اخر الاخبار

ما قصة “شقيق الجولاني” الذي أثار الجدل في إدلب

تداولت مواقع إخبارية وقياديون منشقون عن “هيئة تحرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب أخبارًا مفادها أن شقيق “أبو محمد الجولاني” ماهر حسين الشرع، يعمل حاليًا نائبًا لوزير الصحة في حكومة “الإنقاذ”، وأن وجوده يخالف قرارات الحكومة، إذ كان يعمل في مناطق سيطرة النظام السوري حتى عام 2020.

الشرعي السابق في “تحرير الشام”، “أبو يحيى الشامي”، قال إن ماهر حسين الشرع يسيطر حاليًا على ملف الصحة في إدلب بصفة نائب الوزير، ويعمل في المستشفى “الجامعي” في المدينة باختصاص “البولية”، ومرشح لاستلام مهام أكبر إن لم يكن علنًا ففي الخفاء، حسب قوله.

وذكر “أبو يحيى” أن الطبيب الشرع كانت له عيادة في بلدة خان أرنبة التابعة للقنيطرة في شارع حضر حتى نهاية عام 2020، ثم غادر إلى الإمارات، ثم روسيا حتى صيف عام 2022، ودخل بعدها بسلاسة ويسر إلى إدلب عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا.

وأضاف الشرعي السابق أن النظام وحليفه الروسي لم يتعرضا للطبيب الشرع حتى عام 2022، رغم أن “الجولاني” أعلن عن هويته وانتسابه لحسين علي الشرع منذ عام 2016، والاستخبارات الدولية تعرفه ما قبل هذا التاريخ.

“الإنقاذ” توضح

قالت “حكومة الإنقاذ” في توضيح ل، إنها عملت منذ تأسيسها عام 2017 على الاهتمام بالكوادر وأصحاب الخبرات والكفاءات واستقطابهم لبناء مؤسسات المنطقة، وعلى رأسهم الكوادر الطبية والتخصصات النادرة.

وأضافت أنه من بين هذه الكوادر، الدكتور ماهر الحسين من مواليد دمشق 1973، وفي عام 1999 حصل على الدكتوراه في العلوم الطبية قسم الجراحة النسائية، علاج العقم والاخصاب المساعد، وجراحة الأورام، والجراحة التجميلية، والدبلوم في إدارة النظم الصحية.

وذكرت أنه عمل في سوريا لدى وزارة الصحة رئيسًا لقسم التوليد والجراحة النسائية منذ عام 2004 حتى 2012، وتعرض للاعتقال من قبل قوات النظام عام 2012، وبعد خروجه من السجن سافر هربًا من آلة بطش النظام.

وبحسب الحكومة، فإن الطبيب تنقل كاستشاري في الجراحة النسائية بين عدة دول عربية إقليمية وغربية، ومؤخرًا عمل في الشمال السوري بين 2022 و2023 بما فيها فترة حدوث الزلزال.

وفي ظل التخاذل الدولي عن الاستجابة اللازمة للمنطقة والنقص في كوادر بعض التخصصات الطبية، أولت “الإنقاذ” أهمية كبيرة لاستقطاب أصحاب الخبرات من السوريين المقيمين في الخارج، لتدعيم كوادرها وسد النقص ضمن قطاعها الطبي، وفق توضيحات الحكومة.

وبسبب ذلك، تواصلت مع العديد من الأطباء لدخول الشمال السوري، وقدمت التسهيلات لدخولهم، ومن ضمن الأطباء الذين دخلوا مناطق سيطرة المعارضة عقب كارثة الزلزال الدكتور ماهر الحسين، وأجرى العديد من العمليات الجراحية الحرجة.

وقالت “الإنقاذ” إن الدكتور ماهر تخلى عن العديد من العروض المغرية في أكبر المستشفيات خارج البلاد وعاد إلى الشمال للمساهمة في بناء المؤسسات المتعلقة بالجانب الصحي، لينقل إليها تجارب عمله في هذا المجال لمدة تتجاوز 25 عامًا.

وبعد انطلاق حكومة “الإنقاذ” في دورتها الثامنة، عينت الدكتور ماهر مستشارًا لوزير الصحة.

وبحسب توضيحات “الإنقاذ”، فإن الدكتور ماهر لم يكن الشخصية الوحيدة التي عادت إلى الشمال، فقد قدم الدكتور مروان شعبان من كندا، والدكتور مؤيد غزلان من إسبانيا، وما يزال الشمال مهيئا لعودة النخب السورية للمساهمة في عملية البناء والتطوير، حسب “الإنقاذ”.

الطبيب ماهر حسين الشرع (medikey)

الطبيب ماهر حسين الشرع (medikey)

دون نفي أو تأكيد

لم تؤكد “الإنقاذ” أو تنفي صحة ارتباط الطبيب ماهر الشرع بقائد “تحرير الشام”، “أبو محمد الجولاني”، كما تجنبت توضيح ما إذا كان يعمل في مناطق سيطرة النظام السوري حتى عام 2020.

وبحسب موقع “prodoctorov” الروسي لمراجعة الأطباء، وبحسب السيرة الذاتية للطبيب ماهر الشرع، فإنه عمل استشاريًا في التلقيح الصناعي في مستشفى “أورينت” للإخصاب والوراثة في دمشق من عام 2008 إلى 2013، وعمل في مستشفى “أبها” للولادة والأطفال جنوب غربي السعودية من عام 2014 حتى 2018، وعمل في المركز الطبي في روسيا “Es Class Clinic” في 2018.

وبحسب الموقع، فإن الطبيب هو خريج أكاديمية فورونيج الطبية الحكومية الروسية عام 2000.

من “الجولاني”

يقود “أبو محمد الجولاني” حاليًا “هيئة تحرير الشام” وهو أحمد حسين الشرع، وينحدر من منطقة الجولان جنوبي سوريا، ولد في الرياض بالمملكة العربية السعودية عام 1982، وعاد إلى سوريا بداية عام 1989.

نشأ “الجولاني” وسكن في حي المزة بدمشق في منطقة فيلات شرقية، وكانت ميوله الإسلامية تكاد تكون معدومة، تأثر بالانتفاضة الفلسطينية في عامي 1999 و2000، ونصحه أحدهم بالذهاب إلى المسجد والصلاة فيه والالتزام بالصلاة في المسجد، وفق ما قاله “الجولاني” في مقابلة له.

ذهب إلى العراق بعد الغزو الأمريكي عام 2003، وترقى في صفوف تنظيم “القاعدة” بالعراق، ويُقال إنه أصبح مساعدًا مقربًا لزعيمه “أبو مصعب الزرقاوي”.

اعتقله الجيش الأمريكي واحتجز في معسكر “بوكا”، وبعد إطلاق سراحه عام 2008، عمل مع “أبو بكر البغدادي”، زعيم “دولة العراق الإسلامية” حينها (قبل مقتله)، ثم عُيّن رئيسًا لجهاز الاستخبارات الباكستاني في محافظة نينوى.

عاد “الجولاني” إلى سوريا عام 2011، وأسس “جبهة النصرة” كمجموعة فرعية من تنظيم “الدولة”.

عام 2013، رفض تعليمات “البغدادي” بحل “النصرة” كجماعة مستقلة وجعلها جزءًا من تنظيم “الدولة”، وتعهد بالولاء لتنظيم “القاعدة” وزعيمها حينذاك “أيمن الظواهري”.

أدرجته الولايات المتحدة على قائمة “الإرهابيين” في أيار 2013، على أنه “إرهابي عالمي محدد بشكل خاص”.

عام 2016، أعلن “الجولاني” أن “النصرة” غيرت اسمها إلى “جبهة فتح الشام” وقطعت صلاتها بتنظيم “القاعدة”.

قطع العلاقات لم يكن مقبولًا من المجتمع الدولي، وفي أيار 2017، عرض مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل معلومات تؤدي إلى تحديد هويته أو موقعه.

أوائل عام 2017، أعلنت “جبهة فتح الشام” عن تشكيل “هيئة تحرير الشام”، وفي تشرين الأول 2017، تم قبول استقالة هاشم الشيخ (أبو جابر) من مسؤوليته كقائد عام لـ”الهيئة”، وتكليف “الجولاني” بتسيير أمور الفصيل.


المصدر: عنب بلدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *