اخبار عمان

المفرجية: مخاطبة هذه الفئة تحتاج إلى حذر في اختيار الرسالة والمفردات وأسلوب العرض

 

الكتابة للأطفال.. سلاح أدبي يحتاج إلى الدعم لخلق أجيال مستقبلية مبدعة

اخبار عمان ريم الحامدية

على الرغم من أن أدب الأطفال يتميز بالأسلوب البسيط والمفردات السهلة وجماليات السرد، إلا أنه من المجالات المعقدة التي تحتاج إلى مهارات تمكن الكاتب من اختيار رسالة واضحة وأسلوب شيق يجذب الناشئة ويساعد في تثقيفهم وتغيير سلوكياتهم.

قالت خديجة المفرجية، الفائزة بالمركز الأول في جائزة راشد بن حميد للثقافة والعلوم في أدب الأطفال عن فئة الشعر، إن الكتابة للطفل تعد واحدة من أهم الوسائل التي تؤثر على سلوكيات الأطفال وحياتهم لأن الأعمال الأدبية الموجهة للأطفال تتنوع ما بين القصص والشعر والنثر، كما إن مجال الكتابة للطفل بسلطنة عمان يشهد في الآونة الأخيرة نشاطا ملحوظا بعد ظهور العديد الأقلام الواعدة التي أنتجت العديد من الإصدارات الأدبية التي وصل صداها إلى خارج السلطنة، آملة أن يتم توفير حاضنات للمبدعين في هذا المجال ودعمهم إعلاميا وتبني أفكارهم لكي ينتشر هذا الإبداع في كافة ربوع الوطن وخارجه.

وترى أن مرحلة الطفولة ووصولا إلى مرحلة المراهقة، من المراحل العمرية الحساسة التي تحتاج إلى جهود متواصلة لمخاطبتهم بالأعمال الأدبية وبالأسلوب الذي يناسبهم، مضيفة: “التحاور مع هذه الفئة يمثل تحديا يستوجب الحذر في اختيار مفردات اللغة وأسلوب العرض واختيار الرسالة، وذلك لضمان تحقيق هذه الرسالة أهدافها وحتى تساهم في غرس القيم أو تغيير سلوك الأطفال والمراهقين”.

وذكرت المفرجية: “يجب انتقاء المادة المقدمة للطفل وضرورة التنوع ومسايرة التطور في مجريات الحياة، كون الطفل له خصوصية في ما ينبغي تقديمه له من مادة أدبية، كما أن الكتابة للطفل تحتاج إلى تأنٍ في اختيار الفكرة والمفردات اللغوية، وعلى الرغم من صعوبة الكتابة النثرية للأطفال إلا أن مجال الشعر الموجه للأطفال يعد أكثر صعوبة، لأن الشاعر الذي يكتب للطفل لا يقف عن اختيار الموضوع والفكرة والقيمة والفئة العمرية وحسب، بل يحكمه الميزان الشعري والجرس الموسيقي للقصيدة وقافيتها، فليس من الممكن أن تخرج أنشودة للطفل دون أن تكون ذات موسيقى شعرية وقافية متسقة، وقد تتطلب كتابة قصيدة واحدة لطفل المرحلة الأولى وقتا وجهدا كبيرا، لأن احترام شخصية الطفل وعقله من صميم أدب الكتابة للطفل، كما أن الكتابة لشعر الأطفال لا تحتاج للموهبة الشعرية فقط، بل يجب أن تصاحب الموهبة الاطلاع الدائم ومتابعة المهتمين بأدب الشعر الخاص بالطفل، والاطلاع على تجارب أهل الخبرة والاختصاص والعمل على تطوير الموهبة والكتابة باستمرار، والتعامل مع أهل النقد ذوي الاختصاص بكل شفافية وتقبل النقد البناء، مع ضرورة بناء جسر من التعاون بين الكاتب والمؤسسات التي تهتم بأدب الطفل ومتابعة ما هو جديد بصورة مستمرة”.

وتلفت إلى أن الكتابة الشعرية للأطفال ليست منتشرة بشكل كبير لصعوبة هذا المجال، متمنية أن تظهر أقلام جديدة تكتب في هذا المجال وتثري السياحة الثقافية المحلية، مضيفة: “لا ننكر ما تقوم به الجهات الثقافية من دور في المشهد الثقافي بصورة عامة كجمعية الكتاب والأدباء، لكن التعاون والدعم للعاملين في مجال أدب الطفل لا يزال في بداية الطريق، والتعاون مطلب كي نخلق قاعدة عريضة من المهتمين بهذا المجال”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *