اخبار البحرين

سلسلة ندوات الابتكار بـ «الخليج العربي» تناقش قضية «الابتكار الاجتماعي وقت الأزمات»

أكد أستاذ الابتكار وريادة الأعمال بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا الدكتور عاطف الشبراوي، الرئيس التنفيذي السابق لبنك الاسرة ومستشار البنك الدولي السابق على أهمية تحليل البيانات الضخمة ورصد التغيرات السكانية وانماط السلوك الإنساني في تحفيز الابتكار الاجتماعي في القطاعات المختلفة مثل التعليم والصحة والخدمات الاجتماعية وإدارة الاعمال، مستعرضاً دراسة حالة لتطبيقات عملية للابتكار الاجتماعي لتصدي لقضايا الفقر والبطالة والصناعات الابداعية وتمويل الحشود.

وقال في محاضرة قدمها ضمن سلسلة ندوات الابتكار التي ينظمها قسم إدارة الابتكار والتقنية بجامعة الخليج العربي حول الابتكار الاجتماعي والمالي لمواجهة الأزمات انه مع تصاعد التحديات وتعدد الأزمات المتتالية في السنوات الأخيرة أصبح الابتكار والتفكير الابتكاري خاصة في أوقات الأزمات أمرًا بالغ الأهمية للتفكير في حلول جديدة لمواجه هذه الأزمات والتطور في المجتمع والأعمال في الأزمات المتتالية المالية واقتصادية وغذائية وأزمة أسعار النفط وأزمة تغير المناخ وأزمة الحروب التي اثرت على أسعار السلع وأزمة فيروس كورونا التي أدت الى تحولات جذرية في سلوك الانسان وطرق العمل والانتقال في العالم، مؤكداً أن الابتكارات في هذه الاوقات من الأزمات مثلت اهمية كبيرة لتزويد الأفراد والمنظمات والحكومات بالأدوات والتقنيات اللازمة للتعامل مع التحديات المعقدة بطرق جديدة وفعالة.

وعرض الدكتور الشبراوي عدد من التجارب الدولية الحديثة في الابتكار وقت الأزمات في الهند وفرنسا والبوسنة وأفغانستان وجمهورية مصر العربية والولايات المتحدة والمملكة المتحدة في مختلف مجالات الابتكار الاجتماعي والجماعي والحكومى وخاصة تطبيقات التكنولوجيا المالية والمنصات وتطبيقات الهاتف المحمول، موضحاً أهم المفاهيم الحديثة للابتكار الاجتماعي وابتكارات الفقراء والابتكارات المجتمعية والتشاركية والحكومية التي تهدف لحل مشاكل مجتمعية واقتصادية وبيئية مقلقة ومواجه أزمات مثل ازمة الكساد العظيم التي ضربت العالم والولايات المتحدة في القرن الماضي وتعامل معها الرئيس روزفلت إذ انه بحلول عام 1932، تجاوز عدد العاطلين عن العمل 12 مليونًا، وتمت تصفية 5000 بنك، وانخفضت الأسعار، وبدأ الاقتصاد الأمريكي في الانهيار. ومن ثم اقترح روزفلت نهجًا مبتكرًا، يتمثل في تشكيل فريق النخبة، “Brain Trust”، “وكالة التخطيط للكساد”. وإتاح الفرصة لكل منظمة غير حكومية أمريكية لتطوير مشاريع شاملة لمواجهة تحدياتها بطريقتها الخاصة.

هذا، وتحدث أيضاً عن توظيف نظريات الاقتصاد السلوكي وكيفية تطبيق نظرية “الدفع” في مجالات المعاملات المالية على الهاتف المحمول، والتركيز على مشكلات تغير المناخ المعقدة، مثلا تحدي التغذية الصحيحة ومحاولات للتعامل مع وباء السمنة المتزايد الإشكالية في العديد من الدول الغربية، ولا سيما في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم تطبيق الدفع لتعزيز الأسباب البيئية في استهلاك الغذاء، على سبيل المثال للحد من استهلاك اللحوم (وبالتالي تغير المناخ) وكذلك هدر الطعام. حيث ترفع النظرية شعار “زوده بالمعلومات واترك المواطن يفهم ويقرر “.

وفي سياق المحاضرة عرض لأهم تجارب مختبرات الابتكار المالي والتشاركي والحكومي ومنها تجربة في مختبر الابتكار في كابول في أفغانستان للخروج من ازمة الحرب المستمرة وابتكار حلول لتسهيل الحصول على الخدمات الحكومية وتجربة مختبر الابتكار الخاص بأهداف التنمية المستدامة في الدنمارك الذي يهدف لمواجه ازمة تغير المناخ وتحقيق الاستدامة، الذي يجتمع الالاف الشباب من جميع أنحاء العالم، بينهم رواد أعمال وطلاب وباحثون وأكاديميون ومسؤولون حكوميون، لحضور مختبر تصميم أفكار وحلول تساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

واستشهد بتجربة مبادرة سكرتير عام الأمم المتحدة في تأسيس مبادرة مبتكرة عام 2018 تحت عنوان (i4c) والتي تهدف لمواجهة أزمة تدفق اللاجئين السوريين بعد اندلاع الحرب في سوريا الى عدة دول مجاورة وكيفية وضع حلول للتعامل مع التحديات الناجمة في مجالات التعليم والعمل والحصول على بطاقة الهوية او التمويل، وتم من خلال المبادرة تخطيط الاستجابة الإقليمية وبرامج الأمم المتحدة ، ومبادرة التعلم الإقليمي بالابتكار بدعم من حكومة فنلندا.

وتحدث عن مبادرات ابتكارية تشاركية في عدة دول منها الهند ومصر والبوسنة والهرسك لتمكين الأفراد وخاصة تمكين المرأة والشباب وقت الأزمات مثل ازمة الحرب في البوسنة واغتصاب حوالي 12 الف سيدة ومبادرة دمجهم في الحياة، والتعامل مع تمكين الفقراء وقت أزمة كوفيد في مصر من خلال سلاسل القيمة في الانتاج الحيواني في القرى الفقيرة والتي تركز على تمكين المرأة اقتصادياً وأوضح بالتجارب العملية ان الابتكار اصبح يمثل أسلوب استراتيجي يُستخدم للتعامل مع التحديات، إذ المشكلات أو الأوضاع غير الاعتيادية تتطلب حلولا مختلفة أو غير اعتيادية ويمثل الابتكار عنصرا أساسيا في تحقيق ذلك، وقال: “الشيء الإيجابي الذي نستخلصه هو أن يكون التفكير الابتكاري ومساعي الإتيان بحلول إبداعية نمط حياة يومي مستمر يدخل في كل الانشطة اليومية للأفراد والمنظمات والحكومات ، وبهذا يتحول التفكير الابتكاري إلى تحد مستمر لقياس قدرة المجتمع على إنتاج حلول والتعامل مع. الأزمات والكوارث والمشكلات الصعبة وتحويلها إلى فرص لحلول ابتكارية تحقق التنمية الاقتصادية والتكنولوجية ورقي المجتمع بدل من معاناة من اثار الازمات”، مقدماً تصورا لأبعاد ودوافع ومجالات الابتكار الاجتماعي في ظل الازمات العالمية مثل التغيير المناخي والفقر والصحة والكوارث الطبيعة والنزاعات.

من جانبه، أشار القائم بأعمال رئيس قسم إدارة الابتكار والتقنية الأستاذ الدكتور عوده الجيوسي ان برنامج الدكتوراه في الابتكار في جامعة الخليج العربي الذي بدأ منذ العام 2016 يحرص على تنظيم هذه النوعية من الفعاليات التي تعرض المستجدات لطلبة الدراسات العليا، وذلك في سياق جامعة الخليج العربي حتى العام 2027 الرامية الى توطين ثقافة الابتكار وتحفيز ريادة الاعمال والتحول الرقمي و تطبيقات الذكاء الصناعي في ظل اقتصاد المعرفة.

ويشار إلى أن قسم إدارة الابتكار والتقنية تخرج العديد من طلبة الدراسات العليا على مستوى الماجستير والدكتوراه من الفاعلين والمؤثرين والبارزين في قطاع التعليم والصحة والاعلام وإدارة الاعمال والتقنية، مشيراً إلى ان الجامعة حريصة ان ترفد دول مجلس التعاون الخليجي في مبتكرة لتحقيق الرؤية الوطنية لدول مجلس التعاون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *