اخبار عمان

مختصون يؤكدون أهمية الفعاليات لتسليط الضوء على تجارب تعليم وتعلم اللغة العربية

 

اخبار عمان محمد بن علي الرواحي

أكد عدد من المختصين أهمية تنظيم البرامج والفعاليات التي تسلط الضوء على اللغة العربية وتعليمها وتعلمها في ظل التطورات التقنية الكبيرة التي يشهدها العالم، والاعتماد الكبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي، مشيرين إلى أن الندوة التي نظمتها وزارة التربية والتعليم مؤخرا حول “تعليم اللغة العربية وتعلمها.. رؤى وتجارب عملية” تصب في هذا الإطار الذي يخدم التطلعات المستقبلية لتطوير لغو الضاد.

ويقول الدكتور محمود بن عبدالله العبري مساعد أمينة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم ونائب رئيس اللجنة المنظمة، إن الندوة الأخيرة التي نظمتها الوزارة نتج عنها العديد من التوصيات مثل: دعوة الأفراد والأسر والمدراس والجامعات وسوق العمل والمؤسّسات الوطنيّة والحكوميّة والأهليّة إلى تحمّل مسؤوليّاتها اللغويّة في تعزيز مكانة اللغة العربيّة وحضورها، وتبني برامج حديثة لتفعيل دور الأسرة في تنمية الميول القرائية لدى الطلبة، وإكسابهم مهارات القراءة وفهم المقروء، ورفع مستوى اهتمام الجهات المعنية بإعداد المعلمين بربط النظريات التربوية بتطبيقاتها العملية وفق متطلبات المناهج الدراسية، إضافة إلى إيلاء استراتيجيات تحليل النصوص الأدبية من قبل الجهات المعنية بإعداد المعلمين الاهتمام الكافي لتطوير مهاراتهم، والمعرفة الوافية بمناهج قراءة النصوص الأدبية، والتأكيد على ضرورة امتلاك المعلمين الكفايات الأساسية في تدريس النصوص الأدبية، بجانب تقديم برامج تدريبية لمعلمي اللغة العربية؛ لتحسين المهارات التقنية اللازمة للتعامل مع أدوات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الداعمة لتعليم اللغة العربية، وتضمين مهارات المستقبل في مناهج اللغة العربية وممارساتها التدريسية، وتقليص الفجوة الكبيرة في بناء برامج اللغة العربية للناطقين بغيرها وتطويرها وتنفيذها.



 

وتعبر سمية بنت حمد النهدية معلمة لغة عربية بتعليمية محافظة مسقط عن أهمية مثل هذه الندوات قائلة: “مثل هذه الندوات بمثابة تجمع لشريحة واسعة من أهل الاختصاص في اللغة العربية من داخل سلطنة عمان وخارجها مما يسهم في تبادل الخبرات المختلفة، وهذه الندوة بموضوعاتها المتنوعة أثرت معارفي، وكذلك التجارب التي تم عرضها جعلتني أفكر في كيفية تطويعها، وإسقاطها في العملية التدريسية، كما أن محاور الندوة كانت مثرية لأنها استهدفت تعليم اللغة العربية وتعلمها، ويمكن تطبيق توصيات الندوة بما يتناسب مع الفئة المستهدفة والبيئة والإمكانات المتاحة”.

سمية النهدية.jpeg

 

وعن تطلعاتها المستقبلية لتطوير الندوة في نسخها القادمة توضح النهدية: “بالنظر لموضوعات الندوة فكنا نرجو أن تكون الفئة الكبرى من المستهدفين هم المعلمون والتركيز على الجانب التطبيقي، وعرض التجارب الناجحة بشكل أكبر، وتوظيف التقانة بشكل أوسع في أعمال وفعاليات الندوة”.

ويشير أحمد بن يحيى الإسماعيلي معلم أول لغة عربية بتعليمية محافظة الداخلية إلى أهمية مثل هذه الندوات وطرح أوراق العمل واستعراض التجارب العملية واستقطاب الخبراء من مختلف المؤسسات التعليمية وتبادل الرؤى، مبينا: “كانت الاستفادة كبيرة جدا فقد عرضت تجارب ناجحة في الميدان يمكن تطبيقها مستقبلا بما يوائم مع طبيعة المتعلمين، وتعزيزا لمكانة اللغة العربية في العالم، ولقد حققت الندوة أهدافها قبل بدايتها من خلال التنظيم وتحديد الأوراق البحثية بعناية، واختيار المختصين والخبراء بدقة مضمونا ونتائجا، وكل محور من محاورها يحتاج إليه معلم اللغة العربية؛ لأنها ربطت المعلم العماني بما وصل إليه العالم من تجارب عملية فاعلة في تعلم اللغة العربية”.

أحمد الإسماعيلي.jpeg

 

ويتطلع الإسماعيلي إلى الاستمرار في إقامة مثل هذه الندوات مع اختيار ما يمكن أن يتبناه التربويون في إحداث نقلة نوعية في تعليم اللغة العربية، وتعزيز مكانتها عالميا مع مشاركة نخبة من المعلمين العمانيين من الميدان لعرض مبادراتهم الناجحة خدمة للغة العربية وتطويرا لمتعلميها.

وتبين مريم بنت خلفان الغيثية مدربة برنامج التحدث بالفصحى بتعليمية محافظة البريمي، أن استفادتها من فعاليات الندوة كانت كبيرة، مضيفة: “استفدت من هذه المشاركة في مجال عملي بصفتي مدربة عن طريق المحاور المطروحة التي عرضت اتجاهات إكساب اللغة للطلبة، وأساليب تنمية مهارات اللغة لدى الطلبة، وحضور مثل هذه الندوات تجعلك على متابعة مستمرة بالمستجدات في مجال تعليم اللغة للطلبة، وتمكين الطلبة منها”.

مريم الغيثية_1.jpeg

 

وتتحدث الغيثية عن تنوع المحاور في مجالات لغوية مختلفة قائلة: “كانت المحاور مركزة ودقيقة في عرض الأفكار، أما بالنسبة للتطبيق فبعضها قابل لذلك كاستخدام الذكاء الاصطناعي في إكساب اللغة للطلبة، وطرق تحليل النص الأدبي (بالرسم، والتمثيل، واستعمال أساليب، ووسائل جاذبة)، وأقترح تقليل الأوراق المعروضة وتخصيص وقت أطول للعرض كي تأخذ كل ورقة حقها من العرض والمناقشة؛ حتى لا يتم اختزال أوراق العمل بشكل مخل بمضمونها، وبعضها اقتصر على الجانب النظري دون التطبيقي لضيق الوقت وبزيادة عدد أيام الندوة واختصار ساعات العمل اليومية”.

ويذكر إسحاق بن ناصر المفرجي معلم لغة عربية بتعليمية محافظة الداخلية، أن إقامة مثل هذه الندوات تعزز التواصل الفعال بين المشتغلين بالشأن اللغوي، كما أنها جاءت لتحقيق أهم أهداف الإطار الوطني العماني لمهارات المستقبل، وهي مهارة القراءة بجانب مهارات أخرى، وربطت هذه الندوة بين الجانب النظري، والتطبيقي في المحاور المعروضة.

إسحاق المفرجي.jpg

 

ويضيف: “تناولت الجلسات الحوارية موضوعات ذات أهمية في العمل التربوي كتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وأثر التحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي على تعلم وتعليم اللغة العربية، وتحديات ذلك التطور التقني، ونتمنى التركيز أكثر على الجانب التطبيقي بنماذج ذات صلة بالواقع العماني سواء من خلال المدارس أو الجامعات، وتخصيص وقت أوسع للحلقات التدريبية في وقت أبكر من الوقت المعمول به، حتى وإن تتطلب ذلك إضافة يوم آخر للندوة بغية تحقيق الأهداف المرسومة للندوة”.

وتقول فتحية بنت محمد البلوشية مشرفة لغة عربية بتعليمية محافظة جنوب الباطنة: “سعدت بالمشاركة في هذه الندوة، وهي فرصة للاطلاع على معلومات وتجارب جديدة تهم الميدان التربوي، وتطبيق بعض التجارب ونقل الخبرات كالذكاء الاصطناعي ومهارات التعلم للمستقبل، والتعرف على التجارب الناجحة في تعليم اللغة العربية”.

فتحية البلوشية.jpeg

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *