جو 24 :
قالت لجنة التربية والتعليم في حزب جبهة العمل الإسلامي أن نتائج امتحانات البرنامج الدولي لتقييم الطلبة PISA الذي أجري عام ٢٠٢٢ وصدرت نتائجه مؤخرا يؤشر على مستوى التراجع الكبير في تعليم الرياضيات وعلى تصنيف الأردن وتراجعه إلى المرتبة ٧٧ من أصل ٨١ دولة شاركت في الإختبار، علما أن الامتحان يعقد كل ثلاث سنوات .
وأمام هذا التراجع غير المسبوق في المستوى تؤكد اللجنة على ما يلي :
١ فشل المركز الوطني لتطوير المناهج في مهمته وهو الذي اختطف دور الوزارة ( مديرية المناهج) والذي جاء استحداثه تحت ذريعة وغايات تطوير وتحسين النتاجات، وحيث أن المركز فشل بمهمته فإننا نجدد الدعوة إلى عودة الأمور لنصابها الصحيح وأن يعود واجب تأليف وتطوير المناهج التعليمية إلى مديرية المناهج في وزارة التربية والتعليم.
٢ إن الطلبة الذين تقدموا للامتحان عام ٢٠٢٢ درسوا منهاج الرياضيات الصادر عن المركز الوطني منذ العام ٢٠١٩ وهذا يعني أنهم درسوا المناهج الصادرة عن المركز الوطني لمدة اربع سنوات تقريبا، وهذا يشكل نصف قدراتهم التعليمية.
٣. تؤكد النتائج على وجود فجوات في المناهج المطوّرة حسب الخبراء و الأكاديمين و المعلمين ومنها ما سبق الاشارة إليه وهو خلل بنية المناهج حيث أنها أسست على أن التعليم برياض الأطفال إلزامي، مما أحدث خللًا متراكما .
٤. نشير أيضا إلى أن التراجع لا ينحصر في مادة الرياضيات بل يشمل موادا أخرى وهي العلوم ومهارات القراءة والكتابة ، ويرافق ذلك تراجعا كبيرا في القيم والتربية وبناء الإيمان والعقيدة والسلوك .
٥ لا يمكن إنكار وجود مؤثر إضافي وهو ” أزمة كورونا ” والإشكاليات المرافقة للأزمة، إلا أن الأمر قد مرت به جميع الدول المشاركة في الامتحان، مما يعني أن تراجعنا كان مضاعفا مقارنة بالدول الأخرى التي عاشت نفس الظروف، وأن هذه الدول تعاملت مع الأزمة بمسؤولية وتخطيط أفضل.
٦ إن ما قدمته الوزارة من برامج لمعالجة الفاقد التعليمي بعد ” أزمة كورونا ” لم يكن موفقا ولم يؤد الغرض منه، خاصة أن مادة الرياضيات كانت أحد المباحث التي تم التركيز عليها كمادة أساسية .
٧ إن الممارسات التي أجريت وما زالت بشأن نقابة المعلمين ، ساهمت بإبعاد أحد أهم أركان و روافع العملية التعليمية والتي تمثل المعلم الذي يسد خلل الكتاب و النقص في البيئة التعليمية .
لكل ما ذكرنا وأمام هذا الواقع المتردي الذي قادت إليه السياسات الحكومية نجد لزاما ضرورة الدعوة إلى مؤتمر وطني يضم جميع المختصين وأصحاب العلاقة والتربويين والأحزاب والجامعات والنقابات وغيرها من الأطراف المعنية والمختصة للخروج بآلية حقيقية لتطوير التعليم دون ارتهان لأجندات خارجية وأممية، وللوقوف على أسباب الخلل وإيجاد حلول تتدارك حالة التراجع في مستوى التعليم بشكل عام وتنقذ مستقبل أجيال الأردن .
