■■ يقول قارئ: تزوجت قبل 15 عاماً تقريباً من قريبة لي، وعشنا سعيدين معاً، وأنجبنا البنين والبنات. وبعد هذا العمر، بدأت زوجتي تختلق المشكلات مع أمي، وتطلب الطلاق، أو تهدد بالخلع.
وتساءل: هل الزواج بين الأقارب يؤدي إلى الطلاق؟ وهل أزمة منتصف العمر حقيقية؟ وما نصيحتكم؟
■ يجيب المستشار الأسري الدكتور سيف راشد الجابري بالقول:
لا يمكن الجزم بأن كل من يتزوج من أقاربه تصل علاقته الزوجية إلى الطلاق، فكثير من حالات الطلاق تتم بين زوجين لا توجد بينهما علاقة قرابة، لكن هناك أسباباً وعوامل مشتركة تؤدي إلى ذلك، من أهمها غياب التفاهم والحوار بين الأزواج.
وهناك أزواج يمرون في فترة ما بحالة من الرتابة والملل من العلاقة الزوجية بعد سنوات طويلة من الزواج، لأسباب مختلفة، يسميها البعض «أزمة منتصف العمر»، فقد تنشب الخلافات بين الأزواج على أشياء سطحية وتافهة، بينما يعتقد الزوجان أو أحدهما، على غير الحقيقة، بأن الخلاف بينهما كبير جداً، ويستحق طلب الطلاق أو الخلع.
لكن يجب النظر إلى أن أي مشكلة أسرية، يمكن حلها بالحوار والتفاهم حول أسبابها لإيجاد الحلول المناسبة لها. وعلى السائل، أولاً، البحث عن الخصال والمواقف الطيبة في زوجته خلال مسيرة حياتهما، ويسأل نفسه: لماذا تغيرت؟ ولماذا نشبت الخلافات بينهما ووصلت بزوجته بعد هذا العمر إلى طلب الطلاق أو الخلع؟
من المؤكد، ونتيجة لما يصلنا من اعترافات من أطراف بعض المشكلات الأسرية، نجد أن هناك تصرفات غير صحيحة متراكمة، ارتكبت خلال الحياة الزوجية، سواء من الطرفين أو أحدهما، جعلتهما يحيدان عن الهدف من الزواج، وهو العيش في حياة أسرية سعيدة، والحفاظ على كيان الأسرة والأولاد، وتركهما الخلاف البسيط دون تفاهم حتى يكبر ويزداد.
وننصح السائل بالجلوس مع زوجته جلسة مصالحة بشفافية عالية من دون تجريح أو تبادل للاتهامات معها بشأن ما مضى، أو حول السبب فيما وصلت علاقتهما الزوجية إليه، وأن يكون الهدف من الجلوس هو إيجاد حل دائم لتحسين العشرة بينهما، وتكون مصلحة الأولاد أمامهما، ويكونان قدوة لهم لأن هذه الفترة من العمر مهمة لتركيز جهودهما في تربية الأبناء وتنشئتهم التربية الطيبة.
ونصيحتي للزوجة بالرجوع إلى الفضيلة والتصالح مع زوجها ومع والدته، وأن تراعي عشرة السنوات الطويلة مع زوجها، وترك سفاسف الأمور، والنظر إلى العلو الإيماني والهدوء والرضى بما قسم لها من خير، والمحافظة عليه وتربية أولادها.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
