كيف استولت حماس على غزة؟

بالتزامن مع الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة حماس وباقي الفصائل الفلسطينية، لا تزال أنظار العالم موجهةً إلى قطاع غزة وكيف استولت حماس على غزة.

كيف استولت حماس على غزة؟

بدأت مظاهر الانقسام بين حركتي فتح وحماس تطفو على السطح مع زيادة شعبية حركة “حماس” التي تأسست عام 1987، إبّان انتفاضة الحجارة، ومنافستها لحركة فتح التي تأسست عام 1965، والتي كانت تُمثّل القيادة التقليدية للفلسطينيين منذ عشرات السنين.

وفي أغسطس من السنة التالية، نشرت الحركة ميثاقها الذي أعلنت فيه عن هويتها الدينية الخالصة.

ورد في الميثاق أن الحركة “جناح من أجنحة الإخوان المسلمين بفلسطين، وأنها تعتبِر أرضَ فلسطين وقفاً إسلامياً”.

ذكر الميثاق أيضاً أن هدف الحركة هو “تحرير فلسطين كاملةً من النهر إلى البحر”.

ومرت الحركة خلال السنوات الأخيرة بالعديد من المحطات الأساسية، كأن تحالفت مع النظام الإيراني وحلفائه خاصة سوريا وحزب الله اللبناني.

كذلك، اضطرت الحركة في سنة 2017 للإعلان عن فك ارتباطها التنظيمي بجماعة الإخوان المسلمين.

كان وصول حماس إلى السلطة سبباً في وقوع الانقسام الكبير بين الفصائل الفلسطينية، فمن جهة، اتهم قادة حماس حركة فتح بمحاولة الإطاحة بحكومتهم وإفشالها، ومن جهة أخرى، رفضت إسرائيل والولايات المتحدة وأغلب الدول الأوربية الاعتراف بحكومة حماس أو التعاون معها.

في 14 يونيو 2007م، أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ثلاثة مراسيم رئاسية أقال بموجبها إسماعيل هنية وحكومته وأعلن حالة الطوارئ في الضفة الغربية وقطاع غزة، كما أمر بتشكيل حكومة طوارئ، مبرراً ذلك بما وصفه “المحاولة الانقلابية العسكرية ضد الشرعية الفلسطينية وانتهاك القانون الأساسي الفلسطيني وقانون السلطة الفلسطينية من قِبل ميليشيات خارجة على القانون في القطاع”، في إشارة إلى حماس.

من ناحيتها، اعتبرت الحركة تكليف السياسي المستقل سلام فياض بتشكيل حكومة طوارئ “انقلاباً ضد الشرعية وتجاوزاً لكل القوانين الفلسطينية”.

وحينذاك، أصدرت ما عُرف باسم “الكتاب الأبيض”، قدمت فيه الأسباب التي دفعتها للانقلاب على السلطة الرئاسية.

على مدار ما يزيد عن 16 عاماً، حاولت العديد من الأطراف العربية التدخل لعقد الصلح بين حركتي فتح وحماس.

في سبتمبر 2020م، خطت المصالحة خطوة جديدة عندما أعلنت فتح وحماس إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون ستة أشهر. الأمر الذي لم يتم تنفيذه على أرض الواقع.

وفي أكتوبر 2022م، وقع 14 فصيلاً فلسطينياً على “إعلان الجزائر” بهدف تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، بمشاركة 70 سفيراً من سفراء الدول دائمة العضوية في الأمم المتحدة.

على الرغم من كل تلك الجهود، والتي شهدت عقد عشرات اللقاءات والاتفاقات الثنائية الموقع عليها من الجانبين، فشلت كافة المحاولات الداخلية والمحلية في احتواء الموقف.

وبقيت السلطة الفلسطينية موزعة حتى اللحظة بين حركة فتح التي تفرض سيطرتها على أراضي الضفة الغربية وحركة حماس التي تحكم قطاع غزة، وفقاً لوسائل إعلام فلسطينية.

اقرأ أيضاً: ما معنى كلمة غزة ولماذا سميت بـ غزة هاشم؟