اخبار البحرين

كاد المعلم أن يكون رسولاً

زينب زين الدين


سوف تبقى رسالة المعلم هي الرسالة الخالدة، التي تتسم بالنقاء والعطاء المستدام، رسالة خالصة تتوارثها الأجيال والأمجاد لنشر الفضيلة والقيم الحميدة والعلم النافع لمجتمعاتهم، ومستلهمة الأجيال هذا العهد والوعد والنهل من الآباء والأجداد في هذا البلد الكريم.

إن المعلم المؤمن بأداء رسالته يكاد أن يكون رسولا لأمته لنشره النور وتعاليم الصلاح والنفع والأمان والنور والفلاح، وليس غريبا أن يأتي أمير الشعراء الراحل أحمد شوقي ببيته الشهير «قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا» لما كان من إجلال وكرامة لمكانة المعلم.

ذلك المعلم القدوة في نظر طلابه ونظر المجتمع، والذي طالما ترتبط سلوكياته الفاضلة بسلوكياتهم وأسلوبهم، وتنعكس على طريقة تعاملهم في جميع نواحي الحياة، فالأمر لا يتعلق بالتعلم فقط، لأن المعلم يمثل دور الأب في التربية الأخلاقية، والتي أثبتت جدواها في صلاح المجتمعات التي تحترم قيمة العلم والمعلم، وكم لنا في وطننا الغالي أسوة تربوية فذة بقيت خالدة في عقول طلابها جيلاً بعد جيل، ولك من خلال إنجازات تربوية وسلوكية ومهنية نالوا من خلالها درجات ومكانة عالية بين الشعوب والأمم، وكانت محل تقدير كبير من أعلى المستويات.

وعن تجربة شخصية لن أنسى تلك النماذج المتميزة من معلماتي الجليلات اللواتي كن أساسا لتفوقي ونجاحي، وممن قمن بتنمية مواهبي ومواهب زميلاتي، ولم ولن أنسى ذلك الحرص منهن، وكأننا بمثابة فلذات أكبادهن وهي بكل صراحة مسؤولية عظيمة.

ولعل تلك الحادثة الغريبة المستهجنة الدخيلة على مجتمعنا التربوي الفاضل، والتي صدرت من قبل أحد منتسبي الكوادر التعليمية للأسف قد أحدثت صدمة اجتماعية تحتاج إلى وقفة مسؤولة لعدم تكرارها بأي شكل من الأشكال، بالرغم من أنها قد أخذت مجراها الأمني والقانوني، وسوف تنظر من القضاء العادل الذي نثق به في تقديره لفداحة هذا الوقع الجلل إن ثبت ذلك، ولكن هذا الحدث لن يخلق خيبة أمل ولن يزحزح قيد أنملة ثوابتنا التعليمية العظيمة بأهدافها السامية في بيئتنا البحرينية الفاضلة التي على مر تاريخها، وأنشأت أجيالا طموحة قادرة على الإنجاز وتقديم الإبداع التربوي المبني على الفضيلة الذي كان ولا يزال عماداً لنهضة الوطن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *