه لم يبع موسم القمح وهو حال معظم الفلاحين، ولا موسم القطن أيضًا، ما يعني أن مردود الزراعات مجمد، وأن الأهالي يكافحون لتوفير احتياجاتهم الأساسية.

مبيعات قليلة

ياسين السرمدي، وهو صاحب محل هواتف في مدينة رأس العين، قال ل، إن انخفاض الطلب على الهواتف أثر على تجارته، وانخفضت المبيعات لديه بنسبة تصل إلى 50% منذ بداية العام الحالي.

وأضاف ياسين أن قلة فرص العمل وضعف الأجور في المدينة هما السبب الرئيس لانخفاض الطلب على الهواتف، ما جعل شراء هاتف جديد أمرًا ليس في أولويات الأفراد رغم وجود رغبة بالشراء.

وذكر أنه خفّض أسعار الهواتف بنسبة 30% لجذب الزبائن، لكن هذا لم ينشط حركة البيع التي بقيت راكدة.

من جانبه، أسعد الفاتح، وهو صاحب متجر هواتف آخر، شكا من تراجع المبيعات لديه، وذكر أنه خسر أموالًا إثر ذلك.

وقال ل، إنه خفّض أسعار الهواتف بنسبة تصل إلى 35%، لكن لا يزال الإقبال ضعيفًا على الشراء، مشيرًا إلى أن ضعف الحركة الحالي لم يشهده منذ افتتاح متجره قبل أكثر من عشر سنوات.

وجاء تخفيض الأسعار على حساب أرباح أصحاب المحال، مع ترك هامش ربح بسيط جدًا.

ورصدت أبرز الهواتف تداولًا في متاجر رأس العين، ومنها طراز “Infinix”، وانخفضت أسعارها من نوع “Hot10″ من 100 إلى 86 دولارًا أمريكيًا، و”Hot20″ من 130 إلى 105 دولارات، و”Not 30” من 140 إلى 125 دولارًا.

وخفّض أصحاب المحال سعر الأجهزة من طراز “Redmi”، وهي الأكثر طلبًا، إذ انخفض سعر نوع “Redmi 9a” من 115 إلى 95 دولارًا، و”Redmi note 12 pro plus” من 300 إلى 265 دولارًا.

وتعد الأجهزة من طراز “Samsung” الأقل تداولًا لغلاء أسعارها، ووصل سعر هاتف من نوع “A15 5G” إلى 170 دولارًا بعدما كان 190 دولارًا، وسعر “S23 fe” إلى 500 دولار بعدما كان 540 دولارًا.

الصيانة نشطة

صاحب محل هواتف آخر في المدينة، صلاح الدين السمعان، قال ل، إن قلة المبيعات دفعته إلى التركيز على صيانة الهواتف بدلًا من بيعها، لأن الصيانة تتطلب تكلفة أقل، وتحقق ربحًا أكبر.

وذكر أن صيانة الهواتف أصبحت المصدر الرئيس لدخله هذه الأيام، فالطلب على صيانة الهواتف لا يزال مرتفعًا نسبيًا.

وأضاف أن الحالة المعيشية والاقتصادية المتردية للأهالي دفعتهم إلى الاعتماد على صيانة هواتفهم القديمة بدلًا من شراء هواتف جديدة، فاهتمامهم منصبّ على توفير الأولويات من غذاء وأدوية.

قطاع واحد ودخل محدود

يعمل معظم سكان رأس العين البالغ عددهم 115 ألف نسمة بالزراعة وتربية المواشي، ولا تتجاوز أجرة العامل في أي مهنة كالإنشاءات والزراعة 30 ألف ليرة سورية يوميًا (نحو دولارين أمريكيين).

مدير غرفة التجارة والصناعة في مدينة رأس العين، هبو الهدار، أوضح ل أن تراجع مبيعات الهواتف والإلكترونيات يعود إلى اعتماد الأهالي بشكل أساسي على الزراعة، الأمر الذي أدى إلى تقلص القدرة الشرائية للسكان.

وقال إن اعتماد الأهالي على الزراعة أدى إلى انخفاض مستويات الدخل، ما جعل شراء هواتف جديدة أو أجهزة إلكترونية أخرى من الأمور غير ذات الأولوية بالنسبة لهم.

وأضاف أن تراجع مبيعات الهواتف والإلكترونيات أثر بشكل كبير على أصحاب المحال التجارية في المدينة، إذ تكبدوا خسائر كبيرة.

وأشار الهدار إلى ضرورة إيجاد مشاريع تنموية في المدينة، ما يساعد في تحسين الوضع الاقتصادي للمنطقة، ورفع القدرة الشرائية للسكان، وبالتالي زيادة الطلب على السلع والخدمات، بما في ذلك الهواتف والإلكترونيات.

تقع رأس العين على الحدود التركية، حيث يسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” بدعم تركي، وتمتلك مظلتها السياسية “الحكومة السورية المؤقتة”، وتحيط بها جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتُعتبر الحدود التركية نقطة الوصول الوحيدة لها إلى العالم الخارجي.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *