اخبار عمان

“مدينة الموتى” تواجه النسيان الأبدي.. ما قصة أشهر مقبرة مصرية منذ دخول الإسلام؟

◄ مقابر وأضرحة بُنيت على مدى قرون بأساليب متعددة

◄ عائلات الموتى تشكو من عدم كفاية الوقت لنقل الرفات

◄ الرئيس المصري يُعلن تشكيل لجنة لدراسة البدائل

◄ المدينة مُدرجة على قائمة “اليونسكو” لمواقع التراث العالمي

◄ إزالة المقابر تهدف لإنشاء طرق سريعة ومشاريع تطويرية

◄ 2.5 مليون مقبرة تواجه خطر الإزالة.. و102 فقط ستظل في موقعها

◄ الإمام الشافعي والزعيم أحمد عرابي وسلاطين المماليك من بين أشهر المقابر

القاهرة رويترز

آلاف المقابر في جبانة عتيقة مترامية الأطراف في القاهرة أصبحت تحت تهديد مشروع حديث لتوسعة طرق ومد جسور لتخفيف الازدحام في القاهرة مما تسبب في احتجاجات بين دعاة الحفاظ على التراث وعائلات الموتى المدفونين فيها.

ومنذ دخول الإسلام مصر في القرن السابع الميلادي أصبحت الجبانة، التي تقع على الحافة الشرقية للقاهرة التاريخية، مثوى المتوفين.



 

وتمتد المنطقة التي تعرف باسم مدينة الموتى والمدرجة على قائمة منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) لمواقع التراث العالمي على مساحة عشرة كيلومترات مربعة ولا زالت عائلات بارزة كثيرة في القاهرة تدفن موتاها في المقابر التي تضم بالفعل رفات آبائهم وأجدادهم.

وفي الأشهر القليلة الماضية، استخدمت الحكومة حفارات وجرافات لهدم آلاف القبور لإنشاء طرق سريعة واسعة تربط القاهرة بالعاصمة الإدارية الجديدة التي تبعد 50 كيلومترا إلى الشرق.

ويقول بعض أصحاب المقابر الذين يرغبون في نقل رفات ذويهم إنهم لم يُمنحوا سوى القليل من الوقت.

وقال هشام قاسم الناشط السياسي والناشر السابق “المقبرة التي نقف عندها مدفون فيها والدتي وجدتي” وعدد آخر من أفراد الأسرة. وأضاف أنه أُخطر قبل بضعة أيام بأن يستعد لنقل الجثث إلى مكان آخر يسمى الروبيكي وأنه سيتم إبلاغه قبل ذلك بثلاثة أو أربعة أيام.

وبعد احتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، أمر الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي بتشكيل لجنة لتقييم الوضع ودراسة البدائل المتاحة.

وتقول الحكومة إنها لا تعتزم تدمير المدافن المصنفة على أنها تاريخية. لكن دعاة الحفاظ على التراث يقولون إن 102 موقع فقط من بين ما يربو على 2.5 مليون مقبرة بالمنطقة حصلت على هذا التصنيف.

وتقول اليونسكو إنه يجب الحفاظ على المنطقة. وستدرس المنظمة القضية في سبتمبر 2023.

يقول متخصصون إن المقابر مبنية في أغلبها حول أفنية خاصة، وقد شيدت على مدى التاريخ الإسلامي بطرز مختلفة وإن كثيرا منها لا مثيل له في مصر. ويحتوي كثير منها على منحوتات رخامية وخشبية ومعدنية.

مقابر القاهرة (3).jpg

 

وتضم هذه المقابر مدافن سياسيين من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين بينهم الزعيم أحمد عرابي، وأضرحة رائعة لسلاطين المماليك الذين حكموا مصر بين عامي 1250 و1517.

وتضم أيضا مقبرة الإمام الشافعي، أحد أئمة السنة الأربعة الذي توفي عام 820 ميلاديا.

ويقول معاذ لافي، وهو باحث أكاديمي في الآثار الإسلامية ومتخصص في فلسفة العمارة إن المنطقة أصبحت جبانة منذ دخول عمرو بن العاص مصر عام 640 ميلادي، ويخشى أن يضيع كثير من هذا التاريخ الطويل الآن. وقال “أتخيل أنه في غضون خمس سنوات، لن نجد أي شيء باستثناء ربما 20 بالمئة من مدينة الموتى التي عهدناها”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *