اخر الاخبار

نقضوا العهد وخالفوا الوعد.. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الخميس 09 مايو 2024 | 07:57 صباحاً


اللواء رأفت الشرقاوي

كتب : علام عشري

وجه اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق رسالة هامة للعالم قائلا: فرحة عارمة عاشها العالم والشعب الفلسطينى عندما أعلنت مصر موافقة حركة حماس على قبول وقف إطلاق النار ، الذى كانت قد وافقت عليه السلطات الإسرائيلية من قبل ، ولكن بنى صهيون كعادتهم نقضوا العهد وخالفوا الوعد على مر التاريخ ومع كافة الرسل والأنبياء فهم لا يلتزمون بشئ كان ، حتى لو كان هذا الوعد والعهد قد طرحوه من قبل .

دخلت حرب غزة منعطفا جديدا بعد إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرة قوات خاصة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح حيث كانت المعونات الدولية تدخل من خلاله إلى القطاع ، الجيش الإسرائيلي قال إن ما وصفه بالعملية “محدودة النطاق” في رفح تهدف إلى قتل مسلحي حركة حماس وتفكيك البنية التحتية التي تستخدمها الحركة التي تدير القطاع المحاصر ، وأضاف أن قواته تعمل في منطقة محددة في شرق رفح، وأنه تم إجلاء الغالبية العظمى من السكان في منطقة العمليات العسكرية.

في تصعيد خطير للأحداث على الحدود المصرية ، أعلن الجيش الإسرائيلي ، عن السيطرة الكاملة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ، ورفعت الأعلام الإسرائيلية هناك بعد عملية عسكرية ، هذا الاجتياح الإسرائيلي لشرق رفح والسيطرة على المعبر البري من الجانب الفلسطيني ، يمثلان انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ، والقانون الدولي الإنساني، ويقوضان فرص تثبيت التهدئة وإحياء المسار السياسي ، كما يعد ذلك انتهاكا صارخا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل ، وملاحقها الأمنية ، التى تنص بوضوح في موادها على التزام الطرفين بصون سيادة وسلامة أراضي كل منهما ، وحظر اللجوء إلى التهديد أو العنف المسلح ، فضلًا عن ضمان احترام الكرامة الإنسانية والحقوق الأساسية للسكان في الأراضي الخاضعة للاحتلال ، وأضاف أن ما تقترفه إسرائيل من جرائم ممنهجة بحق المدنيين العزل في رفح ، يتنافى تمامًا مع جوهر ونصوص اتفاقية السلام ، التي كان يُفترض أن تضع حدًا للنزاع ، ليس فقط بين مصر وإسرائيل ، وإنما بين إسرائيل وجيرانها العرب ، كما أكدت على ذلك ديباجة الاتفاقية. مما يمنح مصر الحق القانوني الكامل في تعليق العمل بالاتفاقية أو الانسحاب منها ، وفقًا لقواعد القانون الدولى .

نصت اتفاقية كامب ديفيد على إقامة مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود المصرية الإسرائيلية ، وهو ما خرقته إسرائيل باجتياحها لرفح بقواتها وبإدخال المعدات الثقيلة ، محذرا من مغبة استمرار الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة والمتكررة لأحكام اتفاقية كامب ديفيد .

مصر بصفتها دولة طرف في اتفاقية السلام ودولة جوار وراعية للمصالحة الفلسطينية ، لديها مصلحة مشروعة في الحفاظ على استقرار الأوضاع في المنطقة ، وهو ما يخولها التحرك على كافة المستويات السياسية والدبلوماسية والقانونية لوقف التصعيد .

اتفاقية كامب ديفيد أكدت على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية ، والتي انتهكتها إسرائيل بشكل صارخ من خلال استهداف الأبرياء في رفح والاجتياح البري ، كما أن معاهدة السلام تضمنت التزامًا بانسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين إلى حدود ما قبل يونيو ١٩٦٧ ، مع حظراللجوء إلى التهديد أو استخدام القوة ضد السلامة الإقليمية أو الاستقلال السياسي للطرفين ، في حين أن الاجتياح الإسرائيليي لرفح ينتهك هذا النص بشكل سافر، حيث يمثل تعديًا على سيادة الأراضي الفلسطينية، وتهديدًا محتملًا للأمن القومي المصري، مشدداً على أن ذلك يهدف إلي تهجير سكان غزة إلى سيناء ما يمثل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري ، وما يستدعي مراجعة القاهرة لعلاقتها بتل أبيب ، والنظر في خيار الانسحاب من اتفاقية السلام وفقاً لما تقضي به المواثيق الدولية.

  مصر يمكن أن تقدم شكوى رسمية لمجلس الأمن الدولي بوصفه الجهة المنوط بها حفظ السلم والأمن الدوليين، لإدانة الانتهاكات الإسرائيلية وحثها على الالتزام بوقف إطلاق النار وباتفاق التهدئة ووقف كافة الأعمال العدائية، أو أن تطلب عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لبحث تداعيات الموقف وتنسيق مواقف إقليمية ودولية ضاغطة على إسرائيل ، وإمكانية لجوء مصر للمطالبة بتفعيل اتفاقية السلام من خلال اللجنة المشتركة المنصوص عليها في الاتفاقية ، أو اللجوء إلى آليات تسوية المنازعات المنصوص عليها فيها كالتحكيم الدولي ، لإلزام إسرائيل بوقف انتهاكاتها واحترام التزاماتها القانونية تجاه الشعب الفلسطيني وتجاه دول الجوار ، وأكد أيضاً أن الإجراءات العسكرية أحادية الجانب التي تقوم بها إسرائيل تقوض فرص تحقيق السلام العادل والشامل، مشددًا على أهمية استئناف المفاوضات والعمل الدبلوماسي البنّاء لإنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه غير القابلة للتصرف ، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليمي ، مع أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في وقف جرائم الحرب الإسرائيلية، ووضع حد لسياسة الإفلات من العقاب ، وضمان مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني ، تمهيدًا لتحقيق سلام عادل وشامل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني ويصون الأمن القومي المصري. حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن أي هجوم عسكري على رفح جنوبي القطاع ستكون له تداعيات كارثية وسيكون خطأ استراتيجيا، داعيا كل من له تأثير على إسرائيل للعمل على ثنيها عنه، وفق تعبيره ، كما حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، من تأثير انخفاض إمدادات المساعدات على المدنيين، عقب سيطرة إسرائيل على معبر رفح ، وقالت لويز واتريدج، المتحدثة باسم الوكالة، لبرنامج اليوم على إذاعة بي بي سي: “أكبر مشكلة نواجهها في الـ ٢٤ إلى ٤٨ ساعة الماضية هي المعبر الحدودي وعدم وجود إمدادات ومساعدات كافية”، وأضافت إن الوضع “مقلق للغاية”. من جانبها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن العملية الإسرائيلية في رفح ستعقد بشكل كبير إيصال المساعدات إلى سكان غزة، وأنه إذا أغلق معبر رفح لمدة طويلة سيكون من الصعب تجنب المجاعة في القطاع. 

قال مصدر رفيع المستوى، إنّ مصر تحذر من تفاقم الوضع الإنساني المتردي في غزة نتيجة العمليات الإسرائيلية ، وتبذل أقصى جهد للتوصل إلى هدنة شاملة ، وأضاف المصدر في تصريحات لـ”القاهرة الإخبارية”، أنّ القاهرة تستضيف اجتماعات بمشاركة وفود قطر والولايات المتحدة وحماس ، لاستكمال المباحثات بهدف التوصل إلى هدنة شاملة في قطاع غزة. وذكر المصدر رفيع المستوى أنّ هناك جهودًا مصرية مُكثفة مع مختلف الأطراف لاحتواء الوضع في قطاع غزة.

حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وجنبها شر الفتن والاحقاد والشائعات والضغائن والحروب ، اللهم إنى استودعك مصر وأهلها أمنها وأمانها ، ليلها ونهارها ، أرضها وسمائها ، فاحفظها ربى يا من لا تضيع عنده الودائع .

المصدر: بلدنا اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *