اخر الاخبار

عبد اللطيف عبد الحميد ينهي رحلته بعد 15 فيلمًا سينمائيًا

طفل صغير حط رحاله في مدينة اللاذقية على الساحل السوري، وتخرج في جامعة “تشرين”، وبعدها درس السينما في روسيا وأنجز 15 فيلمًا سينمائيًا، ثم توفي وعمره 70 عامًا.

تفاصيل كثيرة تحملها حياة المخرج السوري عبد اللطيف عبد الحميد، الذي أعلن عن وفاته في دمشق، الخميس 16 من أيار، على الأقل بوصفه أحد المخرجين السينمائيين القلائل ممن أنتجت لهم “المؤسسة العامة للسينما”.

15 فيلمًا سينمائيًا هي حصيلة عبد اللطيف عبد الحميد، منذ فيلمه الأول “ليالي ابن آوى” في 1988، وصولًا إلى فيلم “الإفطار الأخير” في 2021.

تحاشى عبد الحميد الاشتباك المباشر مع السلطة في سوريا، سواء في تصريحاته الصحفية أو في أفلامه، واتجه للاشباك مع المجتمع حتى لو اتخذت هذه الأفلام أبعادًا سياسية.

في بنية هذه الأفلام، نجد تأثير السياسة على حياة الأبطال، لكن السياسة نفسها ومسؤوليها لا يتحملون المسؤولية بشكل مباشر.

بعد ثلاث سنوات من “ليالي ابن آوى”، عُرض فيلم “رسائل شفهية” في عام 1991، وهو أحد الأفلام الأكثر شهرة في السينما السورية، والذي يحكي عن شاب ريفي خجول يرسل رسائل لجارته عبر شاب آخر.

تباينت الآراء بعد وفاة عبد الحميد، الذي اتهم مرارًا بأنه “الابن المدلل” لـ”المؤسسة العامة للسينما” لإنتاجها كل أفلامه، على عكس مخرجين آخرين.

الممثلة سلاف فواخرجي قالت في منشور عبر “فيس بوك“، الخميس، “أستاذي وصديقي لا تكفيك كل الدموع”.

فيما قالت الممثلة ريم علي، في “فيس بوك“، “أيها الرقيق اللطيف، أترحل بكل هذه الخفّة و الوداعة؟ عزائي لنا و لكل محبيك، لكل عاشق لأفلامك”.

النحات عاصم الباشا اعتبر أن عبد الحميد كان من جملة من حصل على منحة لدراسة السينما في موسكو بـ”الواسطة”، متهمًا إياه بالطائفية وكأن “المؤسسة العامة للسينما” صُنعت لأمثاله.

الاتهام نفسه وجهه الصحفي علاء محمد، الذي هاجم عبد الحميد وأفلامه “الذي كانت أكثر إساءة لجبال العلويين بعد الحقبة العثمانية”، ولم يعرف الفرق بين “الفقر والجهل”.

بعد أربع سنوات من “رسائل شفهية”، قدم عبد الحميد فيلم “صعود المطر” الذي يحكي عن كاتب مبدع يعاني من أزمات عدة، دخل فيه المخرج في دماغ الكاتب محاولًا إلقاء الضوء على الأزمات الاجتماعية، على رأسها الفقر.

الفقر عنصر دائم في أفلام عبد الحميد، وكأنه يحمله مسؤولية المشكلات كلها، لكنه أيضًا تحاشى مرارًا الإشارة إلى المسؤول الأول عن فقر المجتمعات، وتجهيل البيئة الإنسانية في سوريا.

توالت أفلام عبد الحميد، وأخرج أفلام “نسيم الروح” 1998، و”قمران وزيتونة” 2002، و”متر مربع” و”ما يطلبه المستمعون” (كلاهما في 2003).

في 2007، عرض فيلمه “خارج التغطية”، الذي روى فيه حكاية حب معقدة بين صديق مخلص لصديقه المعتقل، وزوجة الأخير، علاقة حب محرمة نتجت عن الحرمان والفراغ العاطفي والأزمات.

لكن عبد الحميد يتحاشى مجددًا، برغم جمالية الفيلم وإتقان عناصره الفنية، الإشارة إلى المسبب الأول لهذه الأزمات، على رأسها الاعتقال لأسباب سياسية.

ويمكن ملاحظة الأمر نفسه في الأفلام التالية، (أيام الضجر 2008، مطر أيلول 2010، العاشق 2011، بانتظار الخريف 2015) فالسلطة حاضرة دومًا، لكن دون إدانة مباشرة لها.

هناك ثلاثة عناصر حاضرة دومًا في أفلام عبد الحميد، السلطة والحب والفقر، في محاولة لصنع بعد إنساني للقصص والحكايات والأبطال، نجح تارة وفشل أحيانًا أخرى.

وطيلة مسيرته السينمائية، حاز عبد الحميد 15 جائزة محلية ودولية، أولاها جائزة “الزيتونة الذهبية” من مهرجان حوض المتوسط في جزيرة كورسيكا، عن فيلم “ليالي ابن آوى”، وآخرها جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان دمشق السينمائي 2008.

المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *