اخبار عمان

السمت العماني تجسده القيادة | جريدة الرؤية العمانية

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

 

ليست المرة الأولى يتم الكلام فيها عن تداخل الحكمة وصلة السمت العماني بها، والمشتركات القيمية الداخلة في تأليف النسيج العماني، ومن المعروف ان التداخل بين ممسكات الارث المجتمعي قاد إلى وجود حكماء منفتحين على مجتمعهم، اي الحكيم الذي يستوعب مفردات النسيج العماني ومتطلبات الحوار فيه، وتحديد مكان قول الحكمة.

مفهوم التداخل الذي نعنية هو “نتاج ثقافي معولم”، الذي نقل المجتمعات إلى شكل اخر غير عن ما هو معروف به، غير ان هذا التداخل الذي جلبته العولمة، لم يتموضع، ولم يشكل ظاهرة في مجتمع يتفرد بسمت خاص به، صحيح ان هناك ثقافات استوردت واقتحمت حدود “السمت العماني” ولكنها مجرد فقاعات شأنها شأن غثاء السيل الذي لا يثبت في الارض.

وفي ظل التحديات والتغيرات المتسارعة، يتحدث وريث الحكمة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه، من تحت قبة “مجلس عمان” مناديا بوجوب العمل على استثمار “السمت العماني” قائلا حفظه الله “اننا اذ نرصد التحديات التي يتعرض لها المجتمع ومدى تاثيراتها غير المعقولة في منظومته الاخلاقية والثقافية …..”، لما للقيم العمانية من قدرة على تحصين المجتمع العماني من الظروف والتحديات المختلفة المحيطة به، وهي في الوقت نفسه تظهر براعة العماني في تمسكه بهويته الوطنية وموروثه الحضاري، ومحافظته على مركزية الاخلاق الموصوف بها، و”جينات” السمت العماني التي عرفه بها خير خلق الله رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، ” لو أنَّ أهل عُمان أتيت ما سبوك ولا ضربوك”، ولهذا ركز حكيم عمان في خطابه الافتتاحي لدورة مجلس عمان الثامنة, الثلاثاء الموافق 14 نوفمبر 2023م، على مرتكزات قيم ومباديء أرض عمان الطيبة ووجوب استخدام براعة العماني على اعتبار ان براعته جزء لا يتجزأ من بناء السمت المتميز به عن غيره، بمعنى أن براعة العماني يمكن أن تتجاوز أو تتخطى المفاضلة بين ثقافته وتلك العابرة اليه.

يرى حكيم عُمان، بنظرته الثاقبة ان براعة العماني ستحقق التوازن بين استثمار قيم اصيلة متوارثة، واكتشاف أنشطة عابرة اليه، ويطالب جلالته حفظه الله ورعاه، إن يسعى العماني بسمته الوطني إلى الاستفادة من قيم ومباديء مجتمعه المتأصلة في أرض عمان دون سواها، بما يضمن لعمان وشعبها ومن يقيم عليها الطمأنينة والامان، وفي نفس الوقت البحث عن الفرص والأمكانات العلمية المحفزة للاقتصاد الوطني، وتوقع الأحداث للمستقبل، مما يمكن من مواكبة متغيرات البيئة العالمية، وبما يضمن صون المنجزات والتنبؤ بمستقبل مشرق من خلال ممارسة سمته العماني الاصيل.

ومن ثم أراد قائد عمان حفظه الله ورعاه، في خطابه من قبة مجلس عمان، ابراز الحكمة العمانية، كونها مدخل لنهضة مزدهرة متجددة، لما للحكمة العمانية من خصائص جبل عليها العمانيون منذ الأزل، وجسدوها واقعا على مدى 53 عاما، عادت على المجتمع بالنفع والتفرد والازدهار، ومن هنا يمكن القول أن حضرة صاحب الجلالة حفظه الله ورعاه، بحكمته لامس عصب المجتمع العماني الذي يضبط حركة نهضته المتجددة، واليوم العمانيون أمام تحديات تفرض التشبث بالثوابت والقيم الأصيلة، بل ومطالبون بتغليب براعتهم، واستخدام مبتكراتهم في المجالات كافة، ليشكلوا بذلك سدا في مجابهة تحديات العصر، والاستجابة لمتطلبات رؤية عمان 2040.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *