اخبار عمان

عالم المصريات زاهي حوّاس: ظفار تزخر بمقومات لا مثيل لها في العالم

◄ اكتشاف آثار فرعونية في عُمان دليل على التبادل التجاري مع مصر قديمًا

◄ المتحف المصري أهم مشروع ثقافي في القرن الـ21

◄ على الإعلام التعامل بحكمة مع الاكتشافات الأثرية المهمة

 

صلالة  فايزة الكلبانية

 

ألقى الدكتور زاهي حوّاس عالم الآثار المصري الشهير والخبير في علم المصريات، محاضرة لأول مرة في صلاله بمحافظة ظفار، وذلك على هامش فعاليات المنتدى العربي الثالث للسياحة والتراث، الذي نظمه الاتحاد العربي للإعلام السياحي عضو الاتحادات النوعية العربية المتخصصة الذي ترعاه جامعة الدول العربية.

وكرّم المنتدى عالم الآثار المصري زاهي حوّاس؛ إذ حصل على جائزة الريادة في الآثار، ضمن أعمال المنتدى الذي شهد حضورَ ومشاركة عدد كبير من الإعلاميين ورجال السياحة وعلماء الآثار من الدول العربية.



 

وتحدث حوّاس في ندوة حوارية عن أهمية السياحة في الدول العربية، ومستقبل السياحة في مصر، مؤكدًا أن الدول العربية تزخر بتراث وآثار مهمة للغاية، مشيدًا بجهود سلطنة عمان في التنقيب عن الآثار.

وأكد حوّاس أن عُمان حباها الله بالعديد من المقومات السياحية الفريدة، مشيرًا إلى أن ما شاهده في محافظة ظفار وولاية صلالة لا وجود له في أي مكان بالعالم، لافتًا إلى وجود العديد من الشواهد والآثار على حضارة عظيمة موجودة على هذه الأرض، وتمكن الاستفادة سياحيًا من خلال تسليط الضوء على الاكتشافات الآثرية المهمة في سلطنة عمان واستثمار الآثار العربية في زيادة أعداد السياح إلى المنطقة.

وأشار حوّاس إلى أن اكتشاف بعض الاثار المصرية في شبة الجزيرة العربية ومنطقة الخليج يدل على وجود علاقات تجارية بين مصر ودول الخليج، وخصوصًا أن إحدى البرديات تقول إن الملك رمسيس الثالث أرسل بعثات تجارية لجلب النحاس من بلد مجاور، يُعتقد أنه في منطقة الجزيرة العربية ومتاخم لسواحل بحرية لذلك من المتوقع العثور على آثار مصرية دول عربية مجاورة.

ونالت محاضرة عالم الاثار المصري التي كانت مصحوبة بصور عن الاكتشافات الأثرية الحديثة التي قام بها حوّاس استحسان واعجاب الحضور؛ حيث تحدث عن أسرار هرم الملك خوفو وعن الأبواب التي عثر عليها داخل الهرم، وكذلك عن الممر الذي عثر عليه منذ شهور قليلة خلف المدخل الأصلي للهرم.

كما تحدث عن اكتشافاته بمنطقة سقارة والتي صورتها “شبكة نتفليكس” في عمل وثائق، وكان الأول علي العالم كله في مجال الأفلام الوثائقية، وخاصة ما عثر عليه بمنطقة جسر المدير بسقارة عن الهرم الجديد الذي عثر عليه بجوار هرم الملك “تتي” أول ملوك الأسرة السادسة منذ حوالي 4300 سنة، كما تحدث عن الأبيار التي عثر عليها داخل الهرم وبداخلها التوابيت والمومياوات.

وأشار خلال محاضرته إلى الاكتشافات التي قام بها عن طريق الأشعة المقطعية والحمض النووي DNA، وكشفه حول كيفية وفاة الملك توت عنخ آمون، وكذلك كشف شجرة العائلة لمومياء الملكة حتشبسوت.

وتحدث عن حفائره بوادي الملوك والتي كانت سببًا في الكشف عن مقبرة الملكة نفرتيتي، وقد عُرض لأول مرة ضمن اكتشاف المدينة الذهبية التي اختيرت كأهم كشف أثري بالعالم كله.

صور (1).jpeg

 

وأكد عالم الآثار المصرية الدكتور زاهي حوّاس أن مصر لا تحتاج إلى تسويق آثارها أو مقاصدها السياحية لأنها الدولة الوحيدة في العالم التي لم تتوقف فيها الاكتشافات الأثرية حتى الآن، وهو ما يسوِّق لآثارها بشكل دوري. ولفت إلى أن المتحف المصري الكبير يمثل نقلة نوعية سياحية لمصر وعنصرًا أساسيًا من عناصر الجذب السياحي، خاصة بعد الخطة الطموحة التي وضعتها الحكومة المصرية لتحقيق ذلك.

وأوضح حوّاس أن المتحف المصري الكبير يعد أهم مشروع ثقافي في القرن الـ21، معربًا عن سعادته بمشاركته في بناء هذا المتحف.

وقال حوّاس إن التعامل مع الإعلام يجب أن يكون مدروسًا، وأن تقوم كل دولة بوضع خطة ترويجية لآثارها واكتشافاتها حتى لا يتحول الإعلام من أداة ترويج إلى أمر سلبي يتسبب في إظهار الدولة بمظهر غير لائق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *