اخبار عمان

شبكة مراهق | جريدة الرؤية العمانية

 

أحمد بن سعيد كزرات المعشني

 

نتفق على أن شبكات التواصل الاجتماعي دائرة كبيرة وشاسعة لتوسيع الفكر وتنمية العقول من خلال تبادل الخبرات والأفكار، ومنارة ثقافية عالية إذا اسْتُغِلَّتْ كما يجب لتلبية تطلعات مريديها؛ مما لها الأثر الإيجابي الجيد على المتطلع نفسه.

ةشبكات التواصل الاجتماعي بمثابة منصة إعلامية حرة تتيح للفرد فرص اجتماعية متنوعة، وتمنحه حلقات متنوعة ومختلفة في كافة المجالات الدينية والتربوية والثقافية.

مجالات تلك السماوات المفتوحة والمسؤولة منها تهدف إلى تحقيق رفع الوعي الاجتماعي والمعرفي لخلق فرد يساهم في بناء تطوير مجتمعه على النهج السليم.

لكن فتوحات شبكة التواصل الاجتماعي لا تنطوي على الكثير من المزايا؛ فهناك شبكات المراهقين وهي الأكثر تعرضا للخطورة لا سيما بعض المراهقين ممن يشارك ببعض الصور والقصص الشخصية؛ مما يجعلهم عرضةً للتنمر أو المضايقة أو حتى الابتزار.

وعدم توفير الأسر الدعم النفسي والاجتماعي لأبنائهم سيجعل الأبناء عرضة للإحساس المبالغ فيه بالنقص العاطفي، وعدم بذل الجهد في حمايتهم من التعرض للعنف والإيذاء سيؤدي بشريحة بهم إلى اللجوء للترفيه عن النفس بشكل معاكس ومتطرف كتعاطي المخدرات والممنوعات.

كما إن قلة التوعية بالمخاطر المرتبطة بإدمان الكحوليات والتدخين يترتب عليه الكثير من الثأثيرات السلبية على تصرف الطفل والمراهق، مما يحتمل السلوك السييء مخاطر صحية واجتماعية عديدة.

وعندما يحظى طفل أو مراهق بحياة مليئة بالأحلام أو الطموحات العالية نحو تحقيق مستقبل مشرق أو طفولة آمنة، ثم ينقلب ذلك الواقع فجأة فيرتكب الطفل أو المراهق جريمة أو انحراف معين يجعلنا نوجه المجهر نحو معالجة الأضرار البالغة الخطورة.

قد ينحني الطفل نتيجة خياراته الخاطئة في الحياة سجن نفسه بين أربع جدران، فيستسلم للوحدة والانطوائية بإرادته فيهدر مراهقته وشبابه خلف الأعمدة الحديدية بلا تفاعل مع المجتمع أو نشاط ، وبعضهم يتقوقع في الطب النفسي ، تراوده أفكار متشابكة ومشتتة لارتكاب جرائم قتل وغيرها.

عزيزي الأب.. الأم.. المسؤول..

ما الذي يمنعك من أن تهتم بطفلك وتنشئ معه علاقة ايجابية جميلة وهادفة وتحدثه كصديق لك؟

اسأل طفلك المراهق كيف يستخدم وسائل التواصل الاجتماعي وكيف تؤثر على شعوره، وذكِّر ابنك بأن وسائل التواصل الاجتماعي مليئة بالصور غير الواقعية، ومن الأجدر والأحرص أن تشجعه على الاتصال المباشر مع الأصدقاء المختارين، وهذه الخطوة مهمة للشباب خاصة المعرضين منهم لاضطرابات القلق الاجتماعي.

عزيزي المربي..

حذِّر طفلك من مغبة النميمة ونشر الشائعات، ووجهه إلى رفض التنمر على أقرانه، أو الإضرار بسمعة شخص ما، والأهم من ذلك أعلمه بلطف وحب بأنك تراقب حساباته لأجل حمايته، وحسسه بأنك مهتم به ومسؤول عنه، وحدد له يوما في الأسبوع على الأقل لمبادلة الحوارات وطرح النقاشات، وإعطائه محاضرات دنيوية وتربوية، وكل ذلك له أثر كبير في زيادة الوعي والحد من المشاكل النفسية.

 عزيزي المربي..

من الأجدر بأن تنشغل بطفلك قبل أن تنشغل بضياعه وقبل أن تُردِد: “فات الأوان”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *