اخر الاخبار

الهلال و”الورث الحلال”.. اعيدوا حساباتكم قبل أن تُهلكوا! – Bawabaa Sports | بوابة الرياضة

الهلال وصل نصف نهائي دوري أبطال آسيا ويتصدر دوري روشن السعودي

حين نشتري أي شيء ويُفاجئنا بجودته نقول “ماله حلال”، حين نشتري منتج ويصمد رغم الظروف الصعبة نقول “ماله حلال”، ويُقال أيضًا أن أكثر الأموال حلالًا هي أموال الإرث بالنسبة للوارث، لأنها حتى لو كانت حرامًا فالإثم يعود على المتوفي وليس الوارث، إلا لو تضمنت أموالًا للناس فهنا وجب ردها.

المتابع لدوري روشن السعودي هذا الموسم يلحظ الفارق الواضح بين “مشتريات” الأندية خلال سوق الانتقالات الصيفي الأخير، يلحظ ببساطة أن صفقات الهلال الأجنبية تتفوق على الجميع، حتى جعلنا الأمر نظن أن الزعيم ورث أموال سوق الانتقالات .. فهي الأكثر حلالًا من غيرها!

وهنا لا أتحدث فقط عن الجودة الفنية والقوة البدنية، لأن هنا قد لا يكون الاختلاف كبيرًا بل ربما بعض الأسماء في أندية منافسة تتفوق، مثل كريم بنزيما ونجولو كانتي وفيرمينو وساديو ماني، لكن أتحدث عن الروح القتالية والتضحية وبذل الجهد والحماس والرغبة والإيثار والالتزام والشخصية والعقلية والإصرار على النجاح.

ما نراه من نجوم الهلال الأجانب هذا الموسم يفوق الخيال، لا أعتقد أن أحدًا توقعه! لم نتوقع أبدًا أن يلعب أولئك النجوم بتلك الروح والحماس والشخصية بعد حصولهم بالفعل على عقود مالية مغرية جدًا، وفي نفس الوقت نلحظ الكثير من اللامبالاة وانعدام الحماس والجدية من نجوم الأندية الأخرى.

الهلال ضم 8 أجانب وأضاف لهم تاسعًا في يناير، لم يفشل أي لاعب فيهم، لم يبخل أي منهم في جهده وحماسه، لم يُظهر أي منهم عدم التزام أو إصرار أو رغبة في اللعب والتعب لصالح الفريق، فيما في المقابل رأينا في الأندية الأخرى نجوم تنجح بشدة ونجوم تُعاني ولا تقدم المطلوب والمنتظر .. المهم أن نسبة النجاح لم تكن 100% إلا في الفريق الأزرق!

هنا نقف ونسأل، هل المسألة توفيق فقط؟ أم أن العين التي اختارت أصابت جدًا ولم تكن اختياراتها عشوائية؟ أم هو المدرب جورج جيسوس بشخصيته الصارمة من فرض الالتزام والتضحية على الجميع؟ أم أن الإدارة بتعاملها العادل دفعت الجميع للعمل دون كلل أو ملل؟ أم أن الجمهور بانتصاره دومًا للكيان على حساب أي نجم هو سر ذلك النجاح الفريد؟

الإجابة باعتقادي تجمع كل ما سبق .. فالعين التي اختارت في الهلال لم تعتمد على الأسماء ومقاطع اليوتيوب وأرقام الإحصائيات بل ذهبت لبُعد آخر هو البعد النفسي والذهني وشخصية اللاعب، والمدرب فرض الالتزام على الجميع وأوضح لهم أن الملعب هو المعيار الوحيد لأحكامه، وكذلك الإدارة التي أطلقت يد المدرب وعدلت بين الجميع، وأخيرًا الجمهور الذي يُساند الكل لكن لصالح الهلال نفسه وليس على حسابه أبدًا.

الأندية المنافسة، النصر والاتحاد والأهلي، امتلكت بعض تلك العوامل، أحدهم امتلك المدرب الحاسم وآخر الإدارة العادلة وثالث الجمهور الداعم، لكن لا أحد منهم امتلك كل ذلك معًا إلا الهلال .. ولذا لا نستطيع إلا أن نقول أن “صفقاته حلال” ولذا استطاع بهم أن يحظى بموسم تاريخي حقق به إنجاز عالمي وحسم لقب الدوري وبات على أعتاب نهائي دوري أبطال آسيا.

ربما الرسالة التي يحملها هذا الموسم للنصر والاتحاد والشباب أن أعيدوا حساباتكم في سوق الانتقالات المقبل لتخرجوا بنتائج أفضل الموسم القادم .. لا تُخدعوا بأسماء وأرقام وادرسوا الشخصية واستطلعوا الرغبة قبل كل شيء، وإلا سيُواصل الهلال أكل الأخضر واليابس في السعودية وآسيا وستظلون في مقاعد المشاهدين تصفقون لإنجازاته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *