ستقبال 4 طلبة للعمل على مشاريع التعاون في المنظمة لمدة عام
شدد رئيس جامعة البحرين الدكتور فؤاد محمد الأنصاري، على أهمية التعاون العلمي لتعزيز الوصول إلى التعليم والابتكار، قائلاً: “تحرص الجامعة الوطنية على تعزيز تعاونها العلمي مع مختلف الجهات المحلية والدولية، بما فيها تعاونها مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) في المشاريع البحثية والتقنية، الأمر الذي يساهم في الترويج للكفاءات الوطنية، وجعل الجامعة مركزاً جذاباً للعلوم والتكنولوجيا والابتكار”.
واستضافت جامعة البحرين مستشار المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا “سيرن” مارتن غاستال، لإلقاء ندوة بعنوان “كيف طورت البحرين وسيرن تعاونهما العلمي في تجربة كاشف الميون”، في حرم الجامعة بمدينة عيسى.
وأكد غاستال، أهمية التعاون العلمي بين الأوساط الأكاديمية المختلفة، معرباً عن إعجابه بالتقدم الملحوظ الذي شهده التعاون بين جامعة البحرين ومنظمة “سيرن” في مشروع كاشف الميون (CMS) منذ أن أصبحت الجامعة عضواً مشاركاً في تجربة الكاشف في العام 2019. ولفت إلى أهمية هذه الشراكة قائلاً: “بدأنا مع اثنين من طلبة التدريب الصيفي منذ أربع سنوات، ونخطط الآن مع الجامعة لإرسال أربعة من طلبة الجامعة للاستمرار في العمل على مشاريع التعاون الحالية، والمشاركة في مشاريع تعاونية جديدة، لمدة عام كامل على الأقل لكل واحد منهم”.
وأشار خلال الندوة التي نظمتها كلية الهندسة إلى أن “مساهمات طلبة جامعة البحرين وأعضاء هيئة التدريس تركزت حول عدة مواضيع منها: ديناميكا الموائع، والحوسبة المتوازية، والتحكم في الأجهزة والقيادة، وأؤمن أن هذه ليست سوى البداية، وما رأيته اليوم يؤكد أن الطلبة نشيطون، ومستعدون للمشاركة في برنامج التدريب المشترك لدينا، هذا يملؤني بالتفاؤل والاحترام للرؤية العلمية لمملكة البحرين”.
واستعرض مستشار منظمة “سيرن” نتائج تعاون الطرفين، ومساهمتها في تنفيذ مشاريع تعاونية عملية، لإنتاج المعرفة وتطوير التكنولوجيا، وقدم ملخصاً عن مشروع مصادم الهدرونات الكبير (LHC)، ومساهمة مملكة البحرين في أبحاث فيزياء الجسيمات، مشيراً إلى تنفيذ كلية الهندسة وكلية تقنية المعلومات في جامعة البحرين لعدد من المشروعات بالتعاون مع “سيرن” على مدى السنوات الماضية.
وفي سياق برنامج التدريب الصيفي، عرض ثلاثة من الطلبة الذين أنهوا تدريبهم الصيفي في سيرن لعام 2023م نبذة عن تجربتهم وهم: طالب الهندسة الإلكترونية حمزة درويش السيد، وطالبة تخصص الفيزياء أمل علي مرزوق، وطالب تخصص هندسة الحاسوب عبدالرحمن عارف المرزوقي.
وعن عمله مع فريق “سيرن” في تجربة كاشف الميون، قال السيد: “كانت مهمتي تصميم أنظمة حاسوبية تتلقى البيانات من الكاشف، لاستخراج مؤشرات مهمة، تمكِّن الباحثين من فصل تصادم واحد عن مئات التصادمات بين الجزيئات التي تحدث في أجزاء من الثانية، ودراسة هذا التصادم بالتفصيل”. مؤكداً أن التقنيات المطورة من قبل العلماء والمهندسين في سيرن أثمرت عن العديد من التطبيقات، التي لها استخدامات متعددة، مما يسهم في تطوير كل القطاعات، مثل: الصحة، والتعليم، والصناعة، والمالية.
واختير السيد لإلقاء محاضرة في “سيرن” حول موضوع بحثه، إذ يتم اختيار 30 طالباً من أصل 300 طالب كل عام لإلقاء محاضرة، وذلك يؤكد تميز طلبة جامعة البحرين، ويعكس نجاح مخرجاتها التعليمية في المحافل الدولية.
وعن تجربتها قالت الطالبة مرزوق: “تدريبي في “سيرن” أحد أكبر التجارب التي خضتها، إذ عملت على المشروع الحديث لمصادم الهايدرونات الكبير، وذلك لقياس زمن وصول الجسيمات ذات طاقة التأين الدنيا. فقد عملت على تحليل البيانات المتعلقة بطاقة هذه الجسيمات وتصنيفها، للحصول على التصادمات التي تحمل معلومات مهمة فيزيائياً”، معربة عن رغبتها في مواصلة النشاط البحثي في الميادين العلمية الوطنية والعالمية.
ولفت الطالب المرزوقي إلى استفادته الكبيرة من تجربته بمركز أبحاث “سيرن”، حيث التقى بمشاركين من جميع أنحاء العالم من ذوي الثقافات المختلفة والمتنوعة، وأعجب بقواعد وإرشادات السلامة التي وضعتها “سيرن” للطلبة والعاملين وتذكيرهم بها.
ومن الناحية العلمية، لفت إلى عمله مع فريق تجربة كاشف الميون، إذ عمل على برمجة واجهة المستخدم لمشروع (MIP Timing Detector)، قائلاً: “كتبت الوثائق لهذا المشروع، ليستخدمها الطلبة الذين سيأتون من بعدي، وسيعملون على تطويره”. وأضاف المرزوقي “غيرت هذه التجربة حياتي، وألهمتني كثيراً”.
ومما يجدر ذكره أن جامعة البحرين بصفتها ممثلاً عن مملكة البحرين قد وقعت اتفاقية للتعاون الدولي مع المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية (سيرن) في شهر يونيو 2023م، للتعاون العلمي والتقني في فيزياء الطاقة العالية، وذلك لتمكين العلماء، والباحثين، والمهندسين، والمعلمين، والطلبة، والفنيين من مملكة البحرين، من التقدم للالتحاق بمدارس المنظمة، بما في ذلك مدرسة المسرِّعات، ومدرسة الحوسبة، والمدرسة الأوروبية للفيزياء، وبرنامج الطلبة الصيفي في “سيرن”.
