اخبار عمان

“آفات النخيل” تهدد الثروة الوطنية.. ومزارعون يعبرون عن مخاوفهم من الأساليب الحكومية لمكافحة الحشرات

 

◄ الوردي: الحكومة تولي اهتماما كبيرا بمكافحة آفات النخيل مجانا

◄ الحمراشدي: على المسؤولين الاستماع إلى المزارعين والتعاون معهم للحفاظ على النخيل

◄ السناني: يفتقد بعض العاملين الحكمة والخبرة الكافية في رش المبيدات الحشرية

 

اخبار عمان سالمة الشكيلية

يؤكد عدد من المزارعين ضرورة تضافر الجهود للقضاء على آفات النخيل التي قد تتسبب في القضاء على هذه الثروة الوطنية التي تشتهر بها سلطنة عمان، واستماع المسؤولين إلى آرائهم ومقترحاتهم نظرا لما يمتلكونه من خبرات في أعمال المكافحة، وتوفير المبيدات الآمنة التي تكافح الحشرات الضارة ولا تلحق الضرر بباقي النباتات.

وتؤكد وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه أنها تعمل على تأمين الحماية لأشجار النخيل من خطر الآفات والأمراض، وإجراء المسوحات الشاملة والمتابعة المستمرة لاكتشاف الأمراض والآفات في أطوار مراحلها الأولى مما يسهل مكافحتها، وتنفيذ عمليات الرش الجوي والأرضي لحشرة دوباس النخيل، وتوفير المستلزمات والمبيدات والكادر لمكافحة حشرة سوسة النخيل الحمراء، وإدخال التقنيات الحديثة في مجال المسح والاستكشاف والتقارير الميدانية.

ويثمن المهندس سعيد الوردي جهود وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه في مكافحة آفات النخيل وخصوصا مكافحة حشرة “دوباس النخيل” مرتين خلال العام عبر الرش الجوي والأرضي، إذ تتكفل الوزارة بمكافحة الآفات مجانا للحفاظ على هذه الثروة التي تعد من التراث الحضاري العماني.

ويشير إلى أن آفات النخيل قد تتسبب في خسارة المحصول كاملا إذا لم يتم التدخل في الوقت المناسب ورش النخيل وفق الآلية الصحيحة.

ويقول المزارع يوسف الحمراشدي إن حشرة الدوباس تظهر في النخيل خلال موسمي الربيع والخريف، وتبدأ عادة بفقس البيض في شهر أغسطس عند موسم الحصاد، مضيفا: “على الرغم من الجهود الحكومية المشكورة، إلا أن رش المبيدات الكيميائية على النخيل بشكل مباشر أثر على المحصول، وهذه المبيدات تقضي على الدبور الأحمر الذي يتغذى على الدوباس”.

ويتابع: “يجب إيجاد حل فعّال لآفات النخيل لأنها تتسبب في خسائر فادحة للمزارعين، لأن العلاج الموجود حاليا يعتمد على قتل جميع الحشرات سواء الضارة أو النافعة، وهناك بعض الوسائل التي استخدمتها وأدت إلى نتائج فعالة مثل زيت الشريش وهو مبيد طبيعي صديق للبيئة، وكذلك بوردة النيم وهي عبارة عن خلط الفلف الحار مع الفلفل الأسود والخل والتي تعتبر من الخلطات الفعالة والناجحة في القضاء على هذه الآفات، بالإضافة إلى الرماد والذي يعد من أكثر الخلطات الطبيعة الناجحة للقضاء على آفات الأرض والحشرات وكذلك ذبابة الفاكهة”.

ويشدد الحمراشدي على ضرورة  التعاون بين المزارعين والجهات الحكومية وأن يستمع المسؤولون لمقترحات المزارعين، والاتفاق على منهجية فعّالة لمكافحة آفات النخيل وعدم إرغام المزارعين على اتباع منهج معين قد يرونه غير مجد.

ويرى الحمراشدي أن فكرة الاستمطار الصناعي غير مناسبة لأنها تعتمد على مواد كيميائية أيضا قد تضر بالتربة والمحصول حتى ولو لم يكن التأثير بشكل مباشر فإن التربة قد تتأثر مع مرور السنين، مؤكدا أن الأمطار الطبيعية هي الوسيلة الأفضل لتغذية التربة والنبات.

من جانبه، يؤكد المزارع إبراهيم السناني أن الجهات الحكومية المعنية أفادت المزارعين بشكل كبير فيما يخص طرق مكافحة الآفات التي تهاجم أشجار النخيل، وأنه من خلال التجارب التي كان يقوم بها المزارعون في السنوات الماضية بالإضافة إلى الخبرات التي قد اكتسبوها مسبقا من الكتيبات التي تقوم الحكومة بنشرها بهدف تثقيف المواطنين، فإن المزارعين يمكنهم الآن الاعتماد على أنفسهم للقضاء على هذه الآفات.

ويعتبر أن المزارع هو القادر على تحديد الجزء في أشجار النخيل الذي يحتاج إلى العلاج، دون الحاجة إلى إلى رش المساحة المزروعة بالكامل، حيث يفتقر الكثير من العاملين على رش المبيدات الحشرية في الحكومة للخبرة الكافية، ولذلك من غير الآمن تسليم الأراضي المزروعة لهم، لأن هذا الأمر يؤدي إلى إتلاف جميع المزروعات وليس فقط المتضررة منها، موضحا: “علينا نحن المزارعين الاعتماد على أنفسنا لعلاج تطورات هذه الآفات بتحديد موقع الضرر وعلاجه، كما أن هناك خطورة كبير في استخدام بعض المبيدات الحشرية المستوردة والاستخدام الخاطئ لبعض المبيدات قد يتسبب في إصابة المزارعين بالأمراض”.

وعن الاستمطار الصناعي فيقول: “هذا الأمر له مميزاته وسلبياته، ولكن الأمطار الطبيعية هي أفضل شيء للمحاصيل المختلفة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *