اخبار البحرين

سفير سلطنة عمان: مسارات جديدة لتطوير العلاقات الثنائية و490 شراكة بحرينية عمانية في مختلف المجالات

أكد سعادة السيد فيصل بن حارب البوسعيدي سفير سلطنة عمان الشقيقة لدى مملكة البحرين تميز العلاقات العمانية البحرينية بأبعادها التاريخية العميقة، إذ تعتبر نموذجًا راسخًا للأخوة التي تستند إلى ما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وطيدة وأواصر المحبة ووشائج القربى، وهي امتداد لعلاقات راسخة عبر التاريخ. وأوضح السفير أن المواقف السياسية للبلدين ممثلةً في الدبلوماسية الخارجية لكل منهما، متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ومجمل التحديات المحيطة بالمنطقة، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية، وانتهاجهما مبدأ التوازن والحكمة، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

واستذكر السفير البوسعيدي في مقابلة خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) بمناسبة اليوم الوطني لسلطنة عمان أبعاد الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه إلى مملكة البحرين، التي شكلت جسراً جديداً من جسور المحبة والأخوة، كما بنت مساراً جديداً من مسارات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

ولفت السفير إلى جهود سلطنة عُمان ومملكة البحرين لاستقطاب وتسهيل عمل المستثمرين في كلا البلدين وذلك في قطاعات الصناعات الغذائية والاستزراع السمكي. وقال إن هناك حوالي 490 شراكة بحرينية عمانية في مختلف المجالات وما يقرب من 900 مؤسسة تجارية بحرينية عاملة في سلطنة عمان، أغلبيتها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحسب احصائيات عام 2022، كما تأسست الشركة العُمانية البحرينية للاستثمار القابضة برأس مال يقدر بـ 10 ملايين ريال عُماني، وتتخذ الشركة من مسقط مركزا لها مع إمكانية فتح فروع لها خارج سلطنة عمان لتسهيل مزاولة عملها، والتي ستعمل في الاستثمار في مجال الأمن الغذائي وغيرها من القطاعات التي تركز عليها «رؤية عمان 2040 ، ورؤية البحرين 2030.

وفي الآتي نص الحوار.

تتميز العلاقات البحرينية العمانية بأبعادها التاريخية العميقة، وتعتبر نموذجا راسخاً للعلاقات الأخوية الخليجية والعربية … كيف تصفون اليوم هذه العلاقات التاريخية الوثيقة على المستويين الرسمي والشعبي ؟

إن العلاقات العمانية البحرينية تتميز بأبعادها التاريخية العميقة، وتعتبر نموذجًا راسخًا للأخوة التي تستند إلى ما يربط الشعبين الشقيقين من علاقات تاريخية وطيدة وأواصر المحبة ووشائج القربى، وهي امتداد لعلاقات راسخة أرساها الآباء والأجداد منذ القدم فقد ارتبطت (مجان) و(دلمون) بعلاقات تجارية تبين المكتشفات الأثرية جوانبها يوما بعد يوم ، ومع تطور حركة التاريخ شهدت العلاقات بين الدولتين مزيدًا من التلاحم، وجاء إنشاء مجلس التعاون لدول الخليج العربية ليزيدها عمقًا وترابطًا، لتشهد هذه العلاقة تطوراً متزايداً في مختلف المجالات مستنده على علاقات المحبة والمودة التي تربط بين قيادتي وشعبي البلدين.

ومن هذا المنطلق تنتظم دورات اجتماعات اللجنة العمانية البحرينية المشتركة بصفة مستمرة لتؤطر التعاون القائم وتفتح المزيد من الفرص أمامه، لتستمر تلك العلاقة ولتأخذ أبعادها في ظل ما يجمع البلدين من موقع جغرافي والدين والعروبة والثقافة المشتركة.

مثلت الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عمان الشقيقة لمملكة البحرين تتويجاً لمسيرة العلاقات المباركة بين البلدين الشقيقين، وتم خلال هذه الزيارة التوقيع على حزمة من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم .. ما هو حصاد هذه الاتفاقيات ؟

أن الزيارة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه إلى مملكة البحرين، بدعوة كريمة من أخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة، شكلت جسراً جديداً من جسور المحبة والأخوة، كما بنت مساراً جديداً من مسارات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة في كل المجالات، في إطار مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفي ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين الجانبين، حيث شكلت هذه الزيارة أهمية كبيرة من حيث التوقيت والمخرجات، وانعكاساتها على تطوير العلاقات بين البلدين الشقيقين في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية، والتباحث بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

كما كان حصاد هذه الزيارة التوقيع على عدد 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والبلدية والثقافية والتعليمية والبحثية والبيئية والسياحية والشبابية.

كيف ترون دور سلطنة عمان ومملكة البحرين في دعم مسيرة العمل الخليجي المشترك؟

لقد أكّد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم “أيده الله” في أول خطاب له بعد تولّيه مقاليد الحكم على مواصلة دعم مسيرة مجلس التعاون، حيث قال جلالتُه: “وسنواصل مع أشقائنا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية الإسهام في دفع مسيرة التعاون بين دولنا لتحقيق أماني شعوبنا ولدفع منجزات مجلس التعاون قُدما إلى الأمام”.

كيف تصفون تقارب وجهات النظر والمواقف المشتركة بين البلدين الشقيقين من القضايا الإقليمية والدولية والتنسيق في المواقف حيال هذه القضايا ؟

تأتي المواقف السياسية للبلدين ممثلةً في الدبلوماسية الخارجية لكل منهما، متطابقة إزاء القضايا الإقليمية والدولية ومجمل التحديات المحيطة بالمنطقة، حيث يحرص البلدان على دعم ونصرة القضايا الخليجية والعربية والإسلامية استناداً إلى عضويتهما ودورهما الفاعل في مجلس التعاون الخليجي، وجامعة الدول العربية، ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإقليمية المؤثرة، إضافة إلى انتهاجهما مبدأ التوازن والحكمة، واحترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.

البحرين ضمن أبرز 10 دول تستثمر في عمان بـ 1.38 مليار دولار.. كان ذلك في ٢٠٢٢.. فما هي أحدث المعلومات المتعلقة بحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين؟ وكم عدد الشركات الموجودة في كلا البلدين؟

تعمل سلطنة عُمان ومملكة البحرين على استقطاب وتسهيل عمل المستثمرين في كلا البلدين وذلك في قطاعات الصناعات الغذائية والاستزراع السمكي حيث يشكل الأمن الغذائي من أهم أولويات الجانبين.

كما نتج عن هذا التعاون التجاري بين البلدين الشقيقين وجود حوالي 490 شراكة بحرينية عمانية في مختلف المجالات وما يقرب من 900 مؤسسة تجارية بحرينية عاملة في سلطنة عمان أغلبيتها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحسب احصائيات العام 2022، حيث تساهم تلك المؤسسات في تنمية الناتج المحلي وتعزز التكامل التجاري بين الاقتصاد العماني والبحريني وتزيد من حجم الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتبادلة.

ما هي اهم صادرات البحرين لسلطنة عمان؟ وما هي اهم واردات البحرين من السلطنة ؟

تتركز الصادرات البحرينية إلى سلطنة عُمان في أجهزة توزيع التيار الكهربائي والمواد الغذائية ومواد التنظيف والمجوهرات والعطور، أما واردات مملكة البحرين من سلطنة عمان فهي الأسلاك والكابلات الكهربائية والألمنيوم والأدوية ومواد البناء.

تربط مملكة البحرين وسلطنة عمان العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مختلف المجالات لاسيما العلاقات الاقتصادية والتجارية التي تساهم في زيادة حجم الاستثمارات والتبادل التجاري بين البلدين إلى مستويات متقدمة .. ما هي أهم هذه الاتفاقيات وما نتائجها؟

يعمل مجلس الأعمال المُشترك بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين منذ تأسيسه على دفع علاقات التعاون والشراكة بين سلطنة عُمان ومملكة البحرين وكثمرة لتوصيات اجتماعات اللجنة العمانية البحرينية المشتركة، من أجل تعزيز أواصر التعاون بين قطاع الأعمال والترويج للفرص الاستثمارية في الجانبين بهدف تنمية العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري البيني وتحقيق تطلعات القيادة السياسية في البلدين.

وتم خلال الزيارة الأخيرة لجلالة السلطان المعظم التوقيع على اتفاقية تأسيس شركة بحرينية عُمانية للاستثمار القابضة حيث تهدف الى تأسيس شركة قابضة مشتركة بين البلدين في المجالات الاستثمارية، كما انه تم التوقيع على البرنامج التنفيذي لمذكرة التفاهم حول التعاون السياحي بين حكومة مملكة البحرين ممثلة في وزارة السياحة وحكومة سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التراث والسياحة للأعوام (20222026)، وتهدف إلى التعاون في المجال السياحي وتنشيط وتبادل تنظيم الأسابيع السياحية والترويج لها بين البلدين وذلك في اطار التعاون التجاري والاقتصادي بين البلدين.

تأسيس الشركة البحرينية العُمانية للاستثمار القابضة يأتي في إطار العمل على زيادة حجم الاستثمارات وستسهم في نمو حجم التبادل التجاري، ودعم اقتصاد البلدين.. كيف تسير أعمال هذه الشركة وما نتائجها؟

لقد تأسست الشركة العُمانية البحرينية للاستثمار القابضة برأس مال يقدر 10 ملايين ريال عُماني وتتخذ من مسقط مركزا لها مع إمكانية فتح فروع لها خارج سلطنة عمان لتسهيل مزاولة عملها، حيث تم التوقيع على اتفاقية التأسيس في أكتوبر 2022 بين غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة البحرين على هامش الزيارة السامية لجلالة السلطان المعظم.

وستعمل الشركة على الاستثمار في مجال الأمن الغذائي وغيرها من القطاعات التي تركز عليها «رؤية عمان 2040 »ورؤية البحرين 2030،ولقد شهد التبادل التجاري بين البلدين استمرارية في النمو، حيث يصل عدد الشراكات التجارية إلى نحو 490 شراكة عُمانية بحرينية.

كيف ترى واقع العلاقات في المجال التربوي والتعليمي بين البلدين وأثرها في تعزيز التقارب بين البلدين والشعبين الشقيقين، وكم عدد الطلاب المبتعثين بين البلدين ؟

تحرص حكومتا البلدين الشقيقين على تعزيز العلاقات الثنائية في المجال التعليمي والثقافي لما تمثله من أهمية كبيرة لدى البلدين، وهذا ناتج عن التقارب والتصاهر بين الشعبين الشقيقين، حيث بلغ عدد الطلاب العمانيين الدارسين في جامعات مملكة البحرين 218 طالبا في مختلف التخصصات والمراحل الدراسية، كما سجلت الإحصائية خلال الفترة 2021/2022 عدد 85 طالبًا وطالبة بحرينية في سلطنة عُمان.

الجدير بالذكر بأنه تم التوقيع على البرنامج التنفيذي بين البلدين لتفعيل مذكرة التفاهم بين الوزارتين بالمجالين العلمي والتربوي للعامين الدراسيين 20222023، 20232024، والتي تهدف للتعاون في المجالين التربوي والعلمي، في مجال التعليم الفني والمهني، وإعداد المناهج الدراسية، وتبادل الخبرات المدرسية، وذلك على هامش الزيارة الرسمية لصاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى مملكة البحرين.

يمثل الشباب أولوية عند البلدين.. فما المنجزات المتحققة لدعم فئة الشباب؟

لقد رسمت السياسة الحكيمة للبلدين مسارات مهمة للشباب مؤكدة بأنهم هم عماد الأمم وأساس تنميتها، موضحة لزوم الاستماع لهم وتلمس احتياجاتهم واهتماماتهم وتطلعاتهم. كما تركز القيادة الحكيمة في البلدين على قضايا وتطلعات الشباب.

وفي يناير من العام 2022 أجرى صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والشباب والرياضة بسلطنة عُمان جلسة مباحثات مع سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، وذلك خلال اللقاء الذي عقد في مسقط.

وتم خلال اللقاء التوقيع على اتفاقية البرنامج التنفيذي الرياضي، وذلك تفعيلاً لاتفاقية التعاون بين البلدين في المجال الرياضي، حيث تضمنت الاتفاقية تبادل برامج مشتركة لتدريب وتأهيل الكوادر الوطنية في المجال الرياضي وتبادل الخبرات في مجال اكتشاف وصقل وإبراز المواهب، وتبادل زيارات الوفود وإقامة المعسكرات في مجال العمل الرياضي، وتبادل الزيارات للاطلاع على البرامج والخدمات والأنشطة الرياضية، وتبادل الخبرات في مجال الطب الرياضي والعلاج الطبيعي، وإقامة معسكرات الفرق الرياضية المشتركة للاستفادة من القدرات الفنية وإقامة المباريات الودية، وتبادل الخبرات التدريبية والعملية والرقمية في مهن التخصصات الرياضية، وتبادل النشرات والإصدارات والبحوث في المجال الرياضي وإعداد وتنفيذ برامج مشتركة لتعزيز السياحة الرياضية في كلا البلدين.

كما نظمت وزارة الثقافة والرياضة والشباب بولاية المصنعة فعالية اليوم الرياضي العُماني البحريني بحضور صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب وبحضور سموّ الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس مجلس الشباب والرياضة رئيس الهيئة العامة للرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، حيث تضمنت الفعالية سباق الترايثلون وشارك فيه ٧٥ من الذكور والإناث وعروضًا للطيران الشراعي ورياضة الكابويرا.

إنجازات المرأة العمانية كبيرة.. ما أبرز ما تحقق في رصيدها حتى الآن؟

تحرص سلطنة عُمان بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه على رعاية شؤون المرأة وتوفير الإمكانيات كافة من أجل تقدمها وتطورها، فضلا عن مساعي الحكومة الجادة من أجل إدماجها وتثمين إسهاماتها من خلال توليها حزمة من المناصب بالإضافة إلى ترسيخ دور المرأة وحضورها في الإنجازات المحلية والعالمية.

ولقد شهدت الساحة العمانية كفاءات نسائية حققن بصمة إبداع في كافة المجالات وبخاصة في المناصب القيادية المختلفة، وحظيت بإشادة واسعة على مستوى العالم نظيراً لأدوارها الفاعلة، فقد تقلدت المرأة العمانية العديد من المناصب وحملت حقائب وزارية في مجلس الوزراء، وكان لها الدور الكبير في تنمية المجتمع، بالإضافة إلى وجودها في مجلس الشورى، حيث حظيت بثقة المجتمع في تمثيل ولاياتها، وسجّلت المرأة العُمانية حضورها في السلك الدبلوماسي وحملت رسالة السلام لسلطنة عُمان في مختلف دول العالم، ومثّلت سلطنة عُمان بالصورة المثالية والمشرّفة في بناء جسور العلاقات الوطيدة مع دول العالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *